لقاء الأشقاء* د. فاطمة العازمي
النشرة الدولية –
حل أمير دولة قطر الشقيقة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ضيفا عزيزا على أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في زيارة رسمية تلبية لدعوة خادم الحرمين، هذه الزيارة بثت فينا روح التفاؤل والبهجة والفرح، فهي تؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين والروابط التاريخية الراسخة ووشائج القربى تحت مظلة البيت الخليجي الكبير.
إن زيارة أمير قطر للمملكة تكتسب أهميتها الكبيرة من قوة وثقل تأثير البلدين، وهي زيارة ترقبها كل المخلصين في دول مجلس التعاون الخليجي لأنها دليل على متانة وصلابة جذور العلاقة بين الأشقاء مهما اعترتها من سحائب صيف.
ها نحن الآن نجني ثمار قمة العلا التي عقدت في المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي أكد بيانها الختامي وحدة الصف وتكاتف دول الخليج العربية أجمع في التصدي للتهديدات والتدخلات وطي صفحة الماضي ما يحفظ أمن واستقرار الأشقاء في هذه الدول وشعوبها كافة.
كما تأتي تلبية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدعوة أخيه خادم الحرمين تأكيدا لإيمان سموه بأهمية وعمق الروابط المشتركة بين الأشقاء في دول المنطقة، كما تؤكد دور قطر الجاد في نبذ كل الخلافات التي من شأنها زعزعة أمن دول الخليج العربي وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دول المجلس الست.
كم أسعدتنا هذه الزيارة وبثت فينا روح الأمل والتفاؤل بغد مشرق لدول الخليج وشعوبه.. نعم انتهت الأزمة الخليجية وعادت العلاقات بين الأشقاء وتم تبادل التمثيل الديبلوماسي، ورحب العالم أجمع بهذه المصالحة، فدول الخليج كيان واحد لا يمكن تجزئته، ولقد ترتبت على هذه المصالحة العديد من النتائج، فقد استدركت الجمهورية التركية الموقف مبكرا، وفتحت قنوات الاتصال والتفاهم مع دول خليجية وعربية.
وبعد المصالحة الخليجية التي فرحنا بها كثيرا كشعوب خليجية تربطنا صلة الدم والنسب والقرابة، يبقى الخاسر الوحيد هو كل الحاقدين ومن يضمرون شرا بدول الخليج العربية وشعوبها، وكذلك الأبواق الإعلامية المغرضة من مؤسسات وأفراد والتي حاولت جاهدة استثمار الأزمة الخليجية لصالح هذا الطرف أو ذاك، وستبقى اللحمة الخليجية أكبر وأقوى من كل شيء.
نعم، مازالت ملحمة الصمود السعودي- القطري في الدفاع عن مدينة الخفجي في حرب تحرير الكويت في الفترة بين 30 يناير – 1 فبراير 1991 راسخة في الذاكرة، حيث نجحت القوات القطرية والسعودية باستعادة السيطرة على المدينة بسرعة، كما نستذكر الدور الأخوي الرائع والمساند من قوات الأشقاء بدول الخليج وبعض الدول العربية والصديقة التي ساندتنا في تحرير أرضنا من الاحتلال العراقي الغاشم.
حفظ الله دول مجلس التعاون الخليجي من كل مكروه ووحد بين قلوب قادتها وشعوبها، وكفانا الله شر هذا الوباء عاجلا ليس آجلا.
تنشر بالتزامن مع جريدة الشرق القطرية