نتنياهو يعلن عزمه إسقاط حكومة بينت في وقت قريب
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أنه “سيسقط حكومة بينت في وقت قريب”.
ويراهن نتنياهو على صعوبة صمود الإئتلاف الحكومي الحالي، الذي يتكوّن من أحزاب متنوعة ذات أيديولوجيات مختلفة، حيث أكّد المراقبون أن “الحكومة الحالية لن تستمر لأكثر من عام على أقصى تقدير”.
ويطرح البعض تساؤلات بشأن الأوراق التي يملكها نتنياهو من مقعد المعارضة لإسقاط حكومة بينت، وعن مستقبله السياسي في ظل الملاحقة القضائية والمحاكمات التي تنتظره.
وفي السياق, أعرب نتنياهو في كلمة له في الكنيست أنه ومن مقعد رئيس المعارضة على إسقاط حكومة بينت “أسرع مما يتخيله الكثيرون”.
وقال نتنياهو قبل إعلان تنصيب الحكومة الجديدة إن “حكومة لا تستطيع أن تقف بقوة أمام المجتمع الدولي في الأمور التي تحسم وجودنا لا تستحق أن تقود إسرائيل ولو ليوم واحد وهذه هي الحكومة القادمة”.
وتابع: “في إيران يحتلفون بأن حكومة مترهلة وضعيفة ستحكم إسرائيل وستستقيم من إملاءات المجتمع الدولي”.
كما وجّه نتنياهو رسالة إلى إيران و”حزب الله” اللبناني وحركة “حماس” في قطاع غزة، قائلا: “سأكون في المعارضة صوتا قويا”.
ولفت إلى أن “التحدي الثاني بعد التحدي الإيراني هو منع إقامة دولة فلسطينية “تهدد وجودنا”، مؤكدا أن أعضاء في حكومة بينيت يعارضون بناء المستوطنات ويؤيدون إقامة دولة فلسطينية”.
وتجدر الاشارة الى ان “الحكومة الجديدة تضمّ 8 أحزاب من مختلف ألوان الطيف السياسي في إسرائيل، بداية من اليمين مرورا بالوسط وصولا إلى حزب “ميرتس” اليساري”.
واعتبر منصور دهامشة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ووكيل القائمة المشتركة، أن “بنيامين نتنياهو لا يملك بشكل شخصي الأوراق التي تمكنه من إسقاط حكومة التغيير التي يترأسها نفتالي بينت، كما زعم”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن “الإشكالية الحقيقية تكمن في تركيبة الحكومة الإسرائيلية نفسها، لديها إشكالية في الاستمرار لفترة طويلة، بسبب التناقضات التي تحتوي عليها، وكون أعضائها من ائتلافات مختلفة لكل مشارب الخارطة السياسية”.
ويرى دهامشة أن “التناقضات السياسية والأيديولوجية التي تحتوي عليها هذه الحكومة، تجعل من الصعب استمرارها لفترة كبيرة، لذلك لن تتمكن من اتخاذ مواقف سياسية صعبة، أو الدخول في قضايا مصيرية وستكتفي بمعالجة الأمور الحياتية اليومية فقط لا غير”.
وبدوره يعتقد وكيل القائمة المشتركة أن “بنيامين نتنياهو يعتمد على هذه التناقضات، ويقول إنه سيعمل على إسقاط هذه الحكومة من خلال نقاط الضعف الخاصة بتنويع مركبات الحكومة، لكن من المتوقع أن تسعى هذه المركبات للاستمرار وقد تنجح في إبقاء الحكومة قائمة لمدة عام، وليس أكثر”.
وبشأن المستقبل السياسي لنتنياهو، أكّد أن “هناك تراجعًا كبيرًا متوقعًا له داخل حزب الليكود، وفي إسرائيل بشكل عام، خاصة مع استمرار المحاكمات ضده، موضحًا أن نتنياهو ذهب بدون رجعة”.
بدوره قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة “فتح”، إنه على الرغم من حصول بينت وتحالفه على ثقة الكنيست بدعم 60 عضوا ومعارضة 59، وإلا أن نتنياهو لم يسلم لذلك.
وأضاف,”إن ائتلاف الحكومة الإسرائيلية هش، ونتنياهو يراهن على تفككه أمام أي موقف قادم، وينتظر حينها للانقضاض على الحكومة وإعادة بنائها تحت رئاسته، أو على أقل تقدير خوض انتخابات للمرة الخامسة”.
كما يرى أن” نتنياهو الذي سيقود المعارضة في الفترة القادمة أمامه مصيران، الأول البقاء رئيس حزب الليكود دون تفكك وقيادة المعارضة عبر الحزب وحلفائه من الأحزاب الدينية وانتظار وقوع الحكومة وتحقيق هدفه”.
واستكمل” أما الثاني يتمثل في سيطرة القضاء على نتنياهو ومحاكمته بقضايا الفساد وسجنه، وبالتالي انتهائه سياسيا وتفكك حزب الليكود بعده بشكل كبير لعدم وجود شخصية جامعة في الليكود مثل نتنياهو”.
وتابع, يتوقع القيادي في “فتح”، أن كلا الأمرين متساويان في الاحتمالات، مؤكدًا أنه من الصعب استمرار حكومة التناقضات التي تجمع أقصى اليمين بأقصي اليسار، وأن انهيارها سيكون أقرب مما يتصوره البعض.
ومن المقرر أن يتولى نفتالي بينت، زعيم حزب “يمينا”، رئاسة الوزراء حتى أيلول من عام 2023 في إطار اتفاق لتقاسم السلطة، وسيسلم السلطة بعد ذلك إلى يائير لابيد، زعيم حزب “يش عتيد” الوسطي، لمدة عامين آخرين.