حماس تفاجىء إسرائيل والأخيرة تستجعل إنهاء المعركة
النشرة الدولية –
لبنان 24 – نوال الأشقر –
منذ التاسع من أيار الحالي كان يُفترض أن تبدأ كبرى مناورات جيش العدو الاسرائيلي في حرب افتراضية، ولكن ما حصل أنّ المناورة إنقلبت إلى حرب عدوانية حقيقية، بدأت بمحاولات إسرائيلية لتهجير مئات الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداء على المصلّين في المسجد الأقصى، ثم سرعان ما تطوّر الوضع العسكري نحو استهداف قطاع غزة بمئات الضربات الجوية، بالمقابل أمطرت حماس تل أبيب بوابل من الصواريخ.
رد حماس وقصفها مدنًا إسرائيلية بما فيها تل أبيب فرض معادلة جديدة، فاجأت إسرائيل والعالم ربما، بحيث أظهرت حماس قدرة على خرق المنظومة الدفاعية الإسرائيلية بمئة صاروخ خلال دقائق ولمرتين يومياً، وهو تطوّر لا بدّ أن يفرض نفسه على الحسابات الإسرائيلية في إطالة المعركة. “هذا الواقع أحرج إسرائيل” وليس أدل على ذلك بنظر وفق مقاربة الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب سوى لجوئها إلى مصر طلبًا للوساطة، وبالتوازي قيام الأميركي باتصالات كبيرة مع الدول المعنية لمنع تفاقم الوضع. أمّا تهديد نتنياهو بشنّ عملية ساحقة في قطاع عزة فهو كلام إعلامي ليس أكثر، وزيارة الوفد المصري إلى تل أبيب للبحث في عقد هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أتى بناءً على طلب إسرائيل وليس حماس، مما يعني أنّ وضع الإسرائيلي ليس جيدًا، ولو أنّه أعلن عن عدم قبوله وقف إطلاق النار إلّا بشروط، إلّا أنّ الحقيقة مغايرة”.
أضاف ملاعب زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان خاض انتخابات الكنيست تحت شعار ‘لا أحسب حساباً لحماس’، وأنّه قادر على إنهاء وضع غزة بثلاثة أيام، علمً أنّه خلال ولايته في وزارة الدفاع لم يتمكن من الدخول إلى القطاع بمسافة متر واحد، بالمقابل حماس وعلى رغم تدمير مصر للأنفاق بين غزة وسيناء تمكّنت رغم الحصار من بناء منصّات ومصانع للصواريخ.
إسرائيل محرجة
ملاعب طرح في الوقت نفسه سؤالًا عن قدرة حماس على الإستمرار في إمطار إسرائيل بالصواريخ فيما لو طالت المواجهات، وعن حجم المخزون الإحتياطي “ولكنها نجحت في هز الأمن في اسرائيل والدفاع المدني ولم يعد هؤلاء قادرون على حماية مراكزهم للمرة الأولى، وما فعلته لغاية اليوم مكّنها من فرض شروط لوقف إطلاق النار، أبرزها منع المسّ بحي الشيخ جراح، نجاح حماس يعني إذعان اسرائيل لشروطها، وهو أمرٌ بالغ الصعوبة بالنسبة لها. كذلك إطالة المعركة لن يكون لصالح إسرائيل، فمهما حاولت تقييد الإعلام الغربي وضبطه ومنع إي مراسل أجنبي من إرسال رسالة أو صورة للخارج، وفق أسلوبها المعهود عبر تعطيل هواتف المراسلين وكل الإتصالات ومنعهم من إرسال الصور إلى الخارج تحت طائلة سجنهم، فهذا لا ينفي وقوع إصابات في إسرائيل يتمّ التكتّم حولها، وهناك نتائج كارثية للصواريخ في الشوارع يتمّ التعتيم عليها، ولا يمكن لإسرائيل أن تواصل تقييد الإعلام فيما لو استمرت المعركة، كما أنّ الأقمار الإصطناعية تصور مجريات ما يحدث، وفي حال انتشرت الصور سيشاهد العالم فشل إسرائيل بحماية مناطقها رغم تدميرها غزة.
عدوانية إسرائيل ليست جديدة، ولكن اندلاع الحرب في جغرافية فلسطين المحتلّة أتى معاكسًا لمشهدية التسويات في المنطقة، انطلاقًا من بغداد حيث تجري مفاوضات سعودية – ايرانية، وصولًا إلى فيينا حيث تجري مفاوضات غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وفي الزمن الفاصل عن حصول تسويات، يجري تبادل للرسائل بالحديد والنار.