عيد العمال.. عيد القهر والحرمان واللصوص* صالح الراشد
النشرة الدولية –
عيد باي حال عدت يا عيد لأمر مضى أم فيك تجديد، كلمات نرردها في كل عيد لعل القادم أفضل، فعيد العمال طرق أبوابنا وشباب الوطن بلا عمل، لذا لم يحمل العيد تجديد وأمل، بل جاء ليذكرنا بخيبات الأمل وانهزام الحكومات وتقصيرها، فالعيد لمن يملك واسطة حتى يعمل والعيد لمن لدى ذويه المال ليفتح المشاريع ، فالعيد ليس لجميع أبناء الشعب بل لصفوتهم الذي يملكون المال والمناصب وهؤلاء حق لهم أن يحتفلوا، فيما أبناء القهر والظلم يحتفلون بعام جديد من البطالة وعام جديد من السقوط صوب طبقة أدنى وعام مُر والقادم بعناوينه القاتمة أمر.
أي عيد للعمال وأصحاب رأس المال يحكمون ويتحكمون في عباد الله بفضل القوانين الطارئة التي انتجتها الحكومات بحجة الذود عن الشعب من كورونا وحمايتهم من خطر الموت، ليكتشف أبناء القهر والفقر أن الموت قهراً بانتظار فرصة عمل والموت جوعاً بانتظار لقيمات الحياة أشد وطئةً وألماً على النفوس الأردنية العزيزة من الموت بكورونا أو على أبواب المتسلقين الذي جعلوا من الوطن حديقة خلفية يلعبون به كيفما شاءوا.
جاء عيد العمال وسيغادر ووزارة العمل فكرها موصود وأبوابها مغلقة، وهيئة الإستثمار بلا رؤيا ولا أهداف لنشعر أن الضياع والضبابية قد صُنعت بمؤسسات الدولة العاجزة عن وضع خطط للنهوض بالوطن وأبنائه، وهي المؤسسات التي لا يدخلها أحد إلا من باب الواسطة والمحسوبية والفساد الإداري ليُفسد هؤلاء المجتمع، ثم بعد ذلك يعلنون عطلة رسمية للاحتفال بعيد العمال، أليس هذا قهر وهوان تصنعه الدولة بإتقان لقتل ما بقي في النفوس الشريفة من كرامة وأمل في مستقبل مزهر قد يأتي في قادم الزمان.
عيد بلا محتفلين ويوم بلا معنى وكذب على كذب، هذا هو الحال في زمن ضياع البوصلة وتقزيم مصلحة الوطن واعتبار ان الوطن أقارب وأصدقاء ومكاسب ومراهنات، لذا جاء اليوم من صبيحته مملاً قاتماً دون أي هيبة كتلك التي أضاعها تُجار الاوطان، جاء كئيباً بلا عنوان جاء محملاً بالهموم والأحزان لأنه افتقد لمعاني العيد التي هي المحبة والشعور بالأمان والرضى وسعادة الأهل والأحبة، فكم أردني تملكه هذا الشعور حتى يشعر بجمال عيد العمال؟، صدقوني، لا أحد كون جراح الوطن تتشابه والعائلات تتوجع والشباب تشيخ وتهرم في اليوم مئة مرة، لذا لا عيد اليوم إلا للصوص.