قبلة على جبين القدس .. والسياسيون يتساقطون* صالح الراشد

النشرة الدولية –

انتصر الفلسطينيون في مواجهة الأقصى وصمدوا في مسجد الإسلام، انتصروا وحركوا الدبلوماسية العالمية ليقف إلى جانبهم عديد دول العالم، انتصروا  لنستشعر بأن فيهم صلاح الدين الأيوبي وقطر والظاهر بيبرس، انتصر شباب القدس وشيوخها للقبلة الأولى بذودهم عنها بصدور عارية، انتصر آخر أبطال الأمة ورموزها فيما دكة الموتى العربية لم تتحرك، انتصروا دفاعاً عن تاريخ أمة وحاضرها حين وضعوا أرواحهم بإمرة الأقصى وجدرانه وأبوابه، انتصروا وهم يبحثون عن إحدى الحسنيين وهما النصر أو الشهادة دفاعاً عن الأقصى وهي قمة سنام الشهادة، وطريق السماء وصولاً لعرش الرحمن ليظلهم الله بظله، لذا فقد صمدوا كما لم يصمد أحد من قبل، صمدوا وهم يدركون أن المستوطنين قد يقتحمون الأقصى، صمدوا أمام الآف الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح، صمودوا لأن الأقصى يستحق الصمود والشهادة على أبوابه وهي غاية كل نفس بشرية طاهرة.

انتصر أبطال الأقصى بدعم من الله ثم صلابتهم، ليُسقطوا السياسيين في دول الخنوع والأمم المتحدة التي فشلت في إتخاذ قرار بسبب التعنت الأمريكي، انتصر الأقصى ليُعيد التقارب بين حماس بصواريخها وفتح بدبلوماسيتها والفصائل بولائها، وأسقط الأقصى العرب بشجبهم والعالم باستنكاره والأمم المتحدة بقلقها والكيان الصهيوني بغطرسته والولايات المتحدة بعنجهيتها وأوروبا بكذبها وانحيازها، نعم لقد سقط رجال السياسة مما يوجب صمتهم بعد صمود رجال فلسطين، فحديثهم كالسراب والضباب بلا فائدة ولا قيمة، لقد تغيرت المعادلة فأصبح القادة من يواجهون العدو وليس من يكثرون الكلام عديم الفائدة، لذا لن يسرق السياسيون النصر من رجال القدس، ولم ينجوا إن فعلوا ذلك، فاليوم الأوراق مكشوفة والأبطال معروفين فلا مجال لتزيف الحقائق وسرقة الإنتصارات من أصحابها، ولا مجال لكذب جديد لجعل السياسيين يرتدون ثوب البطولة.

لقد انتصر من صبر، انتصر من وقف سداً يحمي القدس، انتصر من لم يهتز لإقتحام الصهاينة الأقصى لتفريغه من المصلين العابدين في أيام رمضان، انتصر المرابطون العابدون وقد تجاوزوا حدود الألم وكان أمامهم خيارين لا ثالث لهما في ظل السكون العربي المعيب، كان أمامهم إما الموت رجالاً دفاعاً عن أقصى الإسلام أو الإستسلام والخروج بذل، لكنهم أهل القدس وأهل فلسطين الرافضين للذل والهوان، ليكون صبرهم حتى النصر درس للأمة في كيفية انتزاع الحقوق، نعم، كان النصر كبيراً يعلوه تكبيرات الشكر والإنتصارات ليخرج الصهاينة اذلة، ليتسابق أبناء الأقصى لتقبيل الأرض المقدسة شكراً لله وحده الذي ربط على قلوبهم، ليكون الفرح عظيماً كعظمة شعب فلسطين الصامد على أرضه والرافض أن يبيعها مهما كانت المُغريات.

لقد سطر أبناء فلسطين بشكل عام والقدس على وجه التحديد خطوات المستقبل والتعامل مع الكيان الصهيوني، لقد كتبوا بأحرف من ذهب بأن للأقصى رجال يذودون عنه ويحمونه بارواحهم وأن صواريخ حماس ليست ببعيدة عن الصهاينة، وللأقصى رجال يتنادون من جميع بقاع فلسطين فيتسابقون رجالا وعلى كل ضامر وفي شتى أنواع السيارات لحراسة أولى القبلتين وحمايته من دنس الصهاينة، هؤلاء هم رجال الرباط والبحث عن الإستقلال، وليس أولئك الذين خرجوا من جحورهم بعد النصر، ليتحدثوا عن بطولاتهم  الكاذبة في الغرف المغلقة، وكيف أداروا المعركة السياسية لتسجيل إنتصار على الكيان الصهيوني، وكيف أنهم جعلوا العالم يقف مع القضية وكيف أن عيونهم لم تغفو نصرة للقدس.

الصورة واضحة جليه مما يوجب على رجال السياسة في عديد الدول العربية المنبطحة للكيان الصهيوني العودة إلى غرفهم المغلقة المُظلمة والنوم بعمق، فالقدس ينتصر لها أبطال الحق وليس تابعوا الضلال، فاليوم سقط سياسيون وانتصرت السياسة الفلسطينية المرتبطة بدول عربية محددة ممن قادوا دفة الحوار مع الغرب لتكون النهاية هزيمة نكراء للسياسة الصهيونية، فيما الشعب الفلسطيني العظيم عرف كيف يكون الرد، وكيف تكون المواجهة وكيف يُديرون دفة المواجهة دون متسلقين على أكتاف فلسطين، فاليوم يوم الشرفاء الذين لا يعرفون إلا فلسطين فيما أصحاب الأجندات المشبوهة يتساقطون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى