ثلاثة أبطال استشهدوا وأعادوا أنشودة الثلاثاء الحمراء للوجود
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
أسقطوا الموت من حسابات الحياة فنالوا الخلود، أسقطوا الخوف من كيان غاصب فأصبحوا هم الرعب للكيان، أسقطوا أوسلو من فكرهم وطريقهم لتصبح جنين والقدس طريقهم، أسقطوا التنسيق الأمني المُذل فانتصروا لذاتهم ولكرامتهم ولشعبهم فأصبحوا هم الرمز الخالد، أسقطوا نظرية الدماء المختلطة فدمهم فلسطيني نقي لم يلوثه دم الساسة المرعوبين من فقدان المنصب والمحنطين على كراسيه، أسقطوا الصهيونية والعملاء والمطبعين بارتقائهم شهداء، فشتان بين من تستقبلهم الملائكة في السماوات ومن يستقبلهم الصهاينة في الدُنيا.
ثلاثة من الأبطال ساروا على عهد أبطال الأمة فرووا بدمائهم الزكية أرض جنين، التي شبعت من دماء الشهداء قبل عقدين حين هزت أسطورتها العالم بصمود لم يشهد له التاريخ مثيلا، هي جنين القسام حيث تُؤرخُ البطولات ولا يلد البطل إلا بطلاً مثله ولا تضع الأنثى إلا مُناضل، هي جنين الصمود حيث اتخذ الموت أشكالاً لا توصف لكنه لم يهزم العقول والقلوب الأبية والسواعد القوية، هي جنين فالصمود شعارها والشهادة أو النصر مبتغى أبنائها، فلا تستسلم لمحتل سيغادرها عاجلاً أو آجلا ، ارتقى الثلاثة لجنات الخلد مخلفين ورائهم المجد لذويهم والعزة لوطنهم والعار كل العار لسياسيين ما عرفوا غير الحبو والسجود للعدو نهجاً وطريقا.
هي فلسطين التي تلد نسائها الشهيد خلف الشهيد والبطل يخلفه بطل، هي فلسطين حيث تساوى الموت والحياة ليصبح الموت بكرامة طريق الحياة، هي فلسطين أرض الكرامات حيث يهزم الرجل جيشاً، وجيش من ثلاثة رجال لا يعرفون معنى الخوف ينتصرون بشهادتهم لأمة تعيش في غيبوبة وربما مغيبة او مقيدة لكنها ليست ميته كونها ستنهض من جديد، وتعود لتسير على ركب الشهيدين تيسير عيسه وآدم عليوي الذين جادوا بأرواحهم وهم يدافعون عن المُطارد من قبل الصهاينة الشهيد جميل العموري، هم ثلاثة رجال تسابقوا على الموت ليُعيدوا لنا أنشودة الشهادة في الثلاثاء الحمراء.
هو درس عظيم قدمه الأبطال لجبناء السياسة المتنازعين على البقاء في الحُكم لخدمة الصهيونية بإنقسامات مهينة وتشرذم مُعيب، درس يقرأه كل قاريء وأمي فحواه، “بأننا في ربوع فلسطين لن نُسلم فلسطيني للصهاينة، وأن تنسيقكم الأمني كذبة عفنة وعار على مدى الأزمان، فنحن كما كنا عبر التاريخ نذود بأرواحنا لحماية أبناء شعبنا ونقدم أرواحنا لنصرة الملهوف، فنحن أبناء فلسطين لا يهزمنا الموت، فهل تعتقدون للحظة أن تهزمنا الخيانات ومواكب التطبيع ومواثيق التنسيق، فنحن نحلق حيث لا تجرؤ النسور تاركين لكم دور دود الأرض الذي لا يرفع رأسه حتى لمعرفة من يدوسه”.