أوربان يستفز ألمانيا عبر تكثيف دعمه للصين
بقلم: بوليتيكو

النشرة الدولية –

بدأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يستفز الحكومة الألمانية المستاءة لأنه يستطيع الاعتراض على أي موقف موحّد للاتحاد الأوروبي إزاء انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، لا سيما في هونغ كونغ، فقد كانت بودابست الجهة الوحيدة التي أعاقت محاولات الاتحاد الأوروبي التحرك أو إصدار بيان معيّن على خلفية حملة القمع الصينية الواسعة ضد الحركة المنادية بالديموقراطية في هونغ كونغ، ففي نظر ألمانيا، يشير تحدي أوربان إلى ضرورة نقل عملية اتخاذ قرارات السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي من مبدأ الإجماع إلى السماح لأغلبية مؤهلة بالتصويت على القرارات من بين الدول الأعضاء السبعة والعشرين.

يرتبط أوربان بعلاقة شخصية قوية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، وهو لا يتأثر بضغوط نظرائه في الاتحاد الأوروبي، حتى أنه صعّد خطاباته حول “تفاهة” الدول الأوروبية الأخرى في انتقاداتها لبكين في مجال حقوق الإنسان.

تعتبر الصين المجر أرضاً خصبة لتكتيكاتها المبنية على مبدأ “فَرِّق تَسُد” وقد أطلقت مجموعة من المشاريع المشتركة، ودعا أوربان جامعة “فودان” الصينية في شنغهاي إلى فتح فرع لها في بودابست، وعمدت المجر أيضاً إلى تلقيح جزء من مواطنيها بلقاح “سينوفارم” الصيني ضد فيروس كورونا.

لم تكتفِ المجر بإعاقة بيانٍ أراد رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إصداره حول هونغ كونغ، بل أعاقت أيضاً خطة لدعم حزمة مرتبطة بهونغ كونغ، وفي الشهر الماضي، منعت صدور موقف موحّد حول الأعمال العدائية العسكرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

كانت ألمانيا أول دولة تنتقد نهج المجر، فقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم الاثنين قبل الماضي: “لا يمكن أن نبقى رهينة أطراف تُمعن في شلّ السياسة الخارجية الأوروبية بسبب حق النقض الذي تملكه، فكل من يقوم بذلك سيتلاعب بوحدة أوروبا عاجلاً أو آجلاً، ولهذا السبب، يجب أن نقول صراحةً: لا لحق النقض بعد الآن، حتى لو عنى ذلك أن نخسر في التصويت في مرحلة معينة”.

في ما يخص العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، دعا ماس إلى تقوية المقاربة المعتمدة حين خاطب السفراء الألمان حول العالم يوم الاثنين قبل الماضي، فقال: “في حين تُمعن الصين علناً في انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان وتتحدى نظامنا الديمقراطي، يجب أن نكثف تحركاتنا أكثر من أي وقت مضى، فأساليب الترهيب والتهديدات لن توقفنا”.

في غضون ذلك، يبدو أن أوربان بدأ يغيّر موقفه الصارم حول الخطة المرتبطة بدعوة جامعة “فودان” إلى بناء فرع لها في بودابست غداة حركة احتجاجية واسعة بقيادة المعارضة في عطلة نهاية الأسبوع.

صرّح جيرجيلي جولياس، رئيس مكتب أوربان، لشبكة “ماندينير” الإخبارية المجرية يوم الأحد بأن تلك الخطة قد تخضع لاستفتاء حين تتضح معالمها ثم أضاف قائلاً: “هذه العملية قد تحتاج إلى سنة ونصف، فبعد تحديد مواصفات المشروع، نحن ندعم حق سكان بودابست بالتعبير عن رأيهم حول جامعة “فودان” عبر المشاركة في الاستفتاء”.

توحي تعليقات رئيس مكتب أوربان بأن الحكومة تسعى إلى التقليل من شأن المشروع الذي لا يحظى بشعبية واسعة في المرحلة التمهيدية للانتخابات البرلمانية المجرية في عام 2022، وفي المقابل، أعلن رئيس بلدية بودابست المعارِض، جيرجيلي كاراكسوني، لموقع “بوليتيكو” أنه سيستعمل جميع الوسائل المتاحة لمنع خطة بناء الجامعة التي تدفع الحكومة المجرية إلى أخذ قروض صينية لتمويل المشروع الذي تصل قيمته إلى مليارَي دولار.

أصبح كاراكسوني اليوم المرشّح الأوفر حظاً لقيادة معسكر المعارضة في وجه أوربان خلال انتخابات السنة المقبلة، فهو يستعمل مشروع الجامعة لإحراج أوربان أمام حلفائه الصينيين وقد أطلق على الشوارع أسماءً مُعبّرة مثل “طريق الدالاي لاما” و”طريق تحرير هونغ كونغ” و”طريق شهداء الإيغور”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button