في لبنان انخفاض ملحوظ بوفيات كورونا ومرضى العناية المركزة… هل الفضل للقاح أم لرمضان؟

النشرة الدولية –

لبنان 24 – نوال الأشقر –

في الآونة الأخيرة انخفض عدد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان وكذلك عدد الوفيات، على رغم أنّ حملة التلقيح لا زالت تسير بوتيرة بطيئة، بحيث تمّ إعطاء 446951 جرعة ضد كوفيد-19 فقط، أي بمعدل 6.5 جرعات لكل مئة شخص. وفق هذا المعدل يحتاج لبنان إلى 737 يومًا لتلقيح 70 % من سكانه، أي بحلول أيار عام 2023. فهل يمكن القول إنّ اللقاح يقف خلف انخفاض عداد كورونا في لبنان أم هناك عوامل أخرى؟

مدير المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء في لبنان، وعضو اللجنة الفنيّة والعلميّة الخاصة باللقاح الدكتور نزيه بو شاهين، لا يعوّل كثيرًا على انخفاض عدد الإصابات في هذه الفترة، بحيث لا يمكن الإعتماد على أرقام الإصابات المنخفضة كمقياس، خصوصًا أنّه مقرون بعدد الفحوصات التي تُجرى، كما أنّ التجمعات تتقلّص خلال شهر رمضان الكريم، فتقل العدوى اليومي جراء الإختلاط “وبالتالي في حال لم تلتزم الناس بعدم الإختلاط خلال فترة الأعياد ستعاود الأصابات ارتفاعها من دون أدنى شك”.

بو شاهين وفي حديث لـ “لبنان 24” لفت إلى أنّ المؤشر الذي يمكن الركون إليه لقياس انحسار الوباء في لبنان، لا يكمن بأرقام الإصابات، خصوصًا أنّ عددًا من المصابين لا يجرون الفحوصات، بل يكمن بنسب الحالات التي احتاجت إلى عناية مركّزة وتلك التي احتاجت إلى أجهزة تنفس، وهذ المؤشر الصحيح لقياس اتجاه المرض، لأنّ هؤلاء المرضى يواجهون الخطر الأكبر، والوفيات تحصل بالدرجة الأولى في صفوف مرضى كوفيد الذين يحتاجون لأجهزة تنفس اصطناعي، ومن ثم مرضى العناية الفائقة.

في قراءته لمسار كورونا في لبنان يستند الدكتور بو شاهين إلى تحليل أرقام المرضى الذين احتاجوا إلى عناية خاصة وأجهزة تنفس، ليخلصَ إلى أنّ عدد هؤلاء سجّل تراجعًا، وانعكس بدوره انخفاضًا في أرقام الوفيات اليومية. هذه الأرقام تظهر أنّه في 1 نيسان كان هناك 952 مريضًا في العناية المركّزة، و265 مريضًا على أجهزة التنفس،عدد الوفيات بلغ 52 حالة. في 6 نيسان، 885 مريضًا في العناية الفائقة و 258 على أجهزة التنفس، و36 وفاة. في 8 نيسان مريضًا في 882 العناية المركّزة و239 على أجهزة التنفس، و37 وفاة. في 6 نيسان 885 مريضًا في العناية المركزة، 258 مريضًا على أجهزة التنفس، و38 وفاة. في 12 نيسان، 869 مريضًا في العناية المركزة، و254 على أجهزة التنفس، و42 وفاة.

يضيف بو شاهين “عدد المرضى كما الوفيات كان مستقرًا نوعًا ما، ثم بدأ ينخفض منذ 14 نيسان، بحيث كان هناك 791 مريضًا في العناية المركّزة، 211 على أجهزة التنفس، في 20 نيسان كان هناك 790 مريضًا في العناية، و 215على أجهزة التنفس، أمّا الوفيات فتراوحت بين 42 و34 حالة، رغم أنّ الإصابات تراوحت بين 1800 و2400 . في 27 نيسان انخفض عدد مرضى العناية المركزة إلى 632، وكذلك المرضى الذين احتاجوا أجهزة تنفس انخفض إلى 189، وهذا يدل أنّ الحالات الخطرة تنخفض، كما أنّ اقسام العناية الفائقة لم تعد شاغرة بالكامل في المستشفيات كما كان الحال سابقًا وكذلك أجهزة التنفس”.

524241 ألف إصابة بكورونا في لبنان لغاية 28 نيسان وهذا الرقم ليس حاسمًا وفق ما لفت إليه د. بو شاهين “خصوصًا أنّ هناك العديد من المصابين لم يخضعوا لفحص pcr، وأقدر أنّ عدد الذين أصيبوا وصل إلى مليون ونصف شخص”.

بو شاهين دعا المواطنين إلى عدم التأثر بالإشاعات حول التداعيات والتأثيرات الجانبية للقاحات، وأن لا ينتظروا وصول لقاح معين، لأنّ المعادلة أصبحت اليوم أنّ اللقاح الأسرع هو الأنجع “بدليل أنّ القطاعات التي أخذت اللقاح انخفضت الإصابات في صفوفها بشكل كبير، فالقطاع الطبّي يسجّل صفر وفيات، والاصابات انخفضت كثيرا في صفوفه، كذلك لدى الفئات العمرية الكبيرة، وهذا يدل على أنّ اللقاح يحصّن المجتمع في مواجهة الوباء ويؤشّر إلى أهمية وفعالية اللقاح، ويجب أن يشكل ذلك حافزًا للناس لتقبل على التلقيح”.

أعاد بو شاهين وتيرة التلقيح البطيئة إلى عدم تسليم الشركات كمية كافية من اللقاحات الموعودة، وإعادة إقبال الدول على لقاح أسترازنيكا بعد إجراء التحاليل، والضغط على الشركات لتسليم الإتحاد الأوروبي 300 مليون جرعة خلال العام الحالي، 50 مليون منها خلال الشهر الحالي.

كما لفت بو شاهين إلى تجربة الدول، التي أثبت أنّ اللقاحات تشكّل حصانة مجتمعية، فكلما تقدمت نسبة التلقيح خفت وتيرة الإصابات في دول العالم “أبرز مثال، تحقيق اسرائيل مناعة مجتمعية جعلها تسمح بالمسابح وفتح الأماكن العامة، كذلك الحال في بريطانيا حيث خفت الإصابات بفعل حملة التلقيح الواسعة التي شملت 40 مليون بريطاني، وفي الولايات المتحدة تراجعت الإصابات بعدما ارتفعت وتيرة التلقيح مع إدارة بايدن بحيث تراجع الصوت المعارض للقاحات”.

إلى لبنان ستصل كميات كبيرة من اللقاحات خلال أشهر الصيف المقبل ” أتوقع أن نصل الى موسم الإنفلونزا في الخريف المقبل، وقد اكتسب جزء من المجتمع اللبناني مناعة بما يخفف من حدّة الموجة الجديدة من كورونا والتي تصل في الأشهر المقبلة. من هنا يجب أن يحصن اللبناني مناعته بأخذ اللقاحات، لأنّ السلالات المتحوّرة تصبح أكثر عداونية، فهناك أكثر من 4 الآف طفرة، قد لا تكون اللقاحات فعّالة حيالها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button