محاولة اغتيال جديدة تسبق حراكا ضد قتلة الناشطين العراقيين
النشرة الدولية –
الحرة –
قبل يومين فقط من تصعيد يخطط له الناشطون العراقيون في الخامس والعشرين من مايو، استهدفت عبوة “لاصقة” واحدا من متظاهري مدينة الناصرية جنوبي العراق، وأدت إلى إصابته بجروح.
ويقول مصدر أمني من محافظة ذي قار لموقع “الحرة” إن العبوة اللاصقة التي استهدفت سيارة الناشط البارز في احتجاجات ذي قار، عماد العكيلي، “كانت معدة لقتله”، لكنه “نجا منها بأعجوبة”.
انباء عن اصابة المتظاهر عماد العكيلي احد أبرز متظاهري الناصرية بعبوة لاصقة وضعت في سيارته في شارع الجمهورية مركز مدينة الناصرية. pic.twitter.com/92Q3DwAjo8
— Saja Albayati سجى البياتي (@saja_albayati93) May 23, 2021
ويتلقى العكيلي حاليا العلاج في أحد مستشفيات المدينة، ويقول مصدر طبي يشرف على علاجه إن “حالته خطرة لكن مستقرة” مضيفا لموقع “الحرة” إن الإصابات التي تعرض لها العكيلي “قد تمنعه من الحركة لمدة”.
وأظهرت صورة نشرتها وكالة السومرية نيوز العراقية المحلية الناشط وهو يتلقى العلاج في المستشفى فيما نشر ناشطون فيديوهات لسيارته المدمرة نتيجة الانفجار.
إصابة احد شباب المظاهرات #عماد_العكيلي بجروح ونقله إلى المستشفى بعد استهداف سيارته بعبوة لاصقة في #ذي_قار pic.twitter.com/tN6OYXKBNr
— Omar Habeeb || عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) May 23, 2021
ويأتي الاستهداف قبل يومين من تصعيد يخطط له الناشطون العراقيون، يطالبون فيه بالكشف عن قاتلي المتظاهر إيهاب الوزني في كربلاء..
وقتل الوزني قبل أكثر من أسبوعين برصاص مسلح استهدفه في المدينة القديمة في كربلاء، وأثار مقتله غضب الناشطين العراقيين الذين يتهمون الحكومة بالعجز عن اعتقال قتلتهم.
وشهد العراق نحو 89 اغتيالا ومحاولة اغتيال لنشطاء منذ تظاهرات نهاية عام 2019 كما تقول مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فيما تقول جمعية الأمل الحقوقية المستقلة إن العراق شهد ما لا يقل عن 44 عملية خطف و74 محاولة قتل نشطاء في العام الماضي فحسب، معظمها في بغداد وجنوب العراق.
وخلال الساعات الماضية، أقدم مسلحون مجهولون على قتل هاشم المشهداني، أحد اعضاء تحالف “العزم” الانتخابي في العاصمة العراقية بغداد.
وقال متظاهرون من الناصرية إن الناشط، إيهاب العكيلي، هو “أحد أبرز ناشطي التظاهرات في المحافظة”.
وأضاف أحد الناشطين لموقع “الحرة” إن “اغتياله قد يكون مرتبطا بالدعوة الأخير للتصعيد لما يعرف بثورة إيهاب الوزني”
وقال الناشط الذي طلب عدم كشف اسمه إن “نوابا مرتبطين بجهات إسلامية يحرضون على تظاهراتنا والداعين إليها لأنهم لا يريدون كشف القتلة”
وقبل يومين، قال حساب منسوب للنائب في البرلمان العراقي، فالح الخزعلي، إن “حراكا جديدا سيبدأ (في العراق) ثأرا لإسرائيل”، في اتهام للمتظاهرين بأنهم يرتبطون بإسرائيل والولايات المتحدة وينفذون غجنجات خارجية، وهو اتهام تستخدمه جهات موالية لإيران في محاولة لتشويه سمعة المتظاهرين أمام الرأي العام العراقي.
ونشر الخزعلي، وهو نائب عن تحالف الفتح الذي يمثل الواجهة السياسية لميليشيات عراقية مسلحة، أن “الغاية (من الحراك) هي عدم إجراء انتخابات”.
وأدى الغضب الشعبي الذي انطلق عقب اغتيال الوزني إلى إعلان كتل انبثقت عن التظاهرات العراقية مقاطعتها للانتخابات “والنظام” في حال لم يتم تقديم قتلة الناشطين إلى العدالة.
لكن في الحقيقة، لم يتم الكشف عن أي من قتلة الناشطين، كما أن الجهود التي تبذلها القوات الأمنية تصطدم أحيانا بموقف متصلب للجهات المسلحة التي تحاول حماية عناصرها من الاعتقال.
والأسبوع الماضي، تعرضت قوة من خلية الصقور الاستخبارية لهجوم في البصرة من قبل عناصر في ميليشيا عصائب أهل الحق معترضين على محاولة اعتقال أحد قادتهم في المحافظة.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مرارا بالكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين، لكن جهود حكومته تصطدم كما يبدو “بواقع شائك”، بحسب، مشرق عباس، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي.
وقبل أكثر من شهر، قال وزير الثقافة العراقي والمتحدث باسم الحكومة حسن ناظم، خلال حوار صحفي إن “الحكومة لا تريد إعلان الحرب في العراق” ردا على سؤال بشأن مواجهة الميليشيات بعد أيام من استعراض أجراه عناصر في ميليشيا الكتائب وميليشيا “ربع الله” في العاصمة.
وستحمل تظاهرة 25 مايو المقبل شعارات تحث على كشف قتلة إيهاب الوزني وزملائه في باقي المحافظات، وتطالب بإقالة مسؤولين أمنيين ومحليين في كربلاء، لكن شعارها الأهم، بحسب الداعين إليها، هو “تحقيق أمن انتخابي يضمن للناشطين المشاركة في الانتخابات بفعالية وأمن”.