مخزومي – ريفي ثنائي؟
بقلم: غادة حلاوي

النشرة الدولية –

نداء الوطن –

ليس معروفاً الى اي مدى يمكن التعويل على ذاك الاعلان الصادر عن النائبين فؤاد مخزومي واللواء اشرف ريفي باتفاقهما على «التعاون على المستوى الوطني»، بهدف «تشكيل نواة كتلة وطنية سيادية نيابية تحت اسم انقاذ وطني». لعله الفراغ على الساحة السنية الذي يعزز حظوظ اللاعبين في الوقت الضائع دون ان يعني ذلك تشكيل حيثية ذات ثقل سياسي ومعنوي كبير سنّياً. الامر لا يتعلق هنا بحيثية النائبين وما خرجا به من ارقام في الانتخابات النيابية. المقاربة مريحة من هذه الناحية للواء اشرف ريفي اكثر من مخزومي، الذي وان ربح مقعداً في البرلمان لكنه ربح جاء اقل مما توقعه او عمل لأجله. أمل بأن يخرج بأربعة نواب من لائحته، فاذا به يحقق فوزاً اقل من عادي مقارنة بنتائج الآخرين. مخزومي يبحث عن تعويض الخسارة بدراسة الجدوى من تقديم طعون في نتائج بعض الاقلام لكنه لم يتثبت بعد من البراهين التي يمكن البناء عليها. عند استقالة رئيس الحكومة السابق حسان دياب وقبله طرح اسم مخزومي في التداول كمرشح لرئاسة الحكومة. ابواب بعبدا تشهد على عدد زياراته ولقاءاته بتفاصيلها. لكن ترشيحه اصطدم بمعارضة شديدة من «الثنائي» لضعف حيثيته سنياً ولأن ترشيحه لن يرضي الحريري. شكل هذا الرفض علامة تحول في مسيرة الرجل فانقلب الى مقاومة الاحتلال الايراني حيث بات لا يفوت اطلالة اعلامية الا ويكون «حزب الله» نجمها.

بعد استقالة النواب من البرلمان السابق تواصل مخزومي مع النائب نعمة افرام عارضاً امكانية تشكيل جبهة نيابية معارضة. كان جواب افرام «نتحدث بعد الانتخابات». مستفيداً من غياب الحريري عن المشهد النيابي حاول مخزومي ان يملأ الفراغ بيروتياً، راوده حلم الفوز بكتلة نيابية وازنة فخرج خائباً.

وشمالاً كان حال اللواء اشرف ريفي مشابهاً. كبّر الآخر احلامه النيابية مستفيداً من غياب ديناصورات المال التي انكفأت عن خوض المعركة النيابية كما «المستقبل»، فخلت الساحة لمعركة خاضها بسهولة. حقق ربحاً كان متوقعاً منذ البداية مع فارق ان الفائزين قد يستمر تلاقيهما في عداد كتلة نيابية واحدة.

باعلانهما المصحوب بصورة يتوسطها العلم اللبناني بعث النائبان مخزومي وريفي برسالة الى الدولة الصديقة تحاكي الراغبين بتحقيق هدف سيادي في ملعب «حزب الله» وحلفائه. اكثر من هدف يتقاطع عليه الرجلان: تعويض غياب نادي رؤساء الحكومات على المستوى السني، محاولة تظهير الخطوة للرياض بأن هناك في السنة من يستعد للذهاب الى الآخر في مطلب السيادة بمواجهة الاحتلال الايراني، والهدف الثالث والاهم هو احتمال التمثل في الحكومة الجديدة كتكتل مؤلف من ثلاثة نواب بالنظر الى صعوبة احتساب محمد سلمان في عداده. ولكن يبدو أن الرياض ما زالت بعيدة عن محور لبنان بتفاصيله ولم تتخذ قراراً بالعودة للعب دور مباشر في ساحته، وسفيرها العائد قريباً وفق رسائل يبعث بها لاصدقائه قد لا يكون لاعباً في محور تشكيل الحكومة، إن شكلت.

يسعى النائبان ايضاً الى استمالة نواب سنّة آخرين من قدامى «المستقبل» لكن من المستبعد ان يلتقي هؤلاء مع تطلعاتهما لوجود هوة من الخلافات، ابرزها صعوبة تماهي هؤلاء مع خصوم الحريري وممن كانوا في موقع الهجوم عليه.

في لبنان تنسج التحالفات بناء على مصالح الاطراف ورغبتهم في تحقيق مكاسب وامتيازات سياسية اكثر مما هو تحالف وطني. سقف اي توافق كرسي نيابي او وزاري في حكومة. واقع قد ينطبق كما يقول البعض، على تعاون نائبين يمكن أن يتطلعا للفوز بمقعد وزاري في حكومة غير واضحة المعالم بعد في تمثيلها السني، ان على مستوى رئاسة الحكومة او التمثيل الوزاري الوازن، ويجتمعان للتطلع الى تحالف مع حليف مشترك هو «القوات اللبنانية». ما قد يطرح السؤال عما اذا كان طرحهما يستند الى تشكيل ثنائي سني بديل عن حليف سني سابق لـ»القوات اللبنانية»؟ مبدئياً الاجابة توحي بذلك ولكن ما مدى سقف هذا التعاون ومن يرعاه؟ الايام المقبلة ستكون شاهداً، فإما يفاجئ الرجلان المراهنين بتحول ما او ان بيانهما لن يعدو كونه حبراً على ورق.

Back to top button