دلال تعانق مي وتقبل فلسطين بين عينيها
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تنادي دلال المغربي على مناضلات الأرض المقدسة ممن لحقن بها شهيدات كريمات وممن ينتظرن وما بدلن تبديلا، بأن هذه فلسطين فلا تسلموها للخونة والعملاء والصهاينة، تهتف دلال ان فلسطين أكبر من عشاق ليفيني المرتمين في أسرة الغدر والذل والهوان، ففلسطين لأم الشهيد وشقيقته وإبنته وزوجته، ففلسطين  حُلم الأحرار تعيش في زنزانة الأسير وتتوجع مع كل مصاب وتحيا بدم كل شهيد، دلال تهتف لقد أذللتهم بدمي فأذلوهم بدمائكن التي ستنبت ابطال جدد لا يتنازلون عن وطنهم، ولا يحبون على وجوههم صوب التطبيع وطاولات الإستسلام وبيع دماء الشهداء، ففلسطين لكل من يهتف قلبه بها وتعيش معه في كل لحظاته، ففلسطين ليست لسياسي يبحث عن منصب ولا لتاجر يسعى لزيادة أرباحة ولا لذليل يطبع على جبين عدوه قبلة الخنوع صباح مساء.

 

وتهتف من جديد ؛ “سيروا على دربي فهي أطهر الدروب”، نعم أيتها المبدعة الدكتورة مي عفانة هو طريق واحد لا رجعة فيه، فاما التحرير من الإحتلال وأذنابه ممن يصمتون على قتل الشعب العظيم، الذين يبحثون بين قطرات دمة على دولار يورثونه لأبنائهم الأخس منهم، فيما نحن يا مي نورث أبنائنا العزة والكرامة والبحث عن الإستقلال والعمل على الإرتقاء شهداء حتى تتحرر فلسطين، فيما هم يكبلونها بالتخلي عن حق العودة والتنسيق الأمني، أتدركين يا شهيد أبو ديس يا جارة القدس بأننا كنا نعتبر من يتحدث مع الصهاينة خائن وعميل يستحق الموت، أتعلمين يا وردة فلسطين بأننا ربينا الأجيال على مقولة النصر أو الشهادة.

 

هكذا كنا يا مي فما الذي غيرنا، وكيف اصبحنا نجالسهم تحت شعار المباحثات؟، وكيف نسلمهم أبنائنا يقتلونهم تحت بند التنسيق الأمني؟، كيف نسمح لهم باغتصاب أراضينا ونحن صامتون؟، واين الرجال والنساء الذين تدربوا معنا في معسكرات العزة ، وماذا يفعلون في فلسطين؟، فقد كنا مقاومة لا ننام حتى لا ينامون وكنا نقض مضاجعهم ليرتعبوا في اليوم ألف مرة؟، فكيف تبدل الحال وأصبحت نسائنا لا يأمن على أنفسهن وهن يتنقلن في شوارع الوطن؟، لقد احترت يا مي فليخبرني دمك الطاهر كيف هان على السلطة والمقاومة؟، وكيف لم نسمع عن الثار الذي يعتبر إرثاً عربياً أصيل؟، فهل أضاعوا الإرث يا شهيدة الوطن، وهل اضاعوا الأمل والأهم هل أضاعوا دمائنا؟، أخبريني يا مي يا عروس فلسطين الجديدة.

 

لقد تركت وصيتك يا مي كما تركتها قبلك، فتحرك من بهم نخوة ولم تتحرك دكة موتى السياسيين الذي اشتروا بدمائنا القصور والسيارات، وقرأت وصيتك ” يا صغيري دمعتك أطهر من ماء زمزم.. نحن شعب نرفض أن يُقال عنا لاجئين ونازحين.. هي عيشة واحدة أما بكرامة أو اعدمونا.. واهدموا بيوتنا فوق رؤوسنا.. سوف ننجب الأطفال حتى لو علمنا أنهم شهداء في المستقبل.. سوف نُدرس الكرامة للعالم أجمع”، واعلمي يا مي ان شيوخ السلاطين الجهلاء في الدين قد يفتون بتكفيرك لأنك فضلت دمع طفل فلسطيني عن ماء زمزم، وقد يقولون هي طلبت الإعدام فنالته وتسببت لنفسها بها، وقد يفتون بأنك ألقيت بنفسك للتهلكة، فهم جاهزون للكذب والنفاق وتكفير الأشراف والإنحناء للاعداء.

 

دعيني أحضنك يا سنبلة القمح التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة ألف حبة، دعيني أضمك مفتخراً بأن بنات فلسطين يعرفن طريق الشهادة كما رجالها ودعيني اتحسس مناطق الرصاص التي مزقت جسدينا، دعيني أقبلك بين العينين لأشتم فيكي رائحة فلسطين واتنسم بطولاتها، دعيني أنظر إلى عينيك اللتين لم يهزمهما المستعمر ولا الغدر العربي ولا إرتماء السلطة في أحضان الصهاينة، دعيني أجالسك واستمع لوصفك لوطني الأجمل في الكون، دعيني أستعيد لحظات من الحياة مع فلسطين التي سيدتها إمرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button