هل تنجح خطة مجموعة السبع بإنقاذ العالم بعد تعهدها بتوزيع اكثر من مليار جرعة لقاح مضاد لكورونا؟
النشرة الدولية –
تعهدت دول مجموعة السبع بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في ختام القمة.
فاستمرارُ الحرب على فيروس كورونا هو أهمُ ما اجتمع عليه زعماء دول مجموعة السبع في نهاية قمتهم، وهو ما يثير التساؤل إن كانت هذه الكمية الكبيرة ستنجح في القضاء على الجائحة مع نهاية العام القادم.
واعتبرت جهات عدة من منظمات غير حكومية إلى منظمة الصحة العالمية أن التعهّد ضئيل جدا، معتبرة أن العالم بحاجة إلى 11 مليار جرعة من اللقاحات للقضاء على الجائحة.
وأكد خبير الأوبئة، أحمد الطس، أن المليار جرعة لن تنهي الوباء “ولكنها في نفس الوقت مهمة جدا للحد من انتشاره وتقليل أعداد الوفيات وتخفيف الضغط على المستشفيات”، مشيرا إلى أن القضاء على الوباء سيحتاج من أربع إلى خمس سنوات على الأقل.
يشير الطس إلى أن “الأمل هو أننا مع نهاية عام 2022 سنتمكن من السيطرة على الوباء، وبهذه الطريقة يكون القضاء عليه فيما بعد أسهل”.
يؤكد الطس أن الأمر الأكثر أهمية “هو المدى الزمني لتوزيع هذه الجرعات ومنحها لمواطني الدول النامية، لأنه حتى لو حصلت هذه الدول على كميات كافية من اللقاح فالوقت لن يكون في صالحها”.
وقال الطس: “يجب على منظمة الصحة العالمية وكوفاكس، مساعدة الدول النامية لوجستيا في عملية توزيع اللقاحات التي ستحصل عليها من الدول الكبرى، لأن كثيرا من هذه الدول، خاصة في أفريقيا، ليست قادرة على تطعيم أفرادها بالسرعة الكافية، نحن رأينا الدول الكبرى كيف أخذت عملية تطعيم مواطنيها وقتا أطول مما كان متوقعا، فما بالك بالدول النامية؟”.
وباتت أفريقيا اليوم المنطقة الوحيدة في العالم حيث يزداد تفشي كوفيد مع زيادة أسبوعية بالإصابات بنسبة 30 في المئة، فيما تواجه القارة خطر التعرّض لموجة وبائية ثالثة.
وسُجّلت نحو سبع من كل 10 إصابات جديدة في أفريقيا في خمس دول، هي: مصر وجنوب أفريقيا وتونس وأوغندا وزامبيا.
وأكد المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا أن البلاد تشهد موجة وبائية ثالثة.
وسجّلت جنوب أفريقيا أعلى عدد من المصابين في القارة بلغ 1,722,086 حالة.
كما يتفشى كوفيد-19 في زامبيا أسرع من أي مكان آخر في العالم، في زيادة أسبوعية بنسبة 147 في المئة أو 1200 حالة جديدة يوميا.
وفشلت برامج التطعيم في تحقيق تقدّم في أفريقيا، حيث تم إعطاء 2,87 جرعة لكل مئة من السكان فقط، مقارنة بمعدّل عالمي بلغ 29,56 وفق أرقام جمعتها فرانس برس من مصادر رسمية.
“الأزمة ليست في توفير اللقاح”
وأكد الطس أن الدول الكبرى مجبرة على مساعدة الدول الفقيرة، لأن ذلك يساعدها أيضا على الحد من انتشار الوباء من دولة إلى أخرى مثلما رأينا سابقا في انتشار السلالة الهندية أو البرازيلية”.
وأوضح أن “المشكلة في الفترة الزمنية التي سنصل فيها إلى التلقيح الجماعي الأولي، “كم سنأخذ من الوقت حتى نصل إلى تطعيم من 50 إلى 70 في المئة، هل سنحتاج إلى سنتين للوصول إلى تلك الفترة؟”.
ويحذر الطس من أنه “إذا أخذنا أكثر من عام، سنحتاج إلى تلقيح الجميع من البداية في دورة جديدة. وهذه هي المشكلة، لا يمكن أن نقوم بتلقيح مجموعات صغيرة جدا وتأخذ سنة أو سنتين، ولذلك ليست الأزمة في توفير اللقاح وإنما سرعة إعطاءه للناس”.
وأشار إلى أن “الخطة الأولية التي وضعتها كوفاكس لم تكن كافية، فهناك دول كثيرة لم يتعد الذين حصلوا على التطعيم فيها الواحد في المئة خاصة في دول أفريقيا”.
وتشارك في إدارة آلية كوفاكس التي تسعى لضمان التوزيع العادل للقاحات، منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع “غافي” والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة “سي اي بي آي”.
“العراق يحتاج عشر سنوات”
وفي هذا الاتجاه يقول الطبيب بالمستشفى الملكي في لندن، أحمد سلمان المشتت، إن بعض الدول مثل العراق، تسير عمليات التطعيم فيه بشكل بطيء جدا، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإنه يحتاج إلى عشر سنوات حتى يصل إلى تطعيم 70 في المئة من مواطنيه”.
وقال إن “عملية التطعيمات أصلا تواجه تحديات كبيرة، أحدها هو توفير اللقاح للجميع وبشكل عادل، ولهذا قام تنظيم مؤتمر مجموعة السبع في بريطانيا بمحاولة توفير كميات كبيرة، ولكن بالنهاية كل دولة ستنتهي إلى أن تخطط لما يناسب مواطنيها”.
يشير المشتت إلى أن عوائق كبيرة ستواجه عملية التطعيم في بعض الدول، مضيفا “هناك دول مثل مصر، فإن 40 في المئة من المواطنين ضد عمليات التطعيم، مما قد يضطر بعض الدول إلى إجبار مواطنيها على الحصول على اللقاح”.
وأضاف “في بريطانيا مدن مثل بوسطن وبلاكبيرن، كان إقبال الناس ضد التطعيم كبيرا جدا، ثم انتشرت فيهما السلالة الهندية، ما جعل هيئة الصحة البريطانية تبرز معلومة أن جرعتين من هذا اللقاح تحميان من هذه السلالة، في اليوم التالي كانت هناك طوابير أخرى للحصول على اللقاح”.
وأكد الطس أهمية تسريع عملية التطعيمات في كل دول العالم متوقعا أن تسوء الأمور في كثير من الدول في الخريف المقبل.
وقال: “سوف يختلف الموضوع من دولة إلى أخرى وسوف تكون هناك ارتدادات اقتصادية وسياسية كبيرة، لأن هناك دولاً في فصل الخريف سوف تعود إلى حياة شبه طبيعية، فيما ستضطر دول أخرى، ومنها أوروبية، إلى العودة إلى الإغلاق الكامل”.
وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، أن مجموعة دول السبع اتفقت على الاستعداد لمواجهة فيروس كورونا المستجد من خلال تخصيص مليار جرعة لقاح للدول الفقيرة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستوفر 200 مليون جرعة مع نهاية السنة الجارية، إضافة إلى 300 مليون جرعة في النصف الأول من السنة القادمة.