تسريب “فيديو” حول الكيفية التي تم بها إنتخاب بشار الأسد رئيسا لسوريا.. روسيا ترحب والغرب يشكك

 

النشرة الدولية –

أعلن رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، الخميس، فوز الرئيس السوري بشار الأسد بولاية رابعة من رئاسة الجمهورية العربية السورية، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين وبنسبة 95.1% من عدد الأصوات الصحيحة.

وأدلى أكثر من 14 مليون سوري في الانتخابات، وبنسبة 78% من إجمالي من يحق لهم الانتخاب وعددهم 18107109.

وقد تم تسريب فيديو إلى خارج سوريا عبر قناة على”يوتوب”، يعكس الكيفية التي تمت بها سير هذه الإنتخابات، والتي حسب الحكومة السورية، حصل الرئيس السوري بشار الأسد على 95.1% بعد تصويت 13540860 سوري له، مقابل 3.3% لمحمود مرعي، وعبدالله عبدالله على 1.5% من مجموع الأعداد الصحيحة المحتسبة.

كان وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا استبقوا نتائج الانتخابات في سوريا بقولهم في بيان مشترك إنها “لن تكون حرة ولا نزيهة”.

وقال رئيس مجلس الشعب السوري حموده صباغ إن رئيس النظام السوري بشار الأسد فاز بولاية رابعة بعد حصوله على 95.1 في المئة من الأصوات، في الانتخابات التي أجريت الأربعاء وانتقدتها بشدّة المعارضة والدول الغربية

وأضاف في تصريح بثّ التلفزيون الرسمي وقائعه مباشرة على الهواء أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 78.66 في المئة

وقال صباغ إن رئيس النظام السوري فاز بعد حصوله “على 13540860 صوتاً، بنسبة مقدارها 95.1 في المئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة” التي زادت على 14 مليون مقترع

ولفت إلى أنّ المرشّحين الآخرين اللذين نافسا الأسد في هذه الانتخابات، وهما الوزير والنائب السابق عبدالله سلّوم عبدالله والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام حصلا على 1.54 في المئة و3.3 في المئة من الأصوات على التوالي

وهذه ثاني انتخابات رئاسية تشهدها سوريا منذ اندلع النزاع في هذا البلد في 2011، وقد أجريت فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، فيما غابت عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب)

الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالنتائج

قال المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية

وجاء تصريح بوريل في أعقاب اجتماع عقده، الخميس، مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وكان بوريل قال الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي يرى أن الانتخابات الرئاسية في سوريا لا تستجيب لمعايير التصويت الديمقراطي

وأضاف أنه يعتقد أن مثل هذه الانتخابات “لا تساعد في تسوية النزاع هناك”

لن تكون حرة ولا نزيهة

وكان وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا استبقوا هذه الانتخابات بقولهم في بيان مشترك إنها “لن تكون حرة ولا نزيهة”

وجاء في البيان “نود أن نوضح أن الانتخابات الرئاسية التي تجرى في سوريا، في 26 مايو (أيار) الجاري، لن تكون حرة ولا نزيهة

وأوضح الوزراء “نحن ندعم أصوات جميع السوريين التي نددت بالعملية الانتخابية باعتبارها غير شرعية بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية

ترحيب روسي

في المقابل، رحبت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، بفوز الأسد “المقنع” في الانتخابات الرئاسية، منددة بالانتقادات الغربية لحليفها الكبير

وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن “الفوز المقنع والحاسم لرئيس البلاد يشكل خطوة مهمة لتعزيز استقرار” سوريا

من جانبه، أكد المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك أن الانتخابات ليست جزءاً من العملية السياسية التي تم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يدعو لإجراء الانتخابات بإشراف أممي

“مسرحية”

وقالت المعارضة وعدة دول غربية إن الانتخابات ما هي إلا مسرحية لإحكام قبضة الأسد على السلطة، إذ خاض رئيس النظام السوري السباق أمام مرشحين اثنين مغمورين

وقال مسؤولون في تصريحات نقلتها “رويترز”، إن السلطات نظمت خلال الأيام القليلة الماضية مسيرات كبيرة في أنحاء سوريا في محاولة لضمان إقبال كبير في يوم الانتخابات

تعليمات بالتصويت

وأضافوا أن الأجهزة الأمنية ذات النفوذ القوي في البلاد، والتي تدعم حكم الأسد الذي تهيمن عليه الأقلية العلوية، أصدرت أيضاً تعليمات لموظفي الدولة بالتصويت

وقال جعفر، وهو موظف حكومي في اللاذقية ذكر اسمه الأول فقط خشية التعرض للانتقام “المسؤولون الأمنيون أبلغوا المديريات إنهم يبلغوا الموظفين بعدم الغياب يوم الانتخابات (حتى لا يقعوا) تحت طائلة المسؤولية”

احتجاجات

وفي وقت سابق دعت شخصيات محلية في مناطق بمدينة درعا الجنوبية إلى إضراب عام احتجاجاً على الانتخابات

الانتخابات الرئاسية تنطلق والأسد يقول للغرب: قيمة آرائكم صفر

وقال معارضون سابقون في المنطقة إن عدة وقائع رُصدت لإطلاق نار على عربات تنقل صناديق الاقتراع وأغلقت المتاجر أبوابها في العديد من المدن

وعلى جدران المباني في عدة بلدات في جنوب سوريا، انتشرت عبارة “كل الشعب رافض… حكم ابن حافظ”، وفقاً لـ “رويترز”. كما خرجت تظاهرة، يوم الأربعاء، في محافظة إدلب تنديداً بإجراء الانتخابات السورية في ظل الظروف الراهنة وخارج نطاق قرارات الأمم المتحدة

حاكم بقبضة من حديد لم تغيّره الحرب

وراء صورة رجل هادئ الطباع ومبتسم غالباً تنقلها كاميرات الصحافيين لرئيس النظام السوري، يكمن حاكم غامض وقاس قاد حرباً بلا هوادة على مدى عشر سنوات داخل بلاده تسبّبت بدمارها واستنزاف مقدراتها، وفقاً لتقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية

وبعد عقد من نزاع مدمر، اتّخذ الأسد، طبيب العيون السابق، البالغ 55 سنة شعار “الأمل بالعمل” لحملته الانتخابية، وروّج لنفسه، وفق محللين، كـ”عرّاب” مرحلة إعادة الإعمار التي تحتاجها سوريا بشدة

وورث الأسد الابن عن والده الراحل حافظ الأسد، كما يكرر عارفوه، الطباع الباردة والشخصية الغامضة. ولعب ذلك دوراً أساسياً في وقوفه بوجه الاحتجاجات الشعبية التي اختار قمعها بالقوة، والحرب التي تعددت جبهاتها ولاعبوها، ثم “العزلة” العربية والدولية

وتبدّلت حياة الأسد بشكل جذري عام 1994، بعدما توفي في حادث سير قرب دمشق شقيقه الأكبر باسل الذي كان يتم إعداده ليحكم البلاد خلفاً لوالده

واضطر للعودة من لندن حيث كان يتخصّص في طب العيون، وحيث تعرّف إلى زوجته أسماء الأخرس المتحدرة من إحدى أبرز العائلات السنية السورية والتي تحمل الجنسية البريطانية، وكانت تعمل مع مصرف “جي بي مورغان” في حي المال والأعمال في لندن

في سوريا، كان الأسد تدرّج في السلك العسكري قبل أن يتتلمذ في الملفات السياسية على يد والده الذي وصل إلى سدة الحكم عام 1970. ومع وفاة والده عام 2000، خلفه وهو في الرابعة والثلاثين من العمر

في بدايات عهده، ضخّ بشار الأسد نفحة من الانفتاح في الشارع السوري المتعطش إلى الحرية بعد عقود من القمع. لكنّ هذه الفسحة الإصلاحية الصغيرة سرعان ما أقفلت، واعتقلت السلطات المفكرين والمثقفين المشاركين في ما عُرف وقتها بـ”ربيع دمشق”

في عام 2011، ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، أعطى الأوامر بقمع المتظاهرين السلميين، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعون فيها

وأودى النزاع بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض، لكنّ الأسد بقي متصلّباً في رؤيته للأمور. وتمكّن، وفق ما يقول باحث سوري تحفّظ عن كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، “من حصر القرارات كافة بيده وجعل الجيش معه بشكل كامل”. ولم يسمح بأن تفرز بنية النظام أو المعارضة شخصيات قيادية يمكنها أن تلعب دوراً بارزاً في مواجهته

وقبل أيام من الانتخابات التي أجريت الأربعاء، نشر حساب حملته الانتخابية صوراً حديثة له يظهر في إحداها مرتدياً بزة أنيقة وربطة عنق ويسير حاملاً حقيبته في طريقه إلى مكتبه على الأرجح داخل “قصر الشعب” الرئاسي الذي بني في عهد والده على تلّة مشرفة على دمشق. ويظهر في صورة أخرى وهو يرتّب أوراقاً على مكتبه أو يقرأ وهو جالس على كرسي

كذلك نشرت الحملة صوراً من نشاطات سابقة: يعاين خريطة مع عسكريين، يشارك في حملة تشجير ويتحدث إلى عمال داخل ورشة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى