سوريا.. أي إنتخابات وأي أرقام!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
ربما أنّ حتى الذين إستكثروا أنْ يحصل بشار الأسد على هذه النسبة “الفلكية” التي حصل عليها في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، أي 1و95%، لم يدركوا أنّ هذه النسبة قد تحققت في شارع واحد من شوارع الفيحاء دمشق وهو الشارع الذي “يطْفح” بالمؤازرين الطائفيين وبالأنسباء وبالأجهزة الأمنية وبمكاتب ما تبقىّ من حزب البعث الذي كان دفن مع ميشيل عفلق في العراق ومع صلاح الدين البيطار وأيضاً مع الذين “أقاموا” في زنازين سجن المزة لسنوات طويلة ومنهم “أبوأسامة” صلاح جديد وفعلياًّ نور الدين الأتاسي الذي كان يعتبره رفاقه من خيرة ما “أنتج” هذا الحزب الذي كانت نهايته مأساوية!!.
إنه لا يمكن ولا يصدق إطلاقاً أن تسفر الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، التي لم تجرْ عملياًّ إلاّ في شارع واحد أو في منطقة واحدة من دمشق الفيحاء، على هذه النسبة الفلكية التي لو أنّ حافظ الأسد قد نهض من قبره في “القرداحة”، رحمه الله على أي حال، لما حصل على هذه النسبة وبالطبع فإنّ هذا ينطبق على زكي الأرسوزي الذي كان يعتبره رفاقه جوهرة مؤسسي هذا الحزب الذي كان رفاقه وفي مقدمتهم نور الدين الأتاسي قد آووه الثرى في “مقبرة الدحداح” التي كانت قد إلتهمت العديد من كبار من كانوا تربعوا على كراسي الحكم في سوريا .. قلب العروبة النابض .
وحقيقة ومادام أنّ معظم الذين تناوبوا على قصر المهاجرين في دمشق ومن بينهم حافظ الأسد لم يضطروا إلى “إنتحال” مثل هذه النسبة الإنتخابية الفلكية حتى في سوريا كلها والتي لم تكن قد تمزقت على هذا النحو وحيث أنّ حتى ضواحي العاصمة الأموية باتت إما متمردة ولا تخضع لهذا النظام وإما مسيطراً عليها من قبل العديد من التنظيمات الإرهابية أو من قبل الدولة “المجاورة” تركيا التي يحاول رجب طيب أردوغان أن يعيد إليها أمجاد الإمبراطورية العثمانية التي كان قد دفنها في قبر عميق مصطفى كمال أتاتورك.
لقد مرّ على حكم حافظ الأسد وحكم إبنه بشار الأسد قبل هذه الإنتخابات الأخيرة ، التي ما كانت هناك ضرورة لها والتي وصفتها أهم وأكبر دول العالم بأنها “مهزلة”، زهاء خمسين عاماً وأكثر والمشكلة هنا هي أن كل المراقبين إنْ عن قرب وإنْ عن بعد لم يصدقوا هذه النسبة: “95,1 %” التي لم يحصل حتى على أقل منها كثيراً هذا الرئيس الأميركي جو بايدن الذي من المعروف أنّ مسيرته في مواقع المسؤولية في الولايات المتحدة، التي هي أهم دولة في الكرة الأرضية، طويلة.
ربما لا بل أنّ المؤكد أنّ بشار الأسد يسعى لإيصال حكم: “القطر العربي السوري” إلى إبنه حافظ “الحفيد” وبالطبع تحت شعار: “أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة”.. هذا الشعار الذي كان دفن مع ميشيل عفلق ومع صلاح البيطار.. وأيضاً مع زكي الأرسوزي والذي لم يعد يجتذب أي سوري وأي عربي طالما أنّ حركة التاريخ قد إتخذت مساراً غير هذا المسار الذي كان قد تواصل على مدى كل هذه السنوات الطويلة وبدون أي إنجازات فعلية وحقيقية لا على الصعيد القطري ولا على الصعيد القومي التي كانت تنادي بها أيضاً حركة القوميين العرب بقيادة الدكتور جورج حبش .. رحمه الله.