في عيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة ويوم الجيش
بقلم: د. دانيلا القرعان

النشرة الدولية –

 

يجسد يوم التاسع والعاشر من حزيران محطة مضيئة في تاريخ الأردن، إذ اعتلى جلالته عرش المملكة الأردنية الهاشمية عام 1999، وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش عام 1916، لتستمر في عهده مسيرة إصلاح وتقدم للدولة الأردنية الحديثة، وتعزيز كافة المنجزات الوطنية والدولية، وإعلاء صروح الوطن في كافة الميادين.

والأردنيين يتطلعون لمواكبة عصر الحضارة ومواصلة مسيرة العمل والإصلاح، وإصرارهم على بقاء الأردن نموذجا يستمد قوته من تعاضد أبناء شعبه وثوابته الوطنية والقومية الراسخة في الوجدان التي حملتها رسالة الثورة العربية والتي كانت الدولة الأردنية وما تزال وستبقى وريثة الثورة السياسي والقومي. وتتزامن هذه الأعياد الوطنية مع مرور 100 عام على تأسيس الدولة المدنية بحيث يمضي جميع أبناء الوطن كتفا الى كتف وعلى قدم وساق في مسيرة الإصلاح والبناء الذي انتهجه جلالة سيدنا المفدى. ورغم ما آلت اليه الدولة الأردنية من ظروف استثنائية عصفت به جراء الربيع العربي والصراعات الداخلية والإقليمية وجائحة كورونا، إلا أن الأردن كان وسيبقى سياجا منيعا قويا في التصدي وتجاوز اقوى العقبات بحنكة القيادة الهاشمية وبطولة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الجيش العربي وتعاضد أبناء الوطن. وتتمثل أولويات جلالة الملك، في رفع مستوى معيشة المواطن، والارتقاء بمستوى الخدمات، مثلما يؤكد جلالته أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد، ويشدد دوما على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات.

«العاشر من حزيران هو يوم الجيش وذكرى الثورة العربية»، يخطر في البال عند ذكرهما الأحداث العظيمة في تاريخ هذه الأمة حيث وقف الهاشميون وفاء لواجبهم ومسؤولياتهم التاريخية، وقادوا أبناء هذه الأمة في أعظم ثورة شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديث، حيث كانت هذه الثورة البداية الأولى لنهضة الأمة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها. وحين نتحدث عن مثل هذه المناسبات فإننا نتحدث عن تاريخنا القومي الحديث الذي كانت فيه الثورة العربية منطلقنا، وكلما حددنا توجه حركتنا القومية كانت أسس الثورة الكبرى قواعدنا، وعندما نحصي محطات مسيرتنا الخيرة كانت الثورة العربية أولها فأصبحت المرجع الذي يجمعنا والرسالة التي نحملها، ففي مضمونها توحدت مشاعر العرب في كل أقطارهم، فما كانت ثورة آنية لنقف عند نتائجها المباشرة ولم تكن معركة أفرزت لنا المنتصر من المهزوم، ولكنها كانت فكرا قوميا توحد على يد قائد هاشمي فامتد عبر السنين والأجيال يوجه مسيرة أمة ويرسم لها معالم آمالها وأحلامها وتطلعاتها.

«الجيش العربي وارث رسالة الثورة العربية هو الامتداد الطبيعي لجيشها وفيلق من فيالقها» ارتبط تاريخه بتاريخها ارتباطاً عضوياً وتشكلت نواته من النخبة التي اتحدت تحت راية سمو الأمير عبد الله بن الحسين 1920 بعد ان كان لها الدور الكبير في عمليات الثورة التي انطلقت من بطحاء مكة على يد الشريف الهاشمي الحسين بن علي عام 1916. شكل الجيش العربي ركناً أساسيا من أركان الدولة الأردنية وكانت له مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على المستويات كافة، وكان ينمو مع نمو الدولة ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الذي أراد له أن يكون جيشاً عربياً مقداماً يحمل راية الثورة العربية التي استمدت ألوانها من رايات الأمويين والعباسيين والفاطميين, ومن ثم أكمل بنو هاشم مسيرة بناء هذا الجيش منذ عهد جلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله وجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي أكمل المسيرة ووصل بالأردن وجيشه المغوار إلى مراتب التميز.

يولي جلالة الملك؛ القائد الأعلى للقوات المسلحة-الجيش العربي والأجهزة الأمنية، جُل اهتمامه، ويحرص على أن تكون هذه المؤسسات في الطليعة إعدادا وتدريبا وتأهيلا، لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته. ويبذل جلالة الملك جهودا كبيرة، باعتباره وصيا وحاميا وراعيا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والراعي الأول في الدفاع عن القضية الفلسطينية من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، للحفاظ على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم وتثبيت سكانها، مسلمين ومسيحيين، وإقامة دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى