المرتزقة الروس فخخوا كل شيء في طرابلس “حتى الألعاب والمياه الغازية” قبل فرارهم الصيف الماضي

النشرة الدولية –

بعد هزيمة قوات الجيش الوطني الليبي” التي يقودها خليفة حفتر، وفك الحصار عن العاصمة طرابلس، عاد عبد الرحمن الغبيلي، عامل اتصالات يبلغ من العمر 48 عامًا، إلى منزل عائلته. عندما فتح الباب الأمامي لمنزله، لم يكن على دراية بالمخاطر التي تنتظره. يقول: “عندما أدرت مقبض الباب وضغطت، سقطت قنبلة يدوية وانفجرت. لقد أصيبت ساقي بجروح بالغة”.

مع فرار فاغنر الروسية المدعومة من الكرملين، التي كانت تدعم حفتر في هذه الحملة، تركوا وراءهم منازل وساحات مفخخة. ويقول خبراء إزالة الألغام الليبيون إنهم وضعوا متفجرات في مقاعد المرحاض، كما صمموا أبواب للانفجار عند اللمس، وفقا لصحيفة الاندبندنت.

وذكرت الصحيفة أنهم وضعوا الألغام في كل مكان حتى علب المشروبات الغازية الفارغة، التي يحب العديد من الشباب الليبيين اللعب بها، وتم تصميمها للانفجار عند اللمس.

يقول ربيع الجواشي، رئيس مؤسسة “الحقول الحرة”، وهي وكالة ليبية لإزالة الألغام: “لقد درسونا، حتى كيف كان أطفالنا يلعبون. إنهم يعرفون كيف نفكر”.

الآن، تجوب فرق إزالة الألغام في ليبيا، التي دمرتها الحرب لتخليصها من هذا الإرث القاتل، وتجد مجموعة من الذخائر غير المنفجرة التي خلفتها وراءها سواء عن قصد أو بغير قصد، وليس فقط من قبل المرتزقة الروس، الذين دعموا المشير خليفة حفتر،  قائد قوات “الجيش الوطني الليبي” في الشرق، ولكن من خلال موجات سابقة من الصراع.

تعود بعض هذه الذخائر إلى ثورة الربيع العربي في ليبيا قبل عقد من الزمن، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق، معمر القذافي، وقتله وترك مخازنه الضخمة من الأسلحة في أيدي العديد من الميليشيات.

في الأحياء الجنوبية التي دمرتها الحرب في طرابلس، مثل عين زارة، يكتشف خبراء إزالة الألغام قذائف غير منفجرة وقذائف هاون من ترسانات القذافي.

لكن أكثر الاكتشافات دموية كانت ألغام روسية الصنع، بحسب خبراء إزالة الألغام. ويقولون إنهم لم يروا شيئًا مثلها قبل حملة حفتر في عام 2019 للاستيلاء على العاصمة.

وأكدت الصحيفة أن المئات وربما الآلاف من العائلات ما زالت غير قادرة على العودة إلى ديارها بسبب الألغام والمتفجرات.

ويقول مدير العمليات في مؤسسة الحقول الحرة، معاد العربي: “من بين جميع النزاعات في ليبيا منذ عام 2011، كان هذا الصراع هو الأسوأ بالنسبة لنا”.

في الصيف الماضي، كانت فرق مؤسسة “الحقوق الحرة” من بين أوائل خبراء إزالة الألغام الذين دخلوا المناطق، التي كانت تحت سيطرة المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين. وقال الجواشي إنهم اكتشفوا 107 عبوات ناسفة بدائية الصنع في شارع واحد في جيب صلاح الدين الجنوبي بطرابلس.

داخل المنازل، اكتشف خبراء إزالة الألغام معدات كمال الأجسام وزجاجات مياه مستوردة وعلب من الحليب مفخخة. كما وجدوا كتابات على الجدران باللغتين الروسية والصربية حول كيفية فتح الأبواب أو الذهاب إلى الحمام دون تفجير الأفخاخ المتفجرة التي صممها المرتزقة.

وأشاروا إلى أن المرتزقة الروس صمموا مرحاض مفخخ يحتوي على 9 أرطال من مادة تي إن تي، ينفجر عندما يجلس شخص على المقعد. كما عثروا أيضًا على دمية دب متصلة بستة أسلاك تعثر بحيث تنفجر عندما يسير شخص ما باتجاهها من أي اتجاه.

ويقول العربي: “لم تكن المشاكل التي واجهناها هي الأشياء، ولكن الطريقة التي وضعت بها. كل العناصر مفخخة بطريقة جديدة لم نواجهها من قبل”.

وأفاد خبراء إزالة الألغام أيضًا أنهم عثروا على مجموعة من الألغام المبتكرة، بما في ذلك لغم روسي ينشر نفسه ويدمر نفسه في غضون 100 ساعة، ولغم مضاد للأفراد بأشعة الليزر كأسلاك تفجير. أرسل خبراء إزالة الألغام صوراً إلى مستشارين في الولايات المتحدة وأوروبا. وقال مستشار أوكراني إنها تشبه تلك المستخدمة في الصراع في شبه جزيرة القرم، حيث قاتلت قوات فاغنر أيضًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى