هل تخفف السين- سين توترات لبنان وتعجّل الاستحقاقات؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام –
تتبدل الخريطة السياسية في الخارج، فالاستحقاقات في الكثير من الدول اختلفت كثيراً عن سنوات مضت بفعل التغييرات الداخلية والدولية والاقليمية، وهذا يعني أن المنطقة تستعد لمرحلة تحوّلات جديدة.
في حمأة انشغال إيران والولايات المتحدة بإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، والذي سينتظر الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الاسلامية، في استحقاق يتأهب له المحافظون لتعزيز نفوذ الحرس الثوري أكثر في السياسة الخارجية للبلاد، وفي حمأة انشغال رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باسقاط حكومة”اليسار” التي توافق على تشكيلها زعيما حزبي “يمينا” نفتالي بينيت، و”يوجد مستقبل” يائير لبيد، وفي ظل الحديث عن أن سوريا بعد إنجازها الاستحقاق الرئاسي وفوز الرئيس بشار الاسد ستصبح اللاعب الأقوى في المنطقة بفعل اعادة تواصل عدد من الدول الخليجية مع النظام الحالي، يبدو أن لبنان في خبر كان. طبقته الحاكمة منشغلة بفتات حكومة مَهَمّة. قواه الاساسية المتهافتة على السلطة تتصارع على تناتش الحصص التي من دونها لن تبقى على قيد الحياة السياسية.
يبشر رئيس المجلس النيابي بـ” نصف تقدم” في عجلة الاتصالات الحكومية، لكنه صاحب مقولة “ما تقول فول تيصير بالمكيول”، خاصة وانه يدرك جيداً أن من لا يرغب بتشكيل الحكومة، من السهل عليه اختراع ذرائع جديدة تقف سداً منيعاً في وجه أن تبصر الحكومة النور، ولذلك فإن أجواء تيار المستقبل حذرة جداً وتتحدث عن “نصف تأخر” على اعتبار أن همّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الوحيد في الحكومة العتيدة هو الحصول على الثلث المعطل الذي يؤمن له القدرة على الإطاحة بأي حكومة لا تلبي طموحاته بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، خاصة وان الاجواء توحي بفراغ رئاسي بعد تشرين 2022، وبالتالي فإن التيار العوني يعمل وفق قاعدة الفراغ أفضل من أي حكومة لا يسيطر على قرارتها.
أمام هذا التأزم الحاصل، يترقب المستقبل الساعات القليلة المقبلة ليبني على الشيء مقتضاه، فاما تنجح مساعي الخيرين في ضبط ساعة باسيل وفق إيقاع المصلحة الوطنية، وإما أن يتجه الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الاعتذار حتى ولو انعكس هذا الخيار سلبا عليه في القريب العاجل ، فهو سوف يتجرع هذا الكأس، ولن يقبل أن يحمل مسؤولية التعطيل وغضب الشارع الذي يئن تحت نيران الازمات المالية والاقتصادية وانقطاع الكهرباء والدواء وارتفاع الدولار،والتي يتحمل مسؤوليتها على وجه الخصوص” مّن يجلس في قصر بعبدا ويعمل وفق المصلحة الشخصية لصهره وهو الذي أطاح بحكومة الرئيس حسان دياب الذي دفع إلى الاستقالة بعدما طفح كيله من محاولات باسيل التحكم بقرارات الحكومة ووزرائها”، وفق ما يقول مصدر ” مستقبلي ” بارز.
وإلى أن تتضح صورة المشهد الحكومي في الساعات المقبلة، فإن الكلام عن مؤتمر فرنسي -أوروبي جديد تدفع باريس لعقده بهدف التحضير للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، بموازاة المؤتمر الذي يخص الجيش اللبناني، قد لا يجدي نفعا، بحسب المتابعين، خاصة وان العمل في لبنان اليوم منصب على التمديد للمجلس النيابي بذرائع مختلفة تتصل على وجه الخصوص بالأزمة المالية والاقتصادية، عطفا عن أن كل التهديدات الفرنسية بعقوبات على مسؤولين سياسيين بتهم الفساد لم تلق اذانا صاغية، من منطلق أن بعض القوى السياسية في لبنان المتضررة من مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تستنجد باليمين الفرنسي لعرقلة صدور عقوبات بحقها.
المشهد القاتم في لبنان، يبدو أنه طويلا ولو تشكلت حكومة اليوم قبل الغد، فلبنان سيبقى حافلا بالعواصف السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، الى اجل غير مسمى. ووحدها معادلة ” السين – السين” قد تعيده الى سابق عهده، كما يقول قطب سياسي بارز لـ”لبنان 24″، معولا على وصول حوار الرياض – دمشق الى الخواتيم السعيدة الذي من شأنه أن يقفل الى حد كبير ملفات التوتر في لبنان، ويعيد إحياء الدورين السوري والسعودي في لبنان لاستقراره السياسي الذي قد ينعكس على الاستحقاقات المنتظرة.