بعد كلام وهبة.. ما قيمة الإعتذار؟
بقلم: خليل مرداس
النشرة الدولية –
لا يزال كلام وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة يرخي بظله على الساحة السياسية، وفي وقت يبدو انه سيتم اعفاء وهبة من منصبة الوزاري كممثل لراس الدبلوماسية اللبنانية، الا ان مواقفه ارتدت سلبا على لبنان واللبنانيين، لا سيما اولئك الموجودين في الخليج وتحديدا في السعودية، حيث ان معظم العائلات اللبنانية لديها اقارب من ابناء او اهل في الخليج الذي يشكل مصدر رزق لهم ولعائلاتهم.
والمعروف ان غالبية اللبنانيين قصدوا دول الخليج بعد ظهور البترول هناك وكان مصدر رزقهم في بلاد الخليج وتحديدا في السعودية، التي احتضنت اللبنانيين على الدوام لا سيما في زمن الحرب في لبنان، فهل يعقل ان يخرج وزير خارجية لبنان بما يمثل من موقع سياسي ودبلوماسي، بكلام يسيء الى علاقات لبنان مع دول الخليج لا سيما الى المملكة السعودية؟
لا شك ان كلام وهبة اساء الى النظام السياسي بالدرجة الاولى ما دفع برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الى التبرؤ من كلامه ووضعه في اطار الموقف الشخصي لا الرسمي، كما انهالت المواقف الصادرة عن القوى والمنددة بكلام وزير خارجية لبنان والمطالبة بتنحيته من منصبه، كما ستشهد سفارة السعودية في لبنان سلسلة زيارات لقوى واحزاب سياسية متضامنه مع المملكة ورافضة لكلام وزير الخارجية اللبناني.
لكن السؤال المطروح اليوم هو عن مدى تأثير وقيمة الاعتذار الرسمي اللبناني بعد كلام وهبة المسيء، فهل سيؤدي ذلك الى تصحيح الموقف، وما قيمة الاستنكارات والاعتذارات بعد الكلام الذي خرج على الهواء مباشرة، بعد السجال الذي حصل بين الوزير وهبة وصحفي سعودي، ما ادى الى هذه المواجهة الكلامية المباشرة وهو ما دفع بالوزير وهبة الى الرد باسلوب خارج عن الاطار الديبلوماسي لوزير خارجية يمثل دولة، فهل ينفع الاعتذار بعد الاساءة؟