«2020».. قضية وطن… نادين.. أداء لشخصيتين متناقضتين قصي.. سهل ممتنع ما بين الجريمة والإنسانية

النشرة الدولية –

مشاهد تحبس الأنفاس تجعلك بانتظار الحدث القادم في مسلسل «2020» هذا العمل الذي يجعلك أمام الاختيار الصعب ما بين التعاطف مع المجرم أو الوقوف الى جانب الضعيف وتطبيق القانون في إطار أحداث بوليسية اجتماعية رومانسية.

«2020» عنوان القضية التي تتولى مهمتها النقيب سما (نادين نسيب نجيم) للكشف عن عصابة يترأسها صافي (قصي خولي) بعد أن توفي شقيقها بعد تبادل إطلاق نار مع رجال «صافي» عليه أثناء قيامه بمهمة عسكرية لذات القضية، الأمر الذي يدفع «سما» لطلب تولي مهمة هذه القضية للأخذ بثأر أخيها، ومن هنا تتحول نادين من «النقيب سما» الى الفتاة «حياة عبدالله» التي تسعى للدخول الى بيت «صافي» بالحيلة لتثير شفقة والدة «صافي» التي تأويها، وتتطور الأمور الى ان تستقر في بيتها وتزرع أجهزة التنصت وتتوغل في مملكة «صافي» الذي يعمل بالاتجار بالمخدرات مجندا عددا من الفتيات اللاتي يعشن في ظل ظروف صعبة من أجل تجهيز الشحنات وتعبئتها مقابل سكنهن ولقمة العيش، في حين يتخذ «صافي» من تجارة الخضراوات واجهـة لــه كــي لا يفتضح أمره.

برعت نادين في أداء دورها المزدوج بالعمل، حيث تعتبر الشخصيتان على النقيض من بعضهما، ما بين شخصية المرأة العسكرية القوية والمرأة المستضعفة، وقد بذلت جهدا مميزا في أداء الشخصيتين، وكان الخط الوحيد الأكثر وضوحا في شخصيتها تلك المشاعر والعاطفة التي تتحكم في سلوكيات أي امرأة، منها تلك التي تشعر به تجاه ابنتها «ميرة» التي منعتها ظروف العملية العسكرية من التواصل معها باستمرار، في حين نستشعر بعض المشاعر الرومانسية تجاه «صافي» الذي بدأ بهذه المشاعر تجاهها، ولا يمكننا أن نمر مرور الكرام على اللكنة التي استخدمتها نجيم في دوريها ما بين «النقيب سما» التي تتحدث بلهجة الفتاه المتعلمة بنت المدينة الراقية، و«حياة» التي تتحدث بلهجة شعبية تحاكي فيها المحيط الذي اقتحمته، في تفصيل دقيق للشخصيتين والفرق بينهما.

«صافي» على الرغم من سطوته في الحي ونشاطاته المشبوهة، إلا أن كتاب العمل رسموا شخصيته بشيء من اللين والعطف على الآخرين لدوره في مساعدة المحتاجين وتعامله الإنساني مع من يعملون لديه وشهامته تجاه «حياة»، إلا ان هذا اللين قد يكون هو السبب الذي سيوقعه في الأزمات والكشف عن عالمه السري.

الصورة في هذا العمل تحاكي الواقع اللبناني بكل تفاصيله الدقيقة لكنها لا تجعلك بعيدا عنها أو غريبا عن دائرتها، فسرعان ما تندمج وكأنك جزء من الحدث وكأن القضية تعنيك مباشرة مع فرق المكان في بعض الحكايا، والأحداث تتصاعد بشكل متزن، ولكل مشهد أهمية لا تقل عن الذي سبقه أو الذي يليه، الى جانب الراكورات التي لم تخطئ حتى كتابة هذا النص، سواء كانت في الكدمات التي رسمت على وجه نجيم أو غيرها من مواقع الحدث والشخصيات الأخرى.

وقد تناول العمل طبقات المجتمع بدءا من الحكومة والمتمثلة في قطاع الأمن مرورا بميسوري الحال أو الطبقة الغنية، حتى الطبقة الشعبية وتجار الموت من جهة والكادحين من اجل لقمة العيش من جهة أخرى، في حين قدم للمشاهدين تلك الطبقة المنسية التي تعيش تحت الأرض في العالم الخفي لا حقوق لها سوى المسكن والأكل في ظروف سيئة جدا متمثلة في الفتيات اللاتي يخدمن تجارة المخدرات وهن دون هوية أو اثبات، في تصوير مؤلم للعوز والفقر والحاجة، وهذه الشريحة من المجتمع تولد في بعض الدول العربية بسبب ضعف الموارد الاقتصادية أوالمشاكل الاجتماعية.

واللافت للانتباه دور كارمن لبس والتي تجسد شخصية «رسمية» تلك السيدة القوية والتي تشرف على مجموعة الفتيات اللاتي يعملن لصالح «صافي»، وهي من أقربائه، حيث فوجئنا بهشاشة مشاعرها التي غلبتها كامرأة عند وفاة إحدى الفتيات ومشاعر الحب التي دفنتها بداخلها وتفضحها نظراتها التي تسترقها بين الحين والآخر.

نادين نجيم تحمل على عاتقها في هذا العمل قضية وطن، والتي لن تبيعها من أجل علاقة حب أو أيا كان، هذا ما اعتدنا عليه كونها تقدم رسالة، وستكون مفارقات المسلسل الدرامية بينها وبين «صافي» على أشدها في الصراع ما بين الحق والحب.

يذكر أن مسلسل «2020» من تأليف نادين جابر وبلال شحادة وإخراج فيليب اسمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button