إضاءة على الأثير العربي…. هُنا القدس* د. سمير محمد أيوب

النشرة الدولية –

الزمن 24/4/1950 كنتُ طفلا آنذاك، كنتُ أفرح حين أسمع: هنا القدس، إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.

إزداد فرحي وأنا صبيّا وبكيت مستوعبا عظمة العروبة، حين لَعْلَع الأثير الأصيل: هُنا القاهرة مِنْ دمشق، هُنا مِصر مِنْ سوريا، إثر تدمير العدوان الثلاثي الغاشم لهوائيات الإذاعة المصرية يوم 2/11/1956.

وقد تقدّم بيَ العمرُ، لم أعرف غضبا ساطعا، كالغضب الذي يجتاحني كلّما رأيتُ قدَما همجيّة صهيونية، تُدنِّس تُرابا عربيا تقتحمه بالتراضي المشبوه، أو تُصافح عربيا هناك.

هَرِمْتُ والقدس ككل فلسطين، تنتهك يوميا مُقدساتها وحرُماتها، فلَم أعرف حُزْناً كالحَزَنِ الذي يغشاني من صمتِ الهوائيات العربية، عن نُصرة فلسطين وأهلِها، باقتحامٍ لِلأثير يُلَعْلِعْ يوميا أو …..:

هُنا القدس من عمان، هنا فلسطين من دمشق، هنا الاقصى من القاهرة ، وهنا المَهد والقيامة والناصرة من بيروت، وهنا من بغداد ومكة واليمن ومسقط والخرطوم ، وهنا من مجلس التعاون الخليجي، والتعاون المغاربي.

تَبًّا والله وألف تَبٍّ، لكلّ عربي وغير عربي لا يعرف، وسُحْقا لكلّ من لا يريد أن يعرف، أن فلسطين كلّها من آخر البحر حتى أول الماء، ومن الناقورة حتى أم الرشراش، ما تزال محتلة، وأن لنصرتها ولتحريرها، مُقدّماتٌ، مُقتضياتٌ، مُستلزماتٌ وتَبِعاتٌ فردية  وجماعية!!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button