«دراما» الصاروخ التائه!* احمد ذيبان
النشرة الدولية –
سؤال افتراضي: ماذا لو كان الصاروخ الصيني التائه يحمل رأسا نوويا؟ أو أطلقت دولة أخرى مثل ايران،أو كوريا الشمالية صاروخ باليستي وفقدت السيطرة عليه.
بين الجد والهزل عاش مئات ملايين البشر، في مختلف دول العالم لمدة اسبوع يحبسون أنفاسهم ، بسبب ما يمكن وصفه ب «دراما » الصاروخ الصيني التائه، وأصبح يسبح في الفضاء بشكل عشوائي، ويقال أنه عبر أجواء الأردن مرات عديدة، حتى الاطفال انشغلوا بحكاية الصاروخ، وعجزت أكثر المراصد تقدما وأهمها قيادة قوة الفضاء الأمريكية، عن توقع المكان الذي ستسقط فيه بقايا الصاروخ ،الذي كان يسير بسرعة هائلة تقارب 30 الف كيلومتر في الساعة ! وكان سيل الاخبار التي تتدفق عبر وسائل الاعلام عن الصاروخ، يعتمد على تكهنات بعض المختصين والهواة ، و?فر مادة مسلية لوسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح النشطاء يكتبون ما يحلوا لهم من قصص وشائعات وسخرية !
والمفارقة أن الصين كانت مصدر جائحة كورونا،التي التي زلزلت العالم منذ بداية عام 2020 ولا تزال، واختلط في تداعياتها العلم بالتجارة والسياسية و”نظرية المؤامرة »، وسيكون الصاروخ التائه علامة فارقة في عام2021، وإن كان لم يتسبب بخسائر بشرية واقتصادية كما فعل كورونا، لكن غرابة الحادثة تكمن بأن بلدا بحجم الصين وتقدمها التكنولوجي ، التي اصبحت منافسا يخيف أميركا في المجال الصناعي والتكنولوجي، يفقد السيطرة على مثل هذا الصاروخ الفضائي، وكأننا أمام سلعة تجارية صينية «نخب ثالث»!
سقط حطام الصاروخ الذي يزن 18 طنا في المحيط الهندي، وكان يمكن أن يسقط على مدينة أو قرية أو يدمر واسطة نقل ويتسبب بوقوع إصابات وأضرار مادية ، بل أن واشنطن شككت بالرواية الصينية ولم تؤكد مكان السقوط، وقالت إنه «غير معروف ما إذا سقط الحطام في البحر أم على اليابسة»، وزاد على ذلك وزير الدفاع الأمريكي،بقوله إن «الدول التي لها أنشطة فضائية مطالبة بتذليل المخاطر على الناس والممتلكات والصين لم تلتزم بذلك».
مثل هذا الحدث ليس مزحة، وطالما أننا أمام خطأ بشري بهذا الحجم الخطير، حتى لو كان حالة نادرة لكنه يمكن أن يتكرر، وقبل نحو أسبوعين أطلق صاروخ سوري ،على طائرات صهيونية معتدية وأخطا الهدف، وانحرف عن هدفه وسقط قرب مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي، وكان يمكن ان يتسبب بكارثة في المنطقة، ان الصاروخ الصيني وفيروس كورونا يدقان مجددا ناقوس الخطر،بضرورة التعاون الدولي لتعزيز السلم والاستقرار والعودة للالتزم بالقوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة، وأن الاسلحة والصواريخ مهما كانت ذكية يمكن أن تخطئ طريقها،ولذلك فإن ما يحتاج? العالم هو التعاون لإنهاء الظلم،وكبح شهوات العودة للحرب الباردة وسباق تسلح يرهب البشرية.