ببركات كورونا ..الولايات المتحدة ستشتري العالم* صالح الراشد
النشرة الدولية –
كتبتها سابقاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الأكبر من انتشار جائحة كورونا، وأكدت على أنها هي من صنعت ونشرت الوباء وتعاملت مع الجائحة بدكاء مدروس وممنهج، فالكونغرس الأمريكي ضخ في السوق الأمريكي أكثر من “٦” ترليون دولار أي “٦٠٠٠” مليار، وهذا رقم فلكي من المال سيستقر في نهاية الأمر في البنوك أو شركات الإستثمار، وهذه البنوك والشركات ستسعى لإستثمار جزء كبير من هذا المبلغ الضخم خارج حدودها حتى تُسيطر على جميع الأسواق، وبالذات السياحية وعلى وجه التحديد شركات الطيران والفنادق والالعاب الترفيهية والتنافسية إنتقالاً للصناعة ثم المدارس والجامعات، وبدأت الدلائل تظهر حين قام بنك «جي بي مورغان» الأميركي بتبني تنظيم كأس السوبر الأوروبي نظير مبلغ خرافي بلغ “3.5” مليار دولار ليوافق “١٢” على المشاركة بحيث يتقاسمون المبلغ مع أندية أخرى لتتجاوز حصة كل نادٍ ال “٢٠٠” مليون دولار سنوياً، وهذا مبلغ يعادل عشرة أضعاف جائزة الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا، وقد يفشل البنك في تنظيم البطولة لكنه قرع الجرس بأن رأس المال الأمريكي قادم بقوة وإن فشل اليوم سينجح غداً، كون ما يجري حالياً مجرد بالون إختبار للمرحلة القادمة.
هذه هي البداية ولن تكون آخر الصفقات التي ستعقدها البنوك الأمريكية في أوروبا حيث ستكون كرة السلة الهدف القادم، ثم الكرة النسوية وستسيطر البنوك الأمريكية على جميع أنواع الرياضات، وتنتقل بعد ذلك لشراء سوق الإعلانات والرعاية لتصبح البنوك المالك الوحيد للرياضة الأوروبية، وستكون فوائدها بالمليارات كونها تُجيد فن التسويق وتبدع فيه، ثم ستبدأ بالسيطرة على شركات الطائرات حتى تتحكم أمنياً واقتصاديا في القارة العجوز وغالبية دول حوض البحر المتوسط، وهي الدول التي تسيطر على حركة التجارة الدولية.
الأمر لن يتوقف عند هذا الحد فإذا أخرجت الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي لكرة القدم من اللعبة ب “05,”% من قيمة المبالغ التي تم ضخها في السوق الأمريكي، فما هي المشاريع التي يمكن إنشائها أو السيطرة عليها ببقية المبلغ، وطبعاً تستطيع شراء الكثير والكثير جداً، لذا قد تسعى للسيطرة على كرة القدم في شتى قارات العالم وتمنع من لا تُريد من المشاركة وتفتح الباب لشركائها، كما فعلت في كأس السوبر الأوروبي “تحت الدراسة”حيث ستشارك فيها مبدئياً “٦” أندية من انجلترا و”٣” من كل من إسبانيا وإيطاليا، وقد ينضم اليهم أندية من المانيا وهولندا وقد نجد صورة مصغرة لهذه البطولة في افريقيا واسيا واميركا الجنوبية والوسطى.
لقد أخطأ العالم حين قام بتنفيذ البروتوكول الصحي الذي وضعته منظمة الصحة العالمية بضغط من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ليتسبب هذا البروتوكول بإفلاس العديد من الشركات والأندية والجامعات والمدارس أو وضعها على حافة الإفلاس، وهنا بدأت الأموال الأمريكية بالظهور لتشترى كل ما تطاله أموالها بشرط أن يتناسب مع مصالحها السياسية والعسكرية والإقتصادية، لذا فالقادم سيكون أكثر رُعباً وستشتري الولايات المتحدة الأمريكية غالبية مشاريع العالم ببركات كورونا الذي صنعته وروجته والعالم يتفرج بطريقة بلهاء ليدفع في النهاية ثمن جهله وصمته.