كفى سباتاً، فطوابير الخبز قادمة
بقلم: فادي غانم
الثائر نيوز –
النشرة الدولية –
لم يعتد اللبنانيون هذا الذل الذي أوصَلتهم إليه طبقة الحكام من تجار الطائفية. هذه العصبيات والخطاب الفئوي، والنعرات التي يسعون لإثارتها على كل مفترق، وأمام كل استحقاق، بغية تفرقة اللبنانيين والسيطرة عليهم، كقطعان يقودونها إلى زرائب الضغينة، تحت شعارات واهية، يسمّونها حقوق الطوائف.
عن أي حقوق تتكلمون، والمواطن يلهث وراء لقمة العيش؟ بماذا أفادتنا أو تفيدنا هوية وطائفة هذا الزعيم أو ذاك؟
فهل يرتبط أمننا واقتصادنا وحقوقنا في الطبابة، والتعليم، والعمل، والحياة الكريمة، بطائفة ومذهب هذا الحاكم أو المسؤول؟ وهل تحصل الطائفة على حقوقها، بمجرد وصول شخص يحمل على هويته هذا المذهب، إلى هذا المنصب في الدولة أو ذاك؟؟؟
هل يجوز استغباء المواطنين إلى هذا الحد؟
يقف اللبنانيون اليوم أذلاء لساعات في الطابور على محطات الوقود، ليملأوا خزانات سياراتهم، بغية الذهاب إلى عمل أو وظيفة، يكاد أجرها لا يكفي لسداد قوتهم اليومي. ويقفون في الطابور أيضاً، صُمّاً، بُكماً، عُمياً، أذلاء، ليحصلوا على جزء بسيط من أموالهم التي ائتمنوا البنوك عليها، فأساءت الأخيرة الأمانة، وتجاوزت كل القوانين، وبغطاء من حاكم المصرف المركزي تقتطع ٨٠٪ من الوديعة، لتعطيك بالليرة ما قيمته ٢٠٠ دولار، في حين تُحسم من حسابك الف دولار .
(اما عن قرار مجلس شورى الدولة، والرد اللّا اخلاقي وغير القانوني للمصرف المركزي وما تبعه امس، سيكون لنا رداً مفصلاً لاحقاً)
والأدهى من ذلك أن البنوك ما زالت تتقاضى من مصرف لبنان، فوائد عالية تصل إلى ٧٪ على أموال المودعين، التي أودعتها دَيناً لدى المصرف المركزي، في حين قامت بتصفير الفائدة على الودائع لاصحابها الحقيقييين، أي المودعين .
لا طابور على المواد الغذائية المدعومة !!!! لأنها غير موجودة في المحال او السوبرماركت، فهي مهرّبة إلى الخارج أو مكدّسة في مخازن التجار والمحتكرين، وإذا وُجِدت ستشهد حفلات نزال وقتال ومعارك دامية، يشترك فيها اللبنانيون واللاجئون السوريون والفلسطينيون والعراقيون، على كيس حليب أو عبوة زيت وما شابه، وقد تُسفر عن عدد من الجرحى والقتلى، فضلاً عن الشتائم والإهانات، ومظهر الذل والعار الذي أوصلنا إليه حماة حقوق الطوائف، المنافقون الذين يستغلون كل شاردة وواردة، للحفاظ على كراسي السلطة والتحكم برقاب الشعب.
إلى متى سيبقى هذا الشعب يسير في طرقات الجهل؟ وإلى متى ستبقى مصلحة الزعيم فوق مصلحةالوطن ومصلحة أبنائكم؟ وإلى متى ستبقى كرامتكم مهانة ودمكم رخيصاً فداء حذاء الزعيم ونعل أولاده وأحفاده؟؟؟
ألم تشبعوا عاراً وذلاً ومهانة؟ وهل تنتظرون الوقوف غداً طوابيراً للحصول على رغيف خبز !!!! ؟؟؟
استيقضوا واستفيقوا من سباتكم!!! إن لم يكن من أجلكم فأقله من أجل مستقبل أبنائكم، لأنهم سيلعنونكم ألف مرة، إذا بقيت هذه الغشاوة على عيونكم وعقولكم، واستمريتم في بيع أنفسكم وأولادكم للجهل والتعصب وشياطين السلطة.
استفيقوا استفيقوا استفيقو من سباتكم أيها الناس !!!
كفى خمولاً وموتاً وغباءً ومهانة !!!!!