أيها العرب .. أغلقوا سفارات الصهاينة وانتصروا للقدس* صالح الراشد
النشرة الدولية –
اندلعت المواجهات من جديد بين الفلسطينين والصهاينة في القدس بعد إقتحام قوات الإحتلال ساحة المسجد الأقصى، ليصاب “178” فلسطينياً وهم يدافعون عن الأقصى المبارك وفي ذات الوقت كانت الأمة العربية تتابع المسلسلات التي تبثها قنوات الضلال لأبطال المخدرات والسرقة والنهب، لترسل هذه القنوات رسالة بأن الابطال يكونون من المدمنين وتجار المخدرات ولم تلتفت للقدس ولم تسلط الضوء على الأبطال الحقيقيين، كون رسالة القنوات تتمثل في صناعة الجهل والتجهيل والتكريس للعبودية والجبناء، لذا يتغاضون عن أهل العلم وطالبي الحرية والشجاعة.
اليوم وقف العرب وقفة ذل جديدة ولم يسمعوا صوت القدس وطالبوا بإغلاق الباب حتى لا يسمعوا صرخاتها، فلم نجد تحرك في شوارع العرب التي ازدحمت في بعض الدول أمام محلات الطعام، فيما أغلقت دول أخرى شوارعها لمنع أي مواطن حر من الخروج والتعبير عن راية والإنتصار للقدس التي تهوي إليها أفئدة شرفاء الأمة، وما أقل الشرفاء في عصر الخنوع والذل والهوان حين اصبح الصهاينة أحباب لبعض الشعوب التي لم تعرف معنى الحرب والقتال والحرية والبحث عن الإستقلال، بل ان شعوب هذه الدول لو أمطرت السماء حرية لرفعوا المظلات فوق رؤسهم.
ويكثر الحديث على أن القدس إسلامية وعربية، وهذا كلام على ورق فالقدس فلسطينية الجنسية والهوى، فكل من يدافع عنها مهما كانت الجنسية التي يحملها فهو قدسي من تراب الأرض المباركة ومن الشهود على رحلة الصعود العظيمة صوب السماء، فالقدس لأهلها وأهل القدس هم كل من تهفوا قلوبهم صوبها من مسلمين ومسيحين، وفي ذات الوقت سقط العديد من العرب والمسلمين في إختبار البطولة والفداء والإسلام، حين أصموا آذانهم عن صرخات القدس التي تصدح منذ بداية الشهر الفضيل وبالذات في الأيام الأخيرة.
لقد قدم الفلسطينيون أرواحهم فداءً للقدس، فيما قدم العرب “رجل وأخروها مرتين” هروباً من المواجهة التي ينتظرها كل عربي شريف، واستمرت العديد من الدول في إستقبال الوفود الصهيونية وبالذات سفارات الغدر التي تشكل مصدر للتجسس على الدول العربية، مما يوجب على جميع الدول التي لديها سفارات القيام بطرد السفير وإغلاق هذه السفارات إنتصاراً للقدس التي هي أول قبلة لهم، ولا ينتظر شرفاء العرب أقل من ذلك من اي دولة يرتفع فيها علم الكيان الصهيوني.
ان ابناء فلسطين يحاربون ويدافعون عن قدس الأقداس لوحدهم وينتظرون مواقف ليست دموية من العرب، فيما الدم يدفعه أبناء القدس والمدن الفلسطينية، والمعروف أن المواقف أي كانت لا تصل لقيمة الدم، ورغم ذلك يقبل أبناء فلسطين على تقديم هذه التضحيات بكل فخر واعتزاز لأن أهل فلسطين يدركون قيمة القدس، فيما العرب لا يدركون قيمة أنفسهم لذا لا يبالون فيما يحصل في القدس، ليستمر الصمت العربي الخجول الذليل ويرافقه صمت العالم الداعم للصهيونية والذين لا يقلون إجراماً عن الكيان الصهيوني كونهم جميعاً شركاء في الدم الفلسطيني.
لقد آن الأوان لإنهاء اي شكل مهما كان بسيطاً من اشكال الإنقسام، ويجب أن تتوحد جميع الفصائل والأحزاب تحت مسمى وحيد إسمه فصيل القدس، لمواجهة الصهيوني المتغطرس والصمت العربي والخذلان العالمي كون معركة المصير وأم المعارك تحتاج لأصحاب القضية لخوضها، لنجد ان أبناء فلسطين يخوضون بصدورهم العارية الحرب المقدسة نيابة عن العرب جميعاً، لذا فهم آخر الأبطال وآخر الرجال الذين يواجهون الموت دون وجل، ورغم ذلك يقفون في وجه الموت لتتحول الكلمات الخالدة ” الموت يشد وياسر يشد مين مات، مات الموت” لتصبح ” الموت يشد ورجال القدس يشدون مين مات، مات الموت”، نعم مات الموت كون ابناء القدس أحياء بشرف أو شهداء أحياء عن ربهم يرزقون، فيما جبناء الأمة يموتون في اليوم ألف مرة ولا ينهضون, سلامي للقدس وابطالها وندرك أنكم ستنتصرون فالله معكم ومن كان الله معه فقد انتصر.