لنواب ال “Double face”: ” لا تنهى عن خُلِقٍ وتأتي مثله”..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

غياب عن الواقع وموت سريري وضياع فكري، ربما هذه الصفات الأكثر ملائمة لمسيرة مجلس النواب الحالي على مدار عام، فالمجلس ممزق هلامي بلا كتل قوية قادرة على إتخاذ مواقف صارمة في العديد من القضايا الهامة للوطن، لذا جاءت القرارات هلامية دون تأثير بل وجدنا قراراته لا تفيد وقد لا تضر، وبالتالي ضاع عام من الإستعرض النيابي الكاذب كون حال المواطن بقي على ما هو عليه دون تطور، فالبطالة تتزايد والفقر يهدد غالبية الشعب والحكومة تتلاعب في مجلس بلا صورة، لنسمع طحناً ولا نرى قمحاً، ليكون هذا المجلس هو الأسوء في تاريخ الشعب الأردني منذ استقلال الوطن.

 

وأثبت غالبية أعضاء مجلس النواب الاردني بأنهم يملكون وجهين متلازمين لا يفترقان “Double face”، وأنهم يقومون بالتنظير على الشعب ويرفضون أن يُطبق عليهم ما يقولون، كون غالبيتهم يعتبرون أنفسهم  فوق القانون والشعب، والغريب أن بعض النواب من نوعية ال”Double face” يهاجمون الإعلام والنشطاء في كل مناسبة ودون هوادة، ويدعي هؤلاء النواب بأن الإعلام والنُشطاء هم السبب في إنتشار ظاهرة الايادي المُرتعشة عند المسؤولين في الأردن، ولم نجد هؤلاء الذين يمثلون الشعب ينتقدون الخيارات الخاطئة لرئيس الوزراء وضعف بعض المسؤولين في الدولة، كون هذا النقد سيقلل من الفوائد التي تعود عليهم وتجعلهم غير مرغوب بهم، فيما الهجوم على الإعلام والنشطاء يساهم في دعمهم عند أصحاب القرار.

 

وذهب عدد من “نوائب” الأمة إلى أن قيام أي وزير بالرد ومناقشة الإعلام مضيعة للوقت ، كون النواب هم الخبراء فقط، وللعلم فقد شاهدنا خبراتهم الكارثية إلى أين تقود الوطن، وأجمل ما في حديث بعضهم بأنهم طالبوا الإعلام بأن لا يكتب دون التحقق من الحقيقة الكاملة وأن يملك الدليل على ما ينشر، وللحق هذا مطلب سليم وسامي ويساهم في كشف الفساد بشكل حقيقي ويرتقي بالعمل الحكومي ويُطلق أيادي الوزراء للعمل دون خوف، لكن المصيبة ان عدداً ممن طالبوا بهذا الأمر اتهموا الإعلام دون تحديد بأنه يمارس ضغوطاً على رجال الأعمال والسياسيين لابتزازهم، ونسى هؤلاء بأن حديثهم هو إغتيال لشخصية الإعلام الذي يثق به الشارع الأردني ولا يثق بالنواب والحكومة.

 

الغريب ان النواب الذين هاجموا الإعلام والنشطاء لم يملكوا الجرأة لذكر إسم واحد يقوم بإبتزازهم او تهديد غيرهم، فيما الإعلام يذكر الفاسد باسمه وفعله، مما يدلل على أن الإعلام أجرء بكثير من المجلس الضعيف، فلو كان هؤلاء أقوياء بما فيه الكفاية لذكروا من يقوم باستغلالهم ولما تحرجوا أن يقولوا بأنهم تعرضوا للإبتزاز، لكن ما يجري يثبت بأن مجلس النواب يعاني من هزل كبير، وغير قادر على إتخاذ القرار المناسب ولا يعلم عن الصورة الحقيقية للوطن، فالفساد منتشر والدليل مديونية الاردن المتزايدة وعدم تطبيق قانون “من أين لك هذا” وهذا لو تم تطبيقه لوحده لكان كافياً لكشف المستور، لكن القائمون على إدارة البلاد ومجلس النواب في مقدمتهم لا يفعلون الصواب ويُريدون من الإعلام والنُشطاء أن يصفقوا لهم بحرارة على تجاهلهم مصلحة الوطن.

 

وكم تمنيت لو جلس ابو الأسود الدؤلي بين أعضاء مجلس النواب في جلسته الأخيرة قبل أن يتم فضه، حيث كنا سنستمع لأبي الأسود وهو يصرخ بصوتٍ عال ٍ حتى يدرك غالبية من في المجلس حجم خطيئتهم ويناشدهم شعراً: ” لا تنهى عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظيم”، كما عليهم أن يتذكروا كلام الله عز وجل في سورة الصف حيث قال ” يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”، فهل يتعظ النواب أم سيبقون يهرفون بما لا يعرفون، ويبقى حلمهم الكبير أن يشاهدون صورهم في الإعلام رغم أن الحلم الأكبر للشعب أن يرى النواب الوطن بقلوبهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى