تصعيد عسكري حوثي يرافق الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في اليمن وضغوط دولية متصاعدة لإرغامهم على توقيع الإعلان
العرب الدولية –
النشرة الدولية –
يترافق الحراك الدبلوماسي الدولي حول الملف اليمني الذي تشهده العاصمة العمانية مسقط مع تصعيد عسكري حوثي جديد باتجاه الأراضي السعودية، في ظل ضغوط دولية متصاعدة لوقف إطلاق النار واستئناف المشاورات السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
وكشفت مصادر سياسية يمنية مطلعة لـ”العرب” عن إحراز تقدم جزئي في جهود المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بمشاركة المبعوث الأميركي إلى اليمن وسفير الاتحاد الأوروبي في اليمن هانس غروندبرغ والذي قام بزيارة مسقط برفقة سفراء دول الاتحاد للانضمام للجهود الدولية المتصاعدة للضغط على الحوثيين للتوقيع على خطة المبعوث الأممي (الإعلان المشترك).
وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام القليلة القادمة تقدما في مسار التفاهمات حول وقف إطلاق النار وإعادة فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على ميناء الحديدة، وهي البنود الرئيسية التي تتضمنها خطة المبعوث الأممي الذي أكدت مصادر “العرب” أنه ناقشها مع الوفد الحوثي في مسقط قبل مغادرته إلى صنعاء للقاء قيادة الجماعة الحوثية لانتزاع الموافقة النهائية على تفاصيل وقف إطلاق النار.
وأعلن التحالف العربي السبت عن تدمير زورقين مفخخين مسيّرين عن بعد مقابل ميناء الصليف قبل تنفيذ العملية العدائية، بعد ساعات من الإعلان عن اعتراض وتدمير طائرتين مسيرتين أطلقتهما الميليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط جنوب السعودية.
وقال الناطق العسكري للحوثيين يحيى سريع في تغريدة على تويتر “تمكن سلاح الجو المسير بفضل الله من تنفيذ عملية هجومية استهدفت قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط بطائرتين من نوع قاصف وكانت الإصابة دقيقة. يأتي هذا الاستهداف في إطار حقنا المشروع والطبيعي في الرد على العدوان وحصاره المتواصل على شعبنا العزيز”.
ووفقا لمراقبين للشأن اليمني يسعى الحوثيون لتعزيز موقفهم التفاوضي من خلال إرسال إشارات متباينة على المسارين السياسي والعسكري، خصوصا بعد انحنائهم لعاصفة الضغوط الأميركية والغربية ولقاء وفدهم التفاوضي بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث بعد رفض لقائه في زيارته السابقة لمسقط برفقة المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ.
ويحاول الحوثيون بحسب مصادر يمنية المواءمة بين متطلبات المراوغة السياسية في التعامل مع الضغوط الدولية لوقف الحرب وبين احتياجات طهران للملف اليمني في إطار مشاوراتها مع المجتمع الدولي حول الاتفاق النووي.
ويسعى الحوثيون لتوجيه رسائل خاصة للداخل اليمني تتركز حول قبول المجتمع الدولي بوجودهم كقوة أمر واقع والتعامل مع الواقع الذي صنعوه منذ الانقلاب بأنها نتائج لا يمكن عكسها حتى في ظل أي اتفاق سلام.
وفي هذا الإطار علق القيادي وعضو فريق المشاورات الحوثي في مسقط عبدالملك العجري على الحراك الدبلوماسي الدولي حول اليمن بتغريدة على تويتر قال فيها “الخلاصة، هناك إجماع دولي على أن القوى التي خلقت من جبال اليمن وسفوحها وسهولها وتاريخها قوى صلبة عصية على الإزاحة ليس من السهل شطبها إلا بشطب التاريخ والجغرافيا. أما القوى التي صنعها المال والخارج وإن بدت منتفشة فإنها خاوية من الداخل كالمنطاد يحلق عاليا لكن دبوسا صغيرا كفيل بإسقاطه”.
وفي مؤشر على الارتباط بين تطورات الملف اليمني وملف الاتفاق النووي الإيراني، قال موقع وكالة الأنباء الرسمية التابع للحكومة المعترف بها دوليا إن وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك أجرى لقاء عبر تقنية الاتصال المرئي مع المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي بحثا خلاله “الدور المزعزع والتدخلات الإيرانية التخريبية التي تقوض عملية السلام في اليمن”.
ونقلت الوكالة عن الوزير اليمني قوله إن “إيران لعبت خلال السنوات الماضية دوراً سلبياً في اليمن من خلال توظيفها للميليشيات الحوثية لتنفيذ أجندتها الرامية لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية”، وتأكيده على أن “سبب إطالة الحرب في اليمن هو استمرار الدعم العسكري الإيراني للميليشيات الانقلابية والذي تعمل من خلاله ليس فقط على تدمير اليمن ومفاقمة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني، ولكنها تحول أيضاً الأراضي اليمنية إلى منصة لابتزاز دول الجوار وتهديد الأمن والسلم الدولي” و”أن قرار هذه الميليشيات ليس في يدها بل يرتهن للنظام الإيراني الذي يقوم بتوظيفها في سبيل تحقيق أجندته وأهدافه التخريبية في المنطقة”.
وأشارت الوكالة إلى أن المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران أحاط وزير الخارجية اليمني بموقف واشنطن من الملف النووي الإيراني وجهود المفاوضات التي تعقد حالياً في فيينا وهو ما يشير بحسب مراقبين إلى إدراج ملف اليمن كبند على طاولة المشاورات بين طهران والمجتمع الدولي في فيينا.
وأجرى المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ سلسلة من اللقاءات في العاصمة العمانية مسقط مع مسؤولين عمانيين وشخصيات سياسية يمنية بعد لقاءات مماثلة أجراها المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
وقال الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية على تويتر إن ليندركينغ والسفيرة الأميركية في مسقط ليزلي تسو ناقشا مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي “الحاجة الملحة لحل النزاع اليمني وضرورة معالجة الأزمة البيئية الوشيكة لناقلة النفط صافر مع الأمم المتحدة”.
والتقى المبعوث الأميركي في مسقط وزير الخارجية اليمني الأسبق والقيادي في حزب المؤتمر أبوبكر القربي في إطار ما تبدو كرؤية أميركية جديدة لتوسيع دائرة الحوار واستيعاب رؤى أطراف فاعلة في المشهد اليمني عدا الحكومة والحوثيين.
وأبدت الإدارة الأميركية منذ انتخاب الرئيس جو بادين اهتماما متزايدا بالأزمة اليمنية، وعينت مبعوثا خاصا لليمن قام بجولات متعددة للمنطقة شملت الرياض ومسقط شارك فيها السيناتور كريس مورفي كممثل عن الكونغرس الأميركي.
وفي بيان يؤكد على حجم الاهتمام الذي توليه واشنطن بإيجاد تسوية للملف اليمني، قالت وزارة الخارجية الأميركية في تغريدة على تويتر الجمعة إن “إدارة الرئيس جو بايدن والكونغرس متفقان على ضرورة حل الأزمة اليمنية”.