الكباش الاقليمي يلقي بتداعياته على لبنان
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

لم يكن ينقص الواقع الاقتصادي والاجتماعي المنهار في لبنان والمترافق مع سلسلة تشنجات سياسية وأمنية سوى اندلاع الكباش الاقليمي وتراجع احتمال التسوية في المنطقة، الامر الذي سيؤثر حتماً على كل المسار السياسي ويؤدي الى تطورات غير متوقعة في الساحة اللبنانية.

ومع تزايد عدد الغارات الجوية الاسرائيلية على سوريا فإن ردود الفعل المُحتملة من قِبل الجانبين السوري والايراني قد لا تبقى منضبطة تحت شعار “الزمان والمكان المناسبان”، ما يُعتبر اليوم احد اهم عوامل الاشتعال في المنطقة، اضافة الى أن التوتّر الحاصل في الشمال السوري يوحي بتصعيد عسكري كبير قد يشمل روسيا وايران والحلفاء في مواجهة الاجتياح التركي لبعض المناطق السورية.

من جهة اخرى فإن تراجع احتمالات العودة الى المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة الاميركية بشأن الملف النووي والتصعيد الكبير بين وكالة الطاقة الذرية وايران الذي بدأ في الساعات الماضية تبدو مؤشراً جدياً على أن التسوية الكبرى التي كانت اولى بوادرها الاتفاق بين واشنطن وطهران ستسقط بالضربة القاضية خلال فترة وجيزة اذا ما لم يتمّ استدراك الامر، ما سيرتد ايضاً على التقارب السعودي – الايراني الذي كات قد خطا خطوات كبيرة في الاشهر الماضية، لكن التسريبات الاخيرة المحت الى اللا حماسة لدى الطرفين لتعزيز التقارب واستمراره بنفس الزخم، الامر الذي يبدو مرتقباً في حال فشل عملية المفاوضات النووية. كل هذه التطورات تجري بالتزامن مع التوتر المسيطر على ملف الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.

كثيرة هي الاسئلة التي بدأت تُطرح على وقع التطورات الاقليمية وجميعها مرتبطة بامكان حصول تسوية في لبنان بعد ان كانت هذه التسوية قاب قوسين او ادنى خلال المرحلة الماضية. ولكن اذا كانت مسألة تشكيل الحكومة من عدمه مرتبطة بحسابات داخلية – حسابات القوى السياسية وضيق الوقت الفاصل عن ولاية الرئيس ميشال عون، فإن موضوع الانتخابات الرئاسية يبدو سيكون ايضاً “على الرف” في الايام الماضية لا سيما وان قرار اختيار رئيس الجمهورية ملزم بتوافق اقليمي ودولي  حول لبنان وليس قراراً داخليًا بحتاً.

لذلك، فإن الفراغ الرئاسي المتوقع بدأ يلوح في الافق الامر الذي إن حدث سيساهم في تحّلل البنية الاساسية للدولة اللبنانية بشكل كامل ما سيهدد ايضاً بفوضى كبيرة قي لبنان وبالتالي فإن كل ما حكي عن عملية تهدئة وكبح للانهيار بات محكوماً بعودة الانتظام الى الساحة الاقليمية وعدم تدحرج الازمة الحدودية بين لبنان والعدو الاسرائيلي الى ما لا يُحمد عقباه، الامر الذي قد يحصل اذا ما استمرت المماطلة الاسرائيلية بشكلها الحالي ما قد يحرج السلطة في لبنان ويدفعها الى اتخاذ خيارات صعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى