ماذا تعني الإنفراجة بين السعودية وايران للمنطقة؟
النشرة الدولية –
بعد 6 سنوات من حرب غير متكافئة ومعارك بالوكالة، وتبادل الاتهامات، عرضت السعودية، هذا الأسبوع، على منافستها الإقليمية، إيران، الحوار.
ورصد تقرير من صحيفة “كريستشن ساينس مونيتور” ما يمكن أن يعنيه انفراج سعودي إيراني بالنسبة للشرق الأوسط.
وفي مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، دعا ولي عهد السعودي محمد بن سلمان البلدين إلى التغلب على الخلافات التي قسمت المنطقة.
وقال التقرير إن تصريحات محمد بن سلمان كانت تغييرا كبيرا في اللهجة من شخص وصف قبل ثلاث سنوات المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأنه “هتلر الجديد”، واستبعد الحوار والتعاون مع إيران باعتباره “استرضاء”.
وتأتي اللهجة السعودية الجديدة بعد ست سنوات من تحول المملكة إلى سياسة خارجية “عدوانية” تواجه إيران ووكلائها في العراق وسوريا ولبنان.
وينقل التقرير عن غريغوري غوس، رئيس قسم الشؤون الدولية في جامعة تكساس، “لم تنجح سياسة المواجهة مع إيران لا في اليمن، ولا في سوريا، أو حتى في لبنان”.
ويقول التقرير إنه من المرجح أن يركز الانفراج، على المجالات المباشرة ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن البحري، وفق المراقبين.
وينقل التقرير عن حسين إبيش، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أن مجال البدء بالحوار يمكن أن يبدأ بالأمن البحري كما فعلت دول الخليج الأخرى.
وبات الخليج ومضيق هرمز الضيق، الذي يتم من خلاله شحن 25٪ من النفط في العالم، نقطة اشتعال للتوتر من عام 2018 إلى عام 2020 في ظل حملة الضغط القصوى التي شنها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد إيران.
وقد شهدت المياه “حرب ظل” من أعمال التخريب التي كان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد عسكري.
ومن المرجح أن تتوسع المحادثات الإيرانية السعودية لتشمل مكافحة الإرهاب الإقليمية، خاصة ضد تنظيم “القاعدة”، الذي نما نفوذه مؤخرا في اليمن، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذي يهدد السعودية والجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
كما يمكن أن يكون الحوار مفيدا في اليمن، موطن أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
ووفقا لمصادر دبلوماسية خليجية، كان اليمن من بين المواضيع الرئيسية التي ناقشتها السعودية وإيران في بغداد هذا الشهر.
وعلى الرغم من أن إيران دعمت الحوثيين لجر السعودية إلى عمق مستنقع عسكري، إلا أن المراقبين والمحللين يقولون إن طهران تواجه مخاطر أيضا من الوضع في اليمن الذي يربطها به حدود برية وبحرية، لذلك يرون في الحوار ” تنازلا مقبولا”.
ويقول البروفيسور غوس: “سيكون اليمن مقياسا إذا كان هناك أي انفراج إيراني سعودي خطير.
وبعد اليمن، ستكون المواضيع الأكثر صعوبة هي العراق ولبنان وسوريا – وهي ثلاث دول عربية ذات عدد كبير من السكان الشيعة حيث رعت إيران بشكل منهجي جهات مسلحة غير حكومية موالية لها.
وخلص التقرير إلى أنه من غير الواضح كيف يمكن أن يحدث انفراج في سوريا، حيث دعمت إيران نظام بشار الأسد ب “حزب الله” الوكيل لها، وحيث تسيطر تركيا أيضا.