أطفال الشوارع!
بقلم: د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

مع نهاية الأسبوع الماضي حدثت واقعة فجعت أهل الكويت عند سماع وقائعها وهي «دهس الطفل جراح عايد أثناء بيعه الورود في الشارع».. لكن السؤال: من هو الجاني؟!

منذ سنوات ونحن نواجه قضية أطفال الشوارع والذين يقومون بالبيع سواء بين المركبات أو في مواقف الجمعيات أوعند إشارات المرور وغيرها من أمكنة.. سئمنا ونحن نكتب ونسلط الضوء على هؤلاء الأطفال الذين لا نعرف أين ذووهم؟ وما ظروفهم؟ وأين القانون عنهم؟ وأين جمعيات الإنسانية والطفولة عن هذا وتلك الزهور التي إلى الآن لم تفح عطرها العمري؟

* قضيتنا ليست بجنسية أو من عدمه… إضاءتنا اليوم تسلط الضوء على الدور الرقابي.. أين دور وزارة الداخلية والبلدية على هؤلاء الباعة المتجولين؟! سئمنا ونحن نناشد الجهات الحكومية المسؤولة عن هذا.. وإلى الآن محلك سر!

كم من مرة نوهنا في مقالاتنا وغيري من زملاء ناشدوا الجهات الحكومية الخاصة بهذا الشأن ولكن هل من يقرأ؟ وهل من يسمع؟ للأسف إلى الآن نجد العديد من الأطفال في الشوارع وفي المواقف وغيرها من أماكن باسم البيع وهم بالأصل يمارسون التسول، وما خفي كان أعظم!

فمن الممكن استغلال تلك الورود في أشياء غير قانونية علي سبيل المثال لا للحصر «بيع المخدرات»… نعم من أجل التكسب ولقمة العيش ذاك مبدأهم وتلك قضيتنا أنه حان الوقت لأن يصدر قانون وقرار ويفعل ليس فقط صدور بل تفعيل بجمع كل هؤلاء الأطفال ومعاقبة ذويهم ومن يكفلهم أيضا.. نعم نريد تطبيق القانون لتنتهي ظاهرة «أطفال الشوارع» في كويت الإنسانية.

* قضيتنا ليست… بكم ترند! وكم هاشتاقات! وكم من الأبواق التي تفاعلت مع القضية من أجل التكسب الإعلامي!

إضاءتنا تسلط الضوء على دور الأسرة! عفوا لمبرر والد الطفل «ربي يصبر قلبه» ولكن يقول الله عز وجل «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»… فوالد الطفل برر بأنه جعل ابنه يقوم ببيع الورود من أجل لقمة العيش ومساعدته ماديا وقام بشرح الكثير عن حاله والضرر الذي وقع عليه هو وابنه من الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية وتكلم عن الكثير من الحيثيات التي من خلالها قام بإلقاء اللوم على الدولة وعلي هيئاتها الحكومية وتناسي دوره كأب أسرة وأنه مجبر بأن يوفر لأبنائه الحياة الكريمة.

ومن هنا تكون إضاءتنا.. كم من أب سواء كان كويتيا أو غير محددي الجنسية أو من جنسيات أخرى لديهم ظروف قاسية، ولكن لم نجد أحدا منهم يدفع بأولاده إلى أن يقوم بالبيع في الشوارع ويجعله عرضة للدهس..

قد تكون سطورنا قاسية في حروفها ولكن تلك هي الحقيقة التي أخاطب بها الكثير ممن يسيئون إلى الكويت من أجل التكسب الإعلامي والبعض الآخر من أجل أجنداتهم الخاصة، ومن هذا وذاك أقول لهم اتقوا الله في الكويت بلد الإنسانية.

٭ مسك الختام: حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهده وشعبها وكل من يسكن على تلك الأرض الطيبة من كل مكروه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى