فاطمة غندور تحكي عن الجاحظ وخديجة الجهمي وميريل ستريب

النشرة الدولية –

تهدف فكرة “بروفايل”، إلى الاقتراب من الأسماء الليبية التي لها أثرٌ ومشاركةٌ في الحراك الليبي، بشكل عام، في الفنون والسياسية والثقافة والعلوم، وكل المجالات، من الكُتّاب والمثقفين والسياسيين ونشطاء المجتمع المدني، ومن لهم تأثيرٌ مباشرٌ وآراءٌ في الثقافة والفِكر، عبر أسئلة محدّدة وشبه موحّدة لكل المشاركين فيها، تعتمد على الإجابات المختصرة.

الاسم: فاطمة عبدالله غندور

مواليد: 4-9-1965

طفولتك/ المدرسة:

ولدت بشارع ميزران، شاهدت نفسي، بالصور، طفلةً تُطلقني أمي ألعب مع أخوتي أمام باب بيتنا، مع أول دراستي الابتدائية صار بيتنا في شارع الزاوية، الشارع الذي كتب عنه بتفصيل الصحفي والمؤرخ والإعلامي والسياسي “مصطفى السراج”، في كتابه ذكريات وخواطر، دخلت مدرسة الأنوار الابتدائية، شارع الزاوية ،ثم الصفاء الإعدادية، بباب بن غشير.

وطفولتي مشبعةٌ بالبيت المفتوح/ المزدحم، الذي مكوّنه أعمام، وأخوال، وضيوف ينزلون دومًا من مدينة والدي ووالدتي(كان أبي ينسي الواحد في همه بهدرزته، وخدومٌ لا يردّ طلب أحد)، وكأول بنت عقب ولديْن، حظيت بميزات طبعًا، منها أن أرافق أخواي في مشاويرهما، ومعهما سرت صباحات أو ظهيرة إلى عمل والدي كمعلم وأداري بزواية الماعزي (في كازا لانجز بلهجتنا) كنا نمر بالزاوية كلما تسنى ذلك، ذلك المكان فيه حديقة وأشجار فواكه تفوح بأنفي إلى يومنا هذا !!، وفعلاً ظلت في ذاكرتي(أخذنا راحتنا أنا وأخواي وقطفنا من فواكهها اليانعة، تين، برتقال، ونسبُلي).

الهواية:

الطريف أنني تدرجت في ممارسة هواياتي منذ غادرت مهنة التعليم، كقارئة “مذيعة”، ثم إلى المسرح كمجال تخصصت فيه وعُيّنت بقسمه بكلية الفنون والإعلام، وجاءت الصحافة من لزوم ما يلزم في فبراير 2011م حين أتيحت الصحافة المستقلة، ومع إيقاف جريدتي “ميادين”؛ صرت أكتب مقالات بمواقع عربية، وظلت “المطالعة “، مجلات، وكتب، مع كل ما مارست من هوايات؛ أكثر ما يأخذ ما أحب من وقتي.

تعليمك:

إجازة التدريس الخاصة /علوم 1984م- بكالوريوس فنون مسرحية /كلية الفنون والاعلام 1993م- دبلوم دراسات عليا – في العمل الاجتماعي 1998م/– ماجستير في المأثورات الشعبية 2004م- كلية العلوم الاجتماعية – جامعة طرابلس.

وظيفتك:

محاضر بكلية الفنون والإعلام – مدير عام مؤسسة ميادين للصحافة والنشر والتدريب.

كم عدد أصدقائك المقربين:

أربعةٌ لهم محبة وتقدير كبير، فليس سهلاً أن تحصل على أصدقاء أوفياء لفترة طويلة من الزمن، الصداقة كما الحب في وقعها، وحين نختار أصدقاءنا !.

الصورة التي تتمنى أن يضعها الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي:

أتمنى وضع كل صورة تفتح النفس، أو توصل رسالة إنسانية (طبيعة.. لوحات.. طفولة.. صور من ليبيا والعالم…. ).

أشخاص تتمنّى أن يكونوا ضمن أصدقائك، شعراء سياسيين علماء، أو غيرهم، ليس مهما أن يكونوا من ليبيا، أو خارجها، بإمكانك إدراج أي شخصية تاريخية ولها اسم؟

هؤلاء: الجاحظ من استمتعت بكتبه، واكتشفته في بحوث كتبتها حول الثقافة الشعبية، والمناضلة خديجة الجهمي (حتى إنني ألوم نفسي، كيف لم أتعرف عليها عن قرب)، والباحث عبد السلام قادربوه من أدهشني وقرأت كتبه بمحبة وتعلمت منه، والنجمة ميريل ستريب في ظني تملك روحًا دافئة وعفوية محببة، والكاتب والروائي أدوارد غاليانو، المدهش، من تمرق فينا جُمله بانسيابية نسمة منعشة، لماح في التقاطه للأحداث التي يصنعها ويخبرنا بها، واقعًا أم خيالاً.

البوست أو التغريدة “المنشور”، الذي ترغب في كتابته ولكنك تتردد في كتابته؟

على الأغلب أكتب ما أرغب، وعلى الأغلب لا أنشغل بالردّ على ما لا يستحق الردّ، عدا تبادل الرأي في إطار من الاحترام ،والقبول به لا غير. دربتُ نفسي على ذلك..

أهمّ قصيدة بالنسبة لك؟

قصيدة يومي !، أظنني لم ألتفت للشعر بما أرغب، كما مؤخرًا، صحيحٌ هناك سيل شعري، هذا له سلبياته طبعًا، لكن صفحات التواصل أتاحت ليومي أن يحضر فيه الشعر، شعراء وشاعرات ليبيا من أكثر من جيل، كما نماذج من العرب ، والعالم بصورته مترجما ،لا يمرّ يوم دون إطلالة شعرية، اليوم وأنا أكتب هذه الإجابات، قرأت (تخيلته مسرحيًا) كمثال للشاعر مفتاح العلواني:

أنتَ أيّها الشّمعة.

– أتقصدُني؟

– نعم..

وإلَا فكيف أراكَ

تحترقُ وتذْوي وتُضيئُني معًا!

قال الظلامُ..

ثمّ اختفَى خلفَ الصّباح.

**

– أنتَ يا رأسَ الحجَر.

– أتقصدِينني؟

– بلا شَك

مالِي أسقِيك كلّ ليلةٍ

بماءٍ منهمرٍ و لا يخضرّ وجهك؟!

قالتْ العينُ

ثمّ أرسلتْ نهرًا.

**

– أنت يا عديمَ الزمن

– أنا؟

– ومن غيرُك؟

وإلا فكيفَ نمرّ عليكَ كما يمرّ

طيرٌ على أعمَى!

قالَ رأسُ السّنة

ثمّ احتضنَ ذيلَ السنةِ القادِمة.

**

– أنت أيها الشمْعة.. يا رأسَ الحجرِ.. يا خَاليَ الوقت.

– من أنت؟

– مالكَ كلّما ضاقَ صدرُك خَنقتني!؟

قال الشعرُ..

ثمّ دفعنِي من على حافّته..

هل أصبح العالم الافتراضي عالمًا حقيقيًا أو العكس؟ “اختياري”

من جانب، صحيحٌ أنه افتراضي بحكم عدم مباشرتنا لقاءً حيًا مع من نتواصل معه، لكننا نمضي قدمًا بواسطته إلى مكاشفة حياتية صريحة، لما يدوّنه المنخرطون به من وقائع عن حياتهم، هذا يعاتب زوجته أمامنا، وذاك يكشف عن مرضه بتفاصيله.. كما لحظات موت قريب له!!، أحدهم ّ لنا غرفته وهو يرتدي ملابسه ويفتح دولابه!، وتلك تقود سيارتها بملابس رياضية وتسمعنا أغنية الصباح بمسجلها،. وأكثر مكاشفة من هذا طبعًا… وبعضهم من معارفنا، يُسمعوننا أسرارهم كل يوم، على ذلك العالم الواقعي يمضي ليُلغي الافتراضي بما بدأ به.

لعبتك المفضلة؟

كنت ألعب ما يلعبهُ صغار عائلتي،…قطعت شوطا معهم مؤخرًا، وعن بُعد، في لعبة جدولة : انسان، جماد، حيوان، بلد….!!..

شخصية تتمنى أن تصل إلى رئاسة ليبيا؟

لم يخطر في بالي يومًا أن يسألني أحدٌ هكذا سؤال! ، عمومًا من المؤسف أننا فقدنا شخصية استثنائية على صعيد محلي ودولي، هو الراحل د. محمود جبريل ملك مشروعًا وكانت لديه خارطة طريق لم يكف عن تقديمها، وبرجاء ألا نكون دولة دينية ولا عسكرية!، وبواقع مشاكلنا اليوم (كل صباح تعينات) سأصوّت لمن يقدم مشروعًا وخارطة تُحيل ليبيا من دولة ريعية صرفة، إلى دولة عمل وإنتاج بمبادرات اقتصادية ملائمة (ليست شركات استيراد وفقط). تستخدم مواردنا المُعطّلة منذ عقود.

الآن.. اكتب ما ترغب في كتابته، دون أي أسئلة، “اختياري”.

عادةً، ألتزم بمواعيد أعقدها لكتابة ما يطلبُ مني، تأخرت في الإجابة، لأنني لا أميل إلى الكتابة الذاتية، إلا حين يحضر المزاج لفعل ذلك، وهنا خالفت مألوفي..، فشكرًا لكم على احتمالي…!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى