الحكيم يستعد للانتخابات بخلطة غير متجانسة من الطائفية والوطنية العراقية

النشرة الدولية –

عمار الحكيم الذي يواجه صعوبة في التموقع ضمن الأحزاب الشيعية الكبيرة منذ أن انشقّ عن المجلس الأعلى الإسلامي وبات على رأس كيان صغير هو تيار الحكمة، يحاول التوفيق بين تنظيراته بشأن الدولة الوطنية العابرة لحدود الطائفة، والمصلحة الانتخابية العاجلة التي تقتضي استمالة الشارع الشيعي ومجاملة مرجعية النجف ومهادنة الميليشيات المسلّحة.

بغداد – خالف زعيم تيار الحكمة الشيعي عمّار الحكيم شعاراته بشأن “عبور الطائفية” و”محاربة اللاّدولة” التي تمثّلها الميليشيات، عندما دافع عما سمّاه الأغلبية الشيعية، مبرّرا الدور السياسي للحشد الشعبي المشكّل من العشرات من الفصائل المسلّحة.

وقال الحكيم في مقابلة بثّها على منصّة زوم إنّ “الشيعة أينما كانوا أغلبية فعليهم احتواء شركائهم الآخرين على اختلاف تنوعهم”، واصفا عناصر الحشد بأنّهم “مجموعة من الأشخاص الذين ضحوا وقدموا للبلد ويريدون أن يكون لهم دور”.

كما أثنى على دور المرجعية الشيعية التي يمثلها علي السيستاني معتبرا أنّ لها بالإضافة إلى دورها الديني دورا اجتماعيا.

وجاء استنجاد الحكيم بالطائفة في سياق حملته المبكّرة للانتخابات البرلمانية المقرّرة لشهر أكتوبر القادمة والتي تلوح صعبة لتياره الصغير المنشق عن المجلس الأعلى الإسلامي. كما تلوح معقّدة لسائر القوى السياسية التي قادت العراق طيلة الثماني عشرة سنة الماضية وعبّر الشارع بوضوح خلال انتفاضته الأخيرة عن رفضه القاطع لها ورغبته في إطاحتها من الحكم بعد أن فشلت في قيادة البلد وجرّته إلى وضع كارثي في مختلف المجالات.

واعتبر زعيم تيار الحكمة في مقابلته أنّ “العراق هو موطن التشيع الأصيل”، قائلا إنّ “الشيعة كانوا يمارسون دورا مهما ومحوريا، وسر قوة الشيعة في هذا الدور هو التركيز على الرباعية أو المبادئ الأربعة الأساسية وهي المرجعية والشعائر والتماسك الداخلي والتعايش الوطني وهي أربعة أصول اعتمدها شيعة أهل البيت وكان لها أثر بالغ في قوّتهم، ولذا فإن المرجعية الدينية إضافة إلى دورها الرَّعَوِي الديني، فهي زعامة اجتماعية أيضا ومحور للاعتدال والتنوير والمعرفة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى