الوعد البلفوري الرابع يظهر ..ووعد الله حق
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يسيرون على ذات الطريق وهمهم الأوحد دعم دولة الكيان الصهيوني وزرعها على الاراضي الفلسطينية بطريقة لا يمكن خلعها منها، ليطلقوا أربعة وعود كل منها مبني على الآخر لتحقيق غاية واحدة بجمع يهود العالم في البقعة المباركة، والتي ستشهد إبادتهم كما جاء النص في جميع الاديان السماوية حتى توراتهم ، لتساعدهم الوعود الأربعة في حفر قبورهم وقبور كل من يقف في صفهم حيث لا يوجد منطقة وسطى بين الحق والباطل، وداعموا الباطل وصفهم سعيد بن جبير بأنهم كلاب في جهنم يعوون كما تعوي الكلاب، لذا ستترافق كلاب العالم مع سيدهم الصهيوني بالموت في الدنيا والعواء في نار جهنم في الآخرة.
بداية الاربعة كان بلفور الذي أطلق الوعد الأسوء في العالم والذي يبين عقدته النفسية حيث لم يتزوج لموت حبيبتة، ورغم ذلك فقد خلف ورائه القضية الاصعب والتي لن تنتهي إلا بزوال الكيان الصهيوني عن أرض فلسطين، وهذا الوعد وقف في وجهه أحرار فلسطين ومصر وسوريا وطلبة الاردن في مصر، لكنهم لم يكونوا يملكون القوة العسكرية لوقف بريطانيا عن تنفيذ وعدها الإجرامي والذي يوجب عليها إعادة الحق لأصحابه والاعتذار عن أروح عشرات الالاف من الشهداء، لكنها ظلت تسير على ذات النهج القائم على قهر الشعوب كما فعلت في حربها ضد العراق.
الوعد الثاني قطعة وزير خارجيةً الولايات المتحدة هنري كيسنجر بتطبيق خطة “البالون والنقانق” التي صاغها رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايغال الون، والتي تقوم على اقتطاع الاراضي الفلسطينية وزراعة المستوطنات حول المدن الفلسطينية الكبرى لعزلها عن بعضها بشكل كلي، وهذه الخطة لا زال الإحتلال الصهيوني ينفذها حرفياً على أرض الواقع مستغلاً السلام المزعوم مع القيادة الفلسطينية التي سقطت في فخ التحول لقيادة سياسية تواجه سياسة عسكرية استيطانية صهيونية، لتكون النتائج في صالح الصهاينة حيث تشهد الاراضي الفلسطينية ولادة مستعمرة كل اسبوع.
الوعد الثالث صاغه تلميذ نجيب في مدارس ميكافيلي وكاليغولا ويعتقد اليهود أنه خليفة قورش الفارسي، وأعني هنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي أطلق العنان لصفقة القرن، والتي تعتبر جزء هام ومكمل لوعدي بلفور وكسينجر وتتمثل في الاستيلاء المتزايد على الاراضي والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للصهاينة ، ولكن الصفقة فشلت ظاهرياً ونجحت في جعل بعض الدول العربية توقع على اتفاقيات تطبيع ملزمة للمطبعين على فتح أسواقها وبلادها لليهود، وهؤلاء وقفوا مع الصفقة التي أفشلتها الأردن في المقام الأول ثم السلطة التي وجدت العون من الأردن فرفضتها، لكن ذلك لم يمنع عدد من الدول من نقل سفاراتها في الكيان إلى القدس وهو ما شكل ضربة موجعة للقضية الفلسطينية حيث تزايد الأعداء.
الوعد الرابع وهو المرحلة الرابعة من قيام الدولة اليهودية الصهيونية وأطلقه الرئيس الأمريكي بايدن، بربط السلام في المنطقة بالاعتراف العربي الكامل بالكيان الصهيوني كدولة يهودية، وهذا يعني طرد حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني، وهذا سيشكل موجة هجرة ضخمة ستؤثر على الديموغرافيا السكانية في دول الجوار، كما ستخلق أول كيان عنصري في العالم، وبالتالي اعتبر الخبراء أن وعد بايدن هو أسوء الوعود كونه سيسهل إطلاق الوعد الخامس والذي سيركز على رسم حدود واختلاق دستور للكيان الصهيوني، مما يعني ضياع الارض الفلسطينية وسيتم من خلالهما الاعتداء على أراضي دول الجوار ، وسنجد دعماً للوعد الأخير من الدول العربية كون العديد منها خرج من حسابات التاريخ والمستقبل وقد تنضم إلى جامعة الدول العبرية والتي سيتم إنشائها بعد تطبيق الوعد الخامس.
ورغم جميع هذه الوعود والدعم الأحمق من الدول الغربية و من بعض الدول العربية التي حبت على بطنها وصولاً لتل الربيع المحتلة ، فإن الوعد الإلهي سيكون هو الأقوى والحاسم في تاريخ القضية، حيث قال الله تعالى في محكم كتابه “فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”، وهذا يوم ليس ببعيد لكن العرب واليهود الذين ضلوا الطريق لا يعلمون، فيما الشعب الفلسطيني ينتظر هذا اليوم للاحتفال بيوم التحرير.