المُواجَهة «الأولى» بين نتنياهو وبينيت/لبيد.. مَن يَقع في الفخّ؟
بقلم: محمد خروب

النشرة الدولية –

بعد لحظات معدودات على تنصيبها, بسطت إدارة بايدن مظلّة حماية على حكومة بينيت/لبيد, في إشارة واضحة على «تَشفّيها» باٍنتهاء حقبة نتنياهو, الذي لم يتردّد في إبداء إزدرائه لإدارة الثنائي أوباما/بايدن, عند ذهابه خطيباً في الكونغرس دون علمِهما, مُطلقاً تصريحات ومواقِف إستفزازية تنمّ عن عدم إكتراثه بردود أفعالهما. ولم يُقابله أول رئيس أسود سوى بسخاء كبير, ضاخّاً له من أموال دافعي الضرائب الأميركيين 39 مليار دولار تُدفع على عشر سنوات, فيما تعهّد بايدن (الذي منح نتنياهو وآلة القتل الصهيوأميركية المزيد من الوقت لتدمي? كل أسباب الحياة في قطاع غزّة), تمويل «تطوير» القبة الحديدية بما يزيد عن مليار ومائتي مليون دولار.

 

خطاب التحدّي/الوداع الذي ألقاه نتنياهو بوجه محتقن ودموع شبه دامعة, وبمصطلحات ومفردات تكاد تندرج في إطار المراثي والنعي, أكثر مما تعكس اصراراً على العودة وبذل وعود قد لا تتحقق لأنصاره, بأنه سـ”يُسقط هذه الحكومة ويعود إلى الحكم سريعاً».

 

نقول: خطاب نتنياهو في الكنيست استحضر إرثه التآمريّ المعروف, والذي تمثل ضمن أمور أخرى في آخر قرارات لحكومته «الساقطة» عندما أجاز رغماً عن توصيات أجهزة الشرطة, الإستخبارات والجيش «مسيرة الأعلام» السنوية, على التي دأبت أحزاب اليمين الفاشي والصهيونية الدينية القيام بها في ما يعتبرونه يوم «توحيد القدس”, وتسير وفق مسارات استفزازية, تبدأ من باب العامود مروراً بشوارع وأزقّة البلدة القديمة, وصولاً الى الحرم القدسي الشريف ودخول باحات المسجد الأقصى والإنتهاء بصلوات في حائط البراق/مبكاهم المزعوم.

 

ليس عبثاً اختيار نتنياهو ترخيص المسيرة اليوم/15 حزيران, يوماً واحداً بعد اليوم الذي حدّده رئيس الكنيست الليكودي (السابق) للتصويت على منح الثقة لحكومة الأحزاب الثمانية، حيث ستكون هذه الحكومة التي على رأسها رئيس مجلس المستوطنات السابق/المستوطن والمُفاخِر بقتل «عشرات العرب» الإختبار الأول له، حيث أعلن فلسطينيو الداخل (لجنة المتابعة الوطنية) التعبئة الشاملة لمواجهة المسيرة, في وقت دعت فيه أيضاً قوى المقاومة في غزّة ولبنان للبقاء على يقظة واستنفار تحسّباً لأي طارئ أو مُستجد.

 

سُحب التوتر واحتمالات الإنفجار تتجمّع في فضاء القدس وباقي مناطق فلسطين التاريخية, في وقت تُبدي فيه بعض العواصم العربية «أسفها» على سقوط نتنياهو, بعد أن راهنت عليه طويلاً وكثيراً وظنّت لفرط سذاجتها وقِصر نظرها وهشاشتها, أنه بات قدراً لا فكاك منه وأنه شخصية قوية استثنائية غير قابلة للهزيمة أو الإطاحة, حتى من قِبل قوى مختلفة قد لا تجمعها روابط ايديولوجية أو سياسية متقاربة, إلاّ أنها تلتقي على هدف واحد وهو إسقاط بيبي أو شعار رفعته على اليافطات وفي البيانات…”إلاّ بيبي”, وهذا ما تحقّق أخيراً.

 

بل ثمّة فضائيات عربية عديدة ركّزت على أقوال نتنياهو بأن «إسرائيل في حاجة إلى مَن يقول لا لأميركا, ويرفض الإختيار بين توتّر العلاقة معها وتدمير البرنامج النووي الإيراني, وأنه هو «وحده» من ترجَم ذلك عملياً, فيما يفتقِد بينيت القدرة والمكانة الدولية التي تسمح له بدور كهذا. في وقت تحدّى فيه كل خصومه لأنهم لم يُوافِقوا على قانون يسمح بانتخاب رئيس الوزراء «مُباشرة» من الجمهور, لأنه لو تم ذلك لـَ”هزمَهم”جميعا..كما قال باستعلاء وغطرسة.

 

القوى المؤيدة لنتنياهو تُراهِن على تفكّك أو تصدّع إئتلاف بينيت/لبيد اليوم, إذا ما وعندما يتخذ الأخير قرار مُتسرعاً أو دعسة ناقصة, تشعل الساحات وتُفجرها ما قد يدفع بحزب أو أكثر للإنسحاب من الحكومة الجديدة أو التلويح بذلك.

 

… الإنتظار لن يطول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى