إلى أين نحن ذاهبون ايها السادة؟
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يتساءل الأردنيون مع إشراقة كل صباح، إلى اين نحن ذاهبون؟، فالوضع الإقتصادي يزداد سوءاً والخبراء الذين تدعي الحكومة تواجدهم لم يقدموا شيئاً إلا أن زادوا إقترابنا من الهاوية، ولا يقل الوضع السياسي عن الإقتصادي فقد أصبحنا في الظل بعد أن كانت الصورة كاملة لنا، ويُدرك المتابعون للصورة بأن هذا التراجع أمر طبيعي في ظل وجود حكومة تعتبر الأضعف في تاريخ الوطن، كون خيارات الرئيس في غالبيتها خاطئة وربما في غير وقتها ومكانها، ويسير مع الحكومة على ذات النهج أضعف مجلس نواب في مسيرة الوطن، ليكون خيار الشعب كارثي في قراراته وتوجهاته لنشعر بأنه رديف للحكومة وليس ممثلاً للشعب الأردني الذي أخطأ بوضع ثقته في هذا المجلس.
لذا فإننا لا نتوقع من الحكومة والنواب غير الإنكسار والتراجع وزيادة أعباء الوطن والمواطنين، حيث بتنا نشعر اننا في الوطن لسنا أصحاب القرار، وأن هناك من يقوم بفرض إملاءاته وشروطه السياسية والإقتصادية علينا، فيما الحكومة تنفذ ومجلس النواب يبصم والشعب يضرس من الحصرم، لذا فإننا سنكون حمقى إذا توقعنا للحظة بأننا سنجني من أكوام الشوك في الدوار الرابع والعبدلي العنب الذي يُشبع الشعب ويحول حياتهم من الشقاء إلى الهناء، لأننا جنينا من شوكهم عنب من نوعية جديدة تحولت بفعل الألم والقهر وتكميم الأفواه لنبيذ أسكر الشعب وجعله يسير على غير هدى، يبحث عن نفسه فلا يجدها وحين يبحث عن مستقبل أبنائه لا يجده، أما مستقبل الوطن فقد ضاع في ضباب القول وقلة التخطيط والعمل.
إن الحلول في هذه المرحلة الحرجة تتناقص وتتراجع، كون الحكومة ومجلس النواب يسيران في طريق مجهولة لا يعرفه أحد، إلا إذا كان سراً يرفضه الشعب وتعرفه الحكومة بدقة، وبالتالي تلتزم السلطتين التشريعية والتنفيذية الصمت في العلن ويكتفون بالحديث في الغرف المغلقة عن القادم المؤلم، فنحن لا نستبشر خيراً بما يجري كون الحديث في المرحلة القادمة سيكون عن حل نهائي أو شبه نهائي للقضية الفلسطينية، بعد أن يتم تطبيق خطة “البالون والنقانق” بكامل أجزائها، وعندها سنجد أننا لوحدنا في مواجهة مخططات الكيان الصهيوني المدعومة عالمياً وعربياً، وعندها ربما نرضخ ويصوت مجلس النواب على قبول صفقة العصر بما فيها من كوارث، وتتحول الحكومة إلى ثعلب يقنع الشعب بفوائدها الإقتصادية، وإن فشل يصبح أسد على الشعب لفرض تنفيذ الصفقة.
وهنا نجد أنفسنا كاردنيين نقف على أبواب قصر رغدان نحمل عدداً من الحلول، وفي مقدمتها حل الحكومة ومجلس النواب، وإعادة بناء الحياة السياسية بالاعتماد على الأحزاب التي تحتاج أيضاً إلى بركان يُغير نظامها وشخوصها، وإطلاق الحريات والذهاب بقوة صوب العدالة الإجتماعية المُطلقة حتى لا نُشاهد ان المناصب تورث كما المال، كما علينا إعادة صياغة مفاهيم الحوار بزراعة ثقافة جديدة تنهي العصبية والعنصرية، وعندها سيقدم كل مواطن أفضل ما لديه حيث يشعر بأنه شريك في الوطن، وليس عبداً عند السادة الذين حولوا طعم حياتنا إلى السادة وحددوا ثمن حياة المواطن بفنجان من القهوة السادة.