الرئيس الامريكي يجمّد ملف «السلام» لمنح بينيت فرصة… وفد إسرائيلي بالقاهرة يبحث الهدنة والأسرى
النشرة الدولية –
قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت وحلفائه بائتلاف التغيير، الذي أنهى حكومة بنيامين نتنياهو، الفرصة لتثبيت أنفسهم عبر تجميد ملف السلام، حتى لا يتسبب في خلافات بينهم.
ونقل موقع “والاه” العبري عن مسؤول أميركي أن إدارة بايدن تنوي التقدم ببطء مع حكومة بينيت، وإفساح المجال أمامها لتثبيت نفسها أولاً، والامتناع عن مبادرات في هذه المرحلة يمكن أن تزعزعها أو تحدث خلافات”.
وأظهر بايدن ارتياحاً جلياً لرحيل نتنياهو بإسراعه لتهنئة بينيت وتعهّده كأول زعيم عالمي بالعمل مع حكومته، بعد نصف ساعة فقط على منح “الكنيست” الثقة لائتلافه الحكومي، ثم خلال مكالمة هاتفية أجراها معه، في حين جعل أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل ينتظر 28 يوماً قبل أن يجري أول مكالمة معه حين وصل إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
ورغم توجيه إندونيسيا وماليزيا وبروناي انتقادات شديدة بسبب عدوانها على غزة، وحثها الأمم المتحدة على التدخل لوقف الفظائع ضد الشعب الفلسطيني، أبدت إسرائيل أمس استعدادها للعمل على إقامة علاقات مع الدول ذات الأغلبية المسلمة في جنوب شرق آسيا.
وقال سفير إسرائيل لدى سنغافورة ساجي كارني: “نحن مستعدون للحديث واللقاء، والباب مفتوح من جانبنا. لا أعتقد أنه من الصعب أن يجدونا”، معتبراً أن السبيل الوحيد أمام أي طرف كي يحظى بتأثير على ما يحدث في الشرق الأوسط هو إقامة علاقات مع تل أبيب.
واعتبر كارني، أن انتقاد إندونيسيا وماليزيا وبروناي، التي لا تقيم علاقات رسمية مع تل أبيب، وكررت الدعوة لزعماء إسرائيل لإنهاء الاحتلال وحلّ الدولتين، “ليس منصفاً وتجاهل طبيعة الصراع الحقيقية”، مؤكداً أن “حماس منظمة معادية للسامية. وكثير من الناس الذين يشاركون في نقاش على وسائل التواصل الاجتماعي يفهمون حقاً طبيعتها المتشددة والفاشية”.
ولدى إسرائيل سفارات في فيتنام وتايلاند والفلبين وميانمار، إلى جانب دول أخرى في آسيا. ووافقت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، العام الماضي على تطبيع العلاقات معها بموجب اتفاقات توسطت فيها الولايات المتحدة.
إلى ذلك، بدأ وفد إسرائيلي، أمس، زيارة للقاهرة لبحث ملف غزة، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وملف عملية تبادل الأسرى.
وتأتي الزيارة بعد أقل من 24 ساعة على غارات إسرائيلية رداً على فعاليات الإرباك الليلي، وإطلاق بالونات حارقة تسببت في نحو 26 حريقاً بالقرب من مستوطنات “غلاف غزة”.
وبحثت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية إذا ما كانت ستنفّذ المزيد من الهجمات العسكرية ضد مواقع تابعة لـ “حماس”، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأفاد التلفزيون الرسمي “كان” بأن الجانب المصري أبلغ الحكومة الجديدة بأن “حماس غير معنيّة بأي تصعيد جديد”.
وأفاد موقع “واللا” بأن قادة الجيش الإسرائيلي مترددون حيال الرد على إطلاق هذه البالونات، والحكومة واصلت المشاورات بشأن الرد سعياً للتوجه لتثبيت معادلة جديدة وتوجيه رسالة لـ “حماس” مفادها أن “الوضع سيكون مغايرا عمّا كان خلال عهد الحكومة السابقة”.
وخلال زيارة لحشد الدعم للقضية الفلسطينية رغم موافقة الملك محمد الخامس في ديسمبر على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، اجتمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أمس، مع الأحزاب الإسلامية الرئيسية في المملكة المغربية.
وغداة اجتماعه مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، (أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم)، التقى هنية مع مسؤولين في حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، حزبي المعارضة الرئيسيين ومع أحزاب أخرى وجمعيات المجتمع المدني ورئيسي غرفتي البرلمان وعدد من المسؤولين المغاربة، قبل أن يغادر يوم الأحد.
واعتبر هنية، خلال لقائه مع العثماني ووفد “العدالة والتنمية”، أن “الشعب الفلسطيني ينوب عن الأمة بالوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية ويحمي المسجد الأقصى المبارك بأرواحه وسواعده ويبطل المشاريع التي تستهدف سرقة التاريخ والجغرافيا”.
وقال هنية: “من حُسن الطالع أن تكون هذه الزيارة بعد الانتصار العظيم الذي حققه شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وأمتنا وأحرار العالم في جولة مفصلية من جولات الصراع مع الاحتلال البغيض”، مضيفاً: “أمامنا مهمات كبيرة جداً لمرحلة ما بعد النصر، سنبحث فيها بعمق مع أشقائنا في المغرب ومع رئيس الحكومة ومختلف القوى والأحزاب والمكونات”.
بدوره، أكد العثماني أن “زيارة وفد حماس لم تأت على عجل، بل وجهت الدعوة له منذ ستة أشهر، لكنها لم تتيسر إلا اليوم. وجدد التأكيد على أن “عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبداً لا اليوم ولا في المستقبل على حساب نضال الشعب الفلسطيني ومن أجل حقوقه المشروعة”.
وفي المغرب، اعتُبرت الزيارة طريقة لموازنة العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين، ولإظهار أنه على الرغم من علاقاتها الودية مع إسرائيل، فإن الرباط لا تزال تدعم آمال الفلسطينيين في الاستقلال.