الحالة الكويتية.. صفر* ذعار الرشيدي

النشرة الدولية –

مما لا شك فيه أن الحالة الكويتية السياسية وعلى الرغم من عدم الحاجة أو الضرورة إلا أنها تغلي غليانا غير طبيعي وغير منطقي، ولهذا أسباب ومسببات.

والواضح والجلي أن كل هذا الغليان السياسي مفتعل، أو بالأصح مجرد صورة غير حقيقية لما هو عليه الوضع فعلا، فحالة الاحتقان السياسية التي تبرز إعلاميا ليست حقيقية بالمرة، فالوضع السياسي يفترض أن يكون أهدأ بكثير، نعم هناك تباين في وجهات النظر، نعم هناك اختلاف في وجهات النظر، وهناك اختلاف يصل إلى حد الانشقاق السياسي، لكن هذا الأمر يفترض أن يكون طبيعيا في ظل وجود حكومة وبرلمان ومعارضة، إلا أن ما يفترض هو أن يكون الخلاف تحت قبة عبدالله السالم، وفي البرلمان ككل، لكن أن يتمدد الخلاف من أماكنه السياسية الطبيعية ويخرج عن كونه خلافا واختلافا سياسيا إلى انشقاق سياسي.

***

مكمن الخطورة الآن هو زرع الشائعات باستخدام وسائل التواصل ونشر أكاذيب لأحداث سياسية لم تحدث، والقصد منها خلق زعزعة لا هدف منها سوى مزيد من الإضرار بالواقع السياسي وتشويهه وتشويه شخصيات سياسية عامة، فكل الإشاعات التي سرت عبر الواتساب تحديدا كاذبة غير حقيقية لوقائع لم تحدث أبدا، ويبدو أن من اختلقها لا يفهم الحالة الكويتية السياسية أو انه يتعمد خلق هذه الإشاعات لضرب شخوص أمام الرأي العام.

***

المحاولة، ولا شك فاشلة لم يصدقها احد، ليست أكثر من بالونة إشاعة سرت في ليلتها وانفجرت في ذات الليلة على غير ذات مصدق أي لم يصدقها أحد، أما فما الهدف منها؟، فباعتقادي الشخصي أن الإشاعة كان مصدرها شخص عبثي لا أكثر ولا أقل، كما أعتقد أيضا أن مثل هذه الإشاعات لن تتوقف، ولكن كما ذكرت لا تصدق ولا تستمر ولا تؤثر لكون مطلقها أو قائلها لا يفهم الحالة الكويتية.

***

أتمنى كما أعتقد أن الإشاعات الأخيرة ليست جزءا من عمل منظم، وان كنت لا أشكك في الوقت ذاته أن مثل هذه الإشاعات وراءها أشخاص يستهدفون زعزعة المشهد السياسي.

عندما أكرر قول «الحالة الكويتية» فأنا أعني الحالة السياسية بكل أبعادها وكل أطرافها وكل نقاط اختلافاتها وتوافقها، فلا يمكن أن تتمدد الحالة السياسية الكويتية إلى أي شكل من أشكال التطرف السياسي من أي طرف كان، وتأكيدا يمكن العودة إلى كل الأحداث السياسية البرلمانية الحكومية منذ الستينيات مرورا بأحداث السبعينيات وكذلك الثمانينيات، كلها مهما بلغت من احتقان كانت تدخل ضمن الحالة الكويتية في الانتهاء إلى مسار جديد أفضل مما سبق.

***

صحيح أننا اليوم أمام حالة سياسية مختلفة متعددة الأطراف ومتشابكة بشكل معقد جدا، ولكن ستنتهي كما انتهت من قبلها معضلات سياسية أكبر في السابق.

وكلنا ثقة بحكمة القيادة السياسية في كل الحالات، كما كان العهد دوما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى