لمن ستهدي حماس «النصر الالهي»؟
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
الرأي –
خطاب اسماعيل هنية يوم الجمعة الفائت ووصفه للنصر الذي حققته حماس «بالنصر الالهي»، ذكرني بخطاب حسن نصر الله بعد نهاية حرب تموز 2006 حيث اعتبر النتيجة بمثابة «نصر الهي»، ووقتها رد عليه وليد جنبلاط بخطاب من «المختارة» سأله فيه (لمن ستهدي هذا النصر ياسيد حسن؟ وهل ستوظفه في الداخل وكيف؟)، سؤال جنبلاط وقتذاك كان في مكانه وشكل حجر الاساس للمشهد اللبناني عقب تلك الحرب، لم يجب حسن نصر الله على سؤال جنبلاط إلا بعد عامين تقريبا وكانت الاجابة في السابع من ايار عام 2008 حيث اجتاح حزب الله بيروت بقواته واختطف الدولة اللب?انية برمتها، وشكلت هذه الحادثة اكبر هزة لنظام الحكم الهش، ومنذ ذلك اليوم إلى الآن فأنه «كعكعة» السلطة التى باتت بيد حزب الله تحولت «لكعكعة مقدسة» ومن ابرز تسمياتها «الثلث المعطل» للثنائي الشيعي في اي حكومة لبنانية وايضا السطو على قرار رئيس الجمهورية الذي الذي بات مرهونا بمراجعة «حارة حريك».
استذكر هذه الاحداث من باب التخوف على الحالة الفلسطينية ومن اجل تدارك مخاطر «نشوة النصر وغرور القوة» التي يمكن أن «تتلبس» حماس بعد هذا الانتصار وكيفية تطويع كل تبعاته من أجل المصلحة الفلسطينية العليا، وفي تقديري ان حماس اليوم ليست هي حماس الامس البعيد التى تملكها الغرور بعد فوزها الكبير في انتخابات عام 2006 وما تبعها عام 2007 من قتال مع حركة فتح في غزة وانفصال القطاع عن الضفة ، وفي كل الاحوال وكما اشرت في مقالي الاسبوع الماضي والمنشور هنا بتاريخ 16 من هذا الشهر (إن حماس باتت شئنا ام ابينا هي عنوان القضية ال?لسطينية وان الشرعية الرسمية الفلسطينية تهاوت مكانتها لدرجة كبيرة)، وهذا الامر يشكل مسؤولية كبرى على عاتق حماس، وهنا تكمن النتيجة الاصعب لمرحلة ما بعد الانتصار!
اعتقد ان حماس مؤهلة اكثر من اي وقت مضى لتكون رافعة نضالية وطنية لكل المكونات الفلسطينية السياسية، ومشاركتها هذا الانتصار لرسم برنامج واقعي وعملي يقود لدولة فلسطينية ناجزة عاصمتها القدس الشرقية كما عليها الدعوة لحوار وطني شامل لا يستثني اى مكون سياسي وان يكون عنوان هذا الحوار (ماذا بعد الانتصار)؟ على ان تكون له اجندة واضحة ابرز عنصر فيها رفض العودة للمفاوضات حسبما تريد ادارة بايدن الا بتنفيذ امرين اساسيين:
الأول: انهاء قضية حي الشيخ جراح بشكل قطعي، واحترام الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والاسلامية والسماح باجراء الانتخابات في القدس الشرقية.
ثانيا: وقف العمل ببناء او توسيع المستوطنات واعتبار رفض ذلك دعوة مفتوحة للمواجهة بكل الوسائل.
حماس اليوم تملا الفراغ الكبير الذي تركته فتح، فهل ستنجح في هذا الاختبار؟