المعادلة الصعبة
بقلم: د. نرمين الحوطي

النشرة الدولية –

تجارية مهرجانية: تلك هي المعادلة الصعبة في ثقافة مسارحنا، فكم من مؤلفين ومخرجين وهم ندرة حاولوا أن يقدموا مسرحيات محلية أو بمعني أصح «تجارية» في إطار ثقافة المسرحيات المقدمة في المهرجانات، سواء محلية أو شبابية أو عربية، وها هي مسرحية «ممنوع من الرقابة» تدخل في نطاق المعادلة الصعبة.

 

من حيث الفكرة والتأليف: حلم يتكرر عند كل إنسان لم تتعقد الكلمات ولم نستصعب الحوار القائم بين الممثلين، بداية ووسط ونهاية من خلال حلم يقدر الكثير منا أن يحلم به، وهو البحث عن شريك حياته وبالرغم من سهولة الحلم والأمل إلا أن القوانين واللوائح تعارض أيضا في عالم الأحلام بأن يحلم به، حتى الأمنيات البسيطة التي لا نقدر على تحقيقها في واقعنا للأسف أيضا منعت في عالم الأحلام، تلك هي الفكرة التي قام عليها الصراع الدرامي ما بين الإنسان والحلم والنتيجة «ممنوع من الرقابة».

 

الديكور: وكيفية التصميم وبلورة الفكرة النابعة من حرفية وإبداع ثقافة مسرحيات المقدمة في المهرجان لتتجسد لنا من خلال مسرح تجاري «Chapeau» يا محمد بهبهاني، عندما ترتقي بفنك لترتقي بالمشاهد وتجعله يتقبل ثقافة المسرح الجاد من خلال مسرحية كوميدية أرفع لك القبعة.

 

الصوت والإضاءة والأزياء والتقنيات: كنتم عاملا أساسيا وليس مساعدا في المسرحية، قمتم بمحاكاة الفكرة ولامستم خيوط صراعها دون تعقيد، وعرضتم صورة فنية بمشاركة الديكور، فأبهرتم بها المشاهد من خلال خطوطكم الفنية التي وظفتموها بكل الطرق الصحيحة والأساليب المسرحية، لترتقوا بعناصر العرض المسرحي وتجعلوا المشاهد يدرك أهمية تلك العناصر في المسرح.

 

الممثل: الكل وليس الفرد قمتم بأداء فوق المبدع والمتميز بهدوء وفنية الممثل، الفرد يكمل الكل، والجميع يحاكي الفرد في الحوار والحركة إلى أن أكملتم لنا اللوحة الفنية بأجمل صورة تحت عنوان «ممنوع من الرقابة».

 

Maestro: مخرج العمل، مخرج المهرجانات ومبدع المتميزين، وحاصد الكثير والعديد من الجوائز في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، واليوم يحصد جائزة الجمهور لما قدم لنا من إبداع للإخراج المسرحي لـ «ممنوع من الرقابة».

 

٭ مسك الختام: رسالة إلى مسؤولي الثقافة والفنون وأخص «المسرح».. حان الوقت لأن نستفيد من تلك، هي ليست بمواهب بل المبدعين والمتميزين في فنون المسرح من خلال استقطابهم في معاهدنا الفنية وإقامة دورات يقوموا من خلالها بتدريس كل من يرغب في التميز والإبداع المسرحي… فالإبداع والتميز لا يقتصر فقط على الحاملين لشهادة الدكتوراه، فمن أسسوا فنون المسرح أغلبيتهم كانوا لا يحملون مسميات علمية، بل كان الإبداع والتميز هي مسمياتهم.. أوصلت الرسالة.

زر الذهاب إلى الأعلى