الخيانات والإنكسارات والتنازلات تقود العرب للممات
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

نحن في زمن التفاهات، فلا تُفكر بما هو آت، ولا تكتب بالموجعات الموجبات وعليك أن تُكثر من الأمنيات الخادعات، واجعل ديدنك سخرية وحماقات، عندها فقط ستكون من الذوات، وستغفوا على منصبك بعميق السُبات، وستنال الرضى وتحصل على العلاوات، ولا تقل “لا” وكُن مُطيعاً وانشر الإبتسامات كلما لقيت كبار القوم في الجاهات، وأعلم أنك لن تنال البر حتى تكون منافقاً في جميع المناسبات، وقدم ثم قدم التنازلات لعلك تنال العطايا كالباغيات، ففي زمن العهر والتفاهات لا مكان لرجال المواجهات، بعد أن أُخرجوهم من قاموس الواسطات وتم ترحيلهم إلى بلاد الغابات، حيث لا صوتٌ يُسمع ولا وجهٌ يُرى فهؤلاء لا يُجيدون التسلق كما النباتات، لذا سينتهي بهم الأمل إلى الممات.

 

وإن ترفعت وتدرجت في المناصب واصبحت في قائمة الذوات، فعليك أن تعيش حياتك مقيداً بفكرهم المقيت وتُطأطأ رأسك كالحيوانات، وأن لا ترفعه حتى لا تصيبك اللعنات فتُصاب بالآهات والحسرات وتُطرد بلا رحمة وتنتهي مفارقاً الحياة، وإن بقيت حياً ستكون حياتك بلا مسببات كون العبيد لا يتجرؤون على الجلوس مع ذوي القامات، فاليوم بحجم واسطتك تعلوا وإن كنت من ذوي الغفلات والإسباقيات، وحتى إن كنت من أصحاب الشُرب والكاسات وتعيش بين الراقصات، فقدرك اليوم محتوم بكم تعرف من مرتادي البارات ومن يلبسون البدلات القادمين للوطن بمظلات، وهم الذين نهبوه في الفوسفات والإتصالات والعطارات.

 

هذا زمن التبعية والإنكسارات والهزائم والخسارات، فأضعنا عصر البطولات التي انتقلت لوسائل التواصل الإجتماعي والفضائيات، فاختفت المدافع والطائرات واكتفينا بالدعاء في الصلوات، فيما عدونا يأخذ بالأسباب والاستعدادات، لنحصل على خيبة وراء خيبة لتتكاثر الخيبات، وعدونا يملك هيبة ثم هيبات، ولم نجد نصيراً بعد الله يحمي الشعب من القاصفات،  لتحمي القدس المناضلات ليرتقين شهيدات، لتعلوا صواريخ  الراجمات محلقات لنحقق نصر المقاومات، ونصبح نحلم بيوم استرداد المقدسات بفضل القوات وليس الاجتماعات التي تقودنا دوماً للمزيد من التنازلات، حيث تنحني القيادات ثم تدعي ببطولات الخادعات فيما يكتفي العديد منهم بدور الخادمات.

 

أحلمنا بسيطة في زمن تسيد فيه اللصوص والعاهات، وارتقت فيه الجاهلات والساقطات فضاعت الأخلاقيات، وانتشرت القاذورات فأصبح الفكر شتات والعمل هبات ، بعد أن نهب أصحاب المناصب الوطن وتركوا للشعب الفتات، لتنتشر المجاعات فتكثر المسيرات وتتزايد الإعتصمات وربما نصل ليوم المُظاهرات، ليتم ضرب هؤلاء بالهراوات، فيما مسيرات الخولات يتم فضها بالكلمات الناعمات حتى لا يغضب من فقدوا الأخلاقيات، وهنا تتغير الحسابات وتدخل الأمة في سبات ومن غفوة إلى غفوات، ليبقى الجهل على العلم يقتات، والفاسدون يسرقون الوطن بثبات، لذا لن تصحوا الأمة من غفوتها حتى ما بعد الممات، فالأحلام تموت ولا تتحقق لاننا في زمن التفاهات والإنكسارات والتنازلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى