قم يا زاهي فما زلنا بحاجة إليك* حاتم استانبولي

النشرة الدولية –

قم يا زاهي؛ فأنت تحمل خصائص بلدة عيناثا المقاومة عبر التاريخ؛ أخذت منها خاصية العين المعطاءة التي لم تنضب على مر الزمان ورقي أميرها ونبيها يثرون وسماحة وملائكية سيدتها الطاهرة آثا.

قم يا زاهي؛ فما زالت الثقافة المقاومة وبيتها بحاجة إليك.

قم يا زاهي؛ فما زال لبنان المقاوم بحاجة إليك ولضيوفك الذين تحرص أن تنتقيهم بإحكام لتجعلهم يكتشفون أنفسهم؛ من خلال حوار هادئ لا يخفي جديتك ومسؤوليتك في كشف جوانب عطائهم.

قم يا زاهي؛ فما زالت الثقافة والمعرفة بحاجة إليك في زمن محاولات الدخلاء الذين يعملون على تشويهها وتزوير معرفتها.

قم يا زاهي؛ فأنت تحمل خصائص عيناثا وتاريخها المقاوم.

قم يا زاهي؛ فما زالت فلسطين بحاجة إليك؛ فلسطين التي زرتها أسيرًا، ولكنها أسرتك وأحبتك وأعطتك من خصالها وأسرك حبها وأحبك شعبها.

قم يا زاهي؛ فما زال الكثيرون ينتظرون لِتُعَرِفَ عنهم ولتكشِفَ ميزاتهم فمنهم لا يملك منبرا الا بيتك بيت القصيد، هذا البيت الذي جمع أسماء متعددة ومختلفة الخصائص بتنوعها وتعارضها وتقاطعها، هذا البيت أصبح عنوانًا ومكانًا لثقافة من نوع آخر؛ ثقافة متعددة ومركبة ومتداخلة؛ تتعامل معها بوعي معرفي واحترام ورقي لتقدمها من بوابة بيتك بيت القصيد.

أبواب هذا البيت مفتوحة لمبدعين من نوع خاص يجمعهم خيط رفيع تعلق عليه سنفونياتهم وقصصهم وأشعارهم وموسيقاهم وحكايات أفلامهم ومسلسلاتهم، هذا البيت الذي بنيته من أبيات شعر وألحان موسيقى وكلمات قصص المقاومين ورواياتهم. بيتك؛ بيت القصيد ما زال لم يستضيفك لتحكي لجمهورك قصص مقاومتك للمحققين في معتقل عتليت وأنصار.

قم يا زاهي؛ فضيوفك الذين رحلوا وفي مقدمتهم محمود درويش وأحمد فؤاد نجم ورفيق السبيعي ونور الشريف وسعيد عقل وهدى سلطان وتحية كاريوكا ووديع الصافي وعبد الرحمن الأبنودي وغيرهم، جميعهم يرفضون أن يستقبلوك ويعلمون أن بيتك؛ بيت القصيد ما زال ينتظر ضيوفك ليتمتعوا في دفئه وليحظوا بشرف استضافتك لهم. أما ضيوفك الأحياء؛ فإنهم ينتظرون عودتك لبيتك بيت القصيد الذي لن يستطيع أيًا كان أن يأخذ مقعدك فيه هذا المقعد الذي هو شاهد على حكاياتك وقصصك مع ضيوفك الذين كنت تتعامل معهم بشفافية الشاعر وحنكة السياسي وصلابة المقاوم وتداخل أدوار الممثل؛ تدخلهم في ممراته وتقلبهم وتعجنهم وتتجلى براعتك في نبش ما لم يدركوه من ميزات أعمالهم.

زاهي الشاعر الكاتب الصحفي المحاضر الأسير المقاوم بيتك بيت القصيد؛ بيت الثقافة المتنوعة والمتداخلة والمركبة؛ ينتظر سيده سيد بيت القصيد… فقم يا زاهي؛ فنحن ننتظر إطلالتك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى