«دفاتر الوراق» للأردني جلال برجس تحظى بالجائزة العالمية للرواية العربية
النشرة الدولية –
حقق الروائي الأردني جلال برجس إنجازا عربيا بفوز روايته «دفاتر الوراق» بالجائزة العالمية للرواية العربية.
وكشف الشاعر اللبناني شوقي بزيع، رئيس لجنة التحكيم، اسم الرواية الفائزة خلال فعالية افتراضية ظهر أمس الثلاثاء.
وقال برجس، بحسب بيان صادر عن إدارة الجائزة: «شكرا للجائزة العالمية للرواية العربية، فقد فتحت لي كل هذه الطرق الجميلة إلى القراء لتصل كلمتي التي عملتُ على أن تكون يداً تزرع البهجة في حقل الإنسانية».
واختيرت الرواية الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، من قِبل لجنة التحكيم، بوصفها أفضل عمل روائي نُشر بين 1 تموز 2019 و31 آب 2020، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الأردن وتونس والجزائر والعراق والمغرب، هم: جلال برجس الحبيب السالمي، وعبد المجيد سباطة، وعبد اللطيف عبدالله، وأميرة غنيم، ودنيا ميخائيل.
وتبلغ القيمة النقدية للجائزة 50 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى تمويل ترجمة الرواية الفائزة إلى اللغة الإنجليزية. كما يتلقى كل الذين رُشحت رواياتهم للقائمة القصيرة مبلغ 10 آلاف دولار أميركي.
وكانت الرواية التي صدرت في أكثر من طبعة عربية، حظيت بمقروئية عالية ومتابعة نقدية وإعلامية. ومن المتوقع أن ترى النسخة الصوتية من الرواية النور قريباً بالتعاون مع موقع (نيل وفرات. كوم).
وتتميز الرواية التي جاءت في 368 صفحة من القطع المتوسط، بتقنيات لافتة ولغة مميزة، وتوزعت أماكن أحداثها بين عمّان ومأدبا وموسكو.
تتكئ الرواية على حكايات تُروى من خلال عدد من الدفاتر، في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و 2019، عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني بعضهم الآخر أزمة مجهولي النسب، ويقاسي آخرون عدم انتمائهم إلى عائلات كبيرة. وتتقاطع مصائر الشخصيات بعضها ببعض، فتبرز قيمة البيت الذي يحمل رمز الوطن، مقابل أكثر من شكل للخراب، بينما تمثل الشخصية المحورية في الرواية ورَّاقاً مثقفا وقارئاً نهماً للروايات، إلى درجة أن تتلبسه شخصية أيّ رواية تقنعه، ويتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ليعيش صراعا بين صوتين في داخله: واحد مُحرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه في العيش، والثاني يقف بوجهه متكئا على محمول معرفي عميق.
وتكشف الرواية عن أزمة الإنسان في زمن ملتبس سياسيّا واجتماعيّا وثقافيّا، وتضيء على ما يمكن أن يمنى به الإنسان نفسيّا جراء غياب العدالة الاجتماعية وما يمكن أن تفرزه من فقر وتطرف، وتحيل القارئ إلى تساؤل حول من سينتصر على الآخر في حلبة الصراع. وتتشابك حكايات الرواية لتؤدي إلى مقولة رئيسية مفادها أن الخوف حتما سيؤدي إلى الخراب.
يذكر أن جلال برجس من مواليد 1970، صدر له العديد من الأعمال الأدبية؛ منها في الشعر؛ «كأي غصن على شجرة»، و» قمر بلا منازل”؛ وفي القصة: «الزلازل» الحائزة على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع؛ وفي أدب المكان: «شبابيك مادبا تحرس القدس». ونال عن روايته «مقصلة الحالم» جائزة رفقة دودين للإبداع السردي، وعن روايته «أفاعي النار» جائزة كتارا للرواية العربية (فئة الرواية غير المنشورة، 2015)، ووصلت روايته «سيدات الحواس الخمس» إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (2019).
كما يذكر أن القائمة القصيرة للجائزة هذا العام شملت روايات «دفاتر الوراق» للأردنى جلال برجس و«الاشتياق إلى الجارة» للتونسى الحبيب السالمى و«الملف 42» للمغربى عبد المجيد سباطة و«عين حمورابي» للجزائرى عبد اللطيف ولد عبد الله و«نازلة دار الأكابر» للتونسية أميرة غنيم و«وشم الطائر» للعراقية دنيا ميخائيل.
وتلقت الجائزة فى دورتها الرابعة عشرة 121 عملا روائيا من 13 دولة قبل أن تعلن لجنة تحكيم القائمة الطويلة وضمت 16 عملا، وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة الشاعر والكاتب اللبنانى شوقى بزيع وعضوية كل من المترجمة اللبنانية صفاء جبران والمترجم المغربى محمد آيت حنا والكاتب اليمنى على المقرى والإعلامية الإماراتية عائشة سلطان.
تأسست الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2007 وترعاها «مؤسسة جائزة البوكر» فى لندن وتمولها دائرة الثقافة والسياحة فى أبوظبي، تُمنح الجائزة في مجال الرواية حصرًا، ويتم ترشيح قائمة طويلة يستخلص منها قائمة نهائية «قصيرة» من ست روايات لتتنافس فيما بينها على الجائزة. وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار لكل رواية من الروايات الستة ضمن القائمة القصيرة.