أنتم الجدار الأخير .. والعار للعرب* صالح الراشد

النشرة الدولية –

لا أحد معكم، فالأمة باعتكم في مزادات التطبيع، وأصبحتم عبء على كاهلها المترهل حد ركبتيها، لا أحد معكم إلا أنتم، فأنتم الكلمة واليد والحجر والرصاص، وأنتم آخر الأبطال والمعجزات والأساطير، وأنتم أشجع قلوب الرجال وأروع النساء ، فأنتم في القدس آخر الأنفاس التي تصدر من حي الشيخ جراح حيث لا مكان للجبناء وتُجار الأوطان، أنتم في القدس حيث الصعود للسماء وتجمع الأنبياء، أنتم في القدس حيث الموت حياة والحياة عز وكرامة.

لا أحد معكم، فلا تغركم الأصوات الخافتة والأيادي الراجفة والأقدام الواهنة، لا أحد معكم فقد  سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه القبيحة والخيانات المريعه، أنتم في القدس حيث يقف الله معكم فشعوب العرب والإسلام كُسرت ودُجنت والقيادات باعتكم بكراسي حكم بالية، فما لكم إلا أنفسكم بعد الله فجدران الأمة تحطمت وذابت ولا جدران إلا أنتم، ولا عز إلا أنتم يا من يحتضنكم جدار التاريخ والانتصارات في القدس فهو جداركم وحصنكم ، أما حصون الأمة فقد أصبحت بيوت البغايا والعاهرات وسقط الرجال الذي يجيدون تقبيل أحذية الغرب أملاً في عزة على أمة العرب وذل وهوان على غيرها.

لا أحد معكم فكونوا مع أنفسكم فارفضوا الإنقسام  لفتح وحماس وجميع الفصائل، لا أحد معكم فأصمو آذانكم عن كذب ونفاق العرب والمسلمين فمسيلمة عاد من جديد، لا أحد معكم فانتصروا بسلاحكم وصبركم ودمائكم، لا أحد معكم فتمسكوا بكل حجر في بيوتكم، لا أحد معكم فاصمدوا على مواقفكم فلو منحوكم أجمل القصور خارج القدس فستشعرون أنكم عرايا، لا أحد معكم .. لا نحن أصحاب القضية من الخليج حتى المحيط معكم، معكم بأضعف الإيمان والصوت الخافت حتى لا نوصم بالإرهاب، نحن معكم لكن بلا سلاح ولا صوت فالقرار ليس قرارنا والفعل ليس فعلنا، فنحن معكم بضعفنا وهواننا نطلب منكم المعونة ونجلس تلاميذ غير نجباء في مدرستكم، مدرسة الشجاعة والدفاع عن الوطن، مدرسة الجوع بكرامة ولا الغنى تحت نير الاستعمار، نحن تلاميذ نتعلم كيف يكون الرجال خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وكيف تكون منى الكرد خنساء العصر ، نتعلم كيف نعيش الحياة بعز وصولاً ليوم التحرير.

وللعلم فالعالم الكاذب ليس معكم، الولايات المتحدة تشحذ السيوف لتشارك في ذبحكم وبريطانيا تتجهز للشهادة بجرمكم وروسيا ستبارك موتكم واقتلاعكم من أرضكم، والعرب يقفون أو ينحنون كلاهما سواء ويقولون ” لا نرى لا نسمع لا نتكلم” فتلك دماء طهر، طهر الله منها أيدينا فلن نتحدث عنها بألسنتنا ، نعم هي دماء طاهرة حافظ الله على طهرها بإبعاد أيادي الخونة عنها حتى تصل خالقها نظيفة نقية .. لا أحد معكم، فالموت أمامكم والتهجير خلفكم فليس لكم إلا النصر في عالم الهزائم العربية، وليس لكم إلا الصمود في عصر الإنبطاح العربي، وأنتم الأعلون لأن الله معكم فالنصر صبر ساعة فاصبروا، أما من باع وخان من أمة العرب فعليهم ما عليهم من الخزي والعار ، وسيغيبون  بهدوء فلا مكان في تاريخ الأشراف للأفلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى