جامعة الكويت
بقلم: د. فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

تابعنا اجتماع لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية وتأكيدها على وجود تقصير من الحكومة وكذلك من جامعة الكويت أدى إلى تراجع مستوى الجامعة، وأثنت اللجنة على قرار وزير التعليم العالي د ..محمد الفارس بتشكيل لجنة تحقيق في هذا الشأن وضرورة وجود وحدة تصنيف أكاديمي مستقلة.

استمر التصنيف الأكاديمي العالمي لجامعة الكويت في التدني منذ عام 2007 حيث وصل ترتيبها آنذاك 2422 من أصل 3 آلاف جامعة، وهو بلا شك رقم كبير لا يليق بمكانتها العلمية، وهذا حسب تصنيف معهد التعليم العالي الصيني في جامعة «جياو جونغ شنغهاي»، واحتلت بناء على هذا التصنيف المركز الثامن عربيا من أصل 100 جامعة شملها التصنيف.

والمؤسف أن مستوى الجامعة استمر في الانحدار حسب تصنيف QS»Quacquarelli Symonds»، وهي شركة بريطانية مختصة بتصنيف مؤسسات التعليم والجامعات وتأسست عام 1990، ووصل إلى ما يقارب 700 نقطة في عام 2014 – 2015، ثم انحدرت في عام 2020 لتصل إلى 1001 من أصل 1500 عالميا و28 عربيا وإقليميا، حيث يقيس هذا التصنيف مؤشرات أداء مختلفة في مجالات متعددة.

ما الذي أوصل جامعة الكويت الحكومية والوحيدة في هذه الدولة الغنية الى هذا المستوى؟! هل هي الصراعات السياسية التي أصبحت تتدخل في كل شؤون حياتنا؟ والتي نتج عنها التعيينات غير المناسبة في هذا الصرح الأكاديمي المهم، والمعروفة عادة «بتعيينات الترضية» لكسب ولاءات وتمرير صفقات معينة؟!

جامعة الكويت تعاني، حالها حال المؤسسات التعليمية الأخرى في الكويت، فلماذا نزل مستواها لهذه الدرجة ومن المتسبب في ذلك؟! نعلم أن هناك بعض الكفاءات الجيدة التي تعمل بكل إخلاص واجتهاد، لكن في المقابل هناك أمواج عاتية يصعب عليهم التصدي لها.

الحكومة هي المسؤول الأول عن هذا التردي ومجلس الأمة ونوابه لم يسندوها ولم يعززوا ميزانيتها ولعبت بها الصراعات السياسية وأصبح جسدها يئن من المرض، فهل من منقذ لها؟!

هل يستطيع معالي وزير التعليم العالي الأخ د.محمد عبد اللطيف الفارس تصحيح أوضاع جامعة الكويت؟

هذه المشكلة بحاجة إلى علاج جذري وليس مجرد إجراءات تخديرية أو ترميم! كما هو الحال (مع شديد الأسف) في ملف الشهادات الوهمية والمزورة، والذي لايزال عالقا!

هذا إن كان د.الفارس يعتزم فعلا إيجاد حل سريع وناجع لهذا الموضوع، مع العلم بأنه تم تشكيل لجنة تعزيز تصنيف الجامعة في مؤسسات التصنيف العالمية في عهد الوزير الأسبق د.حامد العازمي ولم نر أو نسمع بأي نتائج لها!

٭ كلمة أخيرة: السادة أعضاء لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية، هل لديكم القدرة والجرأة على الخوض في موضوع الشهادات الوهمية والمزورة، والتي هي من أهم أسباب تردي أوضاع التعليم وبعض الجهات الأخرى في الكويت؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى