وثائق تكشف فشل بن لادن في السيطرة على القاعدة مقابل الاهتمام بصورته في الإعلام
النشرة الدولية –
أخبار الآن – نهاد الجريري
تتزامن الذكرى العاشرة لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، مع أزمات عدة يشهدها التنظيم المتطرف، واختلاف قادته وتفكك عناصره وسط ضبابية تحكم آليات هذا التنظيم.
وقتل بن لادن الذي كان يوصف بأنه “أكثر الإرهابين المطلوبين في العالم”، على يد قوات خاصة من البحرية الأمريكية في هجوم على مقره في باكستان وتحديدا في منطقة بوت آباد.
وبعد مقتله، تتزايد التساؤلات حول دور بن لادن في هذا التنظيم، خاصة في وقت قيادته للعمليات الإرهابية التي كان يسعى التنظيم إلى تنفيذها، فيما يشير البعض إلى أن التنظيم لم يكن بتلك القوة التي صورتها بعض وسائل الإعلام خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ولكن، إلى أي درجة بنى بن لادن صورة إعلامية أكبر من حجمه الحقيقي؟
يشير الدكتور هاني نسيرة، المتخصص في الفكر الإسلامي، إلى أن بن لادن يعتبر منتجا إعلاميا، حيث استخدم التسويق في إعداد ظهوره وخطاباته، وكذلك تنظيمه، حيث سعى بن لادن وعناصر القاعدة إلى جعله نموذجا في السلفية الجهادية.
ويوضح أن تلك المحاولات باءت بالفشل، لتؤكد ذلك عدة رسائل من أبوت آباد، التي كشفت عن وجود أزمات وتناقضات ونواقص تخص هذا التنظيم.
ويضرب نسيرة مثالا لوثائق أبوت آباد التي أطلع عليها بنفسه، يشير إلى وثيقة بخط يد بن لادن، توضح أن بن لادن لم يكن هذا الشخص الذي يخرج لانصاره بمظهر القائد، حيث كان يستعين دائما بفريق لإعداد كل شىء، حتى الفتاوى والأحاديث التي كان ينقلها لأنصاره.
فوارق وتناقضات كبيرة بين سر بن لادن وعلانيته
ويوضح وجود وثائق أخرى تكشف تناقضات بن لادن، حيث اعترض سرا على الظواهري لكن لم يواجهه باعتراضاته، كما تجاهل الاتهامات التي وجهت له بشأن قتل عبد الله عزام بواسطة موالين لبن لادن، في صورة توضح أن هناك فارق بين سر بن لادن وعلانيته.
ويقول الأستاذ حسن أبو هنية، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن بن لادن حرص كثيرا على الدعاية والظهور في الإعلام الغربي، مستغلا تلك الخطوة كعامل ترويج للقاعدة على أنها شئ مهول.
ويوضح أن كل أدبيات القاعدة وبن لادن أوضحت مدى اهتمامه باستخدام الوسائل التكنولوجية التي من شأنها إظهاره بشكل أكثر نشاطا للإعلام.
ويردد الكثيرون من المتشددين وكذلك عناصر من طالبان، إدعاء أن بن لادن ترك ثروته وجاء للدفاع عن أفغانستان، ولكن تلك الرواية كان يتم تسويقها لتحسين صورة بن لادن وكسب تعاطفا له.
يوضح أبو هنية هذا الإدعاء قائلا: ” لم يترك المال ولا الثروة، وإنما حاول تغيير العالم الإسلامي بالقوة عبر استخدام السيطرة والهيمنة التي كان يعشقها بن لادن.
ويضرب أبو هنية مثالا على ذلك، في انحسار سيطرة الظواهري بالمقارنة مع بن لادن، إلى افتقاره للشبكة المادية التي كانت تساعد زعيم القاعدة السابق في فرض نفوذه مع أنصاره وقيادات القاعدة.
أما ما يخص أزمة الزرقاوي داخل التنظيم، حيث فقد بن لادن السيطرة عليه حتى أضر الزرقاوي بسمعة التنظيم نفسه، رغم ادعاءات بن لادن بأنه حافظ على التنظيم، لكن رغم ذلك لم يقل شيئا للزرقاوي حتى ولو أمام أنصاره.
ويقول أبو هنية بشأن ذلك: ” هذا جزء من بن لادن، كان يترك المناقشات للظواهري أو أبو عطية الليبي، حيث كان يريد أن يظهر كصاحب شركة في دور رئيس مجلس الإدارة لهذه المنظمة”.