هذا ما يريده عون… فهل تسير الرياح بما تشتهي سفن بعبدا؟!
بقلم: اندريه قصاص

النشرة الدولية –

وجد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نفسه محرجا بعدما وقف حلفاؤه على الحياد بدلًا من مساندته في المطالبة بسحب بساط التكليف من تحت اقدام الرئيس سعد الحريري. فالتوصية النيابية أوصدت الأبواب في وجه المستشارين الذين أيدّوا الرئيس عون في توجيه رسالة إلى مجلس النواب، وبالتالي لم يعد أمامهم فرص كثيرة متاحة للخروج من دوامة “إمّا الحريري رئيسًا وإمّا الفراغ في السلطة التنفيذية حتى نهاية العهد”.

فخيار الإستقالة من مجلس النواب قد سقط مرحليًا، لأن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قد صرف النظر عنه في الوقت الراهن، وذلك بعدما تلقى أكثر من نصيحة تفيده بأن الأرضية الشعبية ليست لمصلحته. لذلك بدأ فريق رئيس الجمهورية، بإشراف مباشر من باسيل، بالبحث عن خيارات أخرى، لأن كل الطرقات في النهاية قد تؤدي إلى الطاحونة، على رغم أن بعض هذه الطرقات قد تكون أطول من غيرها، لأن من يريد أن يأكل العنب يتجنّب قتل الناطور.

ومن بين الأفكار التي يتمّ التداول بها حاليًا، وهي قيد التحضير من خلال سلسلة من الإتصالات مع الكتل النيابية، تقوم على أن يبادر الرئيس عون ويدعو الرئيس المكّلف إلى لقاء تشاوري في الصيغ الممكنة والتي تسمح بولادة حكومة بأقل اضرار ممكنة، على أن تليها مرحلة التوقيع على حكومة “أمر واقع” تذهب ببيانها الوزاري إلى مجلس النواب ولا تنال على اساسه ثقته، فيصبح الرئيس الحريري رئيس حكومة تصريف أعمال، الأمر الذي يتيح لرئيس الجمهورية الدعوة إلى إستشارات نيابية ملزمة لتكليف شخصية سنية غير الرئيس الحريري.

هذا السيناريو قد يكون فيه شيء من الواقعية السياسية لو إفترضنا أن الأكثرية النيابية سارت مع هذا الطرح، الذي يصفه البعض بـ”الخطير”. أمّا بعدما تبيّن أن كلًا من كتلة “التنمية والتحرير” وكتلة “الوفاء للمقاومة” يؤيدان بقاء الحريري رئيسًا مكّلفًا، فإن ما يفكر به “جماعة القصر” لا يعدو كونه المزيد من الهروب إلى الأمام ومحاولة فاشلة لمحاربة طواحين الهواء.

وفي إعتقاد أكثر من مصدر نيابي فإن لا خيار أمام رئيس الجمهورية سوى إجراء قراءة سياسية واقعية هادئة ومتأنية، بعيدًا عن التوترات والفعل وردّات الفعل، وأن يبادر إلى دعوة الرئيس الحريري إلى خلوة ثنائية في القصر الجمهوري لا يخرجان منها إلا بصيغة وسطية ترضي الطرفين، وتنهي حال الفراغ المسيطرة على البلاد منذ سبعة اشهر ونيف، مع ما تتركه من آثار سلبية على الإقتصاد ومعيشة الناس.

أمّا إذا بقي كل فريق متمسكًا بموقفه ولا يحيد عنه قيد أنملة ويعتبر أن ما يطرحه هو الصواب فيما ما يطرحه غيره هو الخطأ فإن الوضع سيبقى على حاله من التآكل ولحس المبرد حتى إعلان مراسم دفن لبنان البحبوحة والإزدهار والعيش الكريم.

عن موقع “لبنان 24”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button