هذه السيناريوهات المطروحة لخميس التكليف
بقلم: جويل بو يونس
النشرة الدولية –
الديار –
هل يشهد «خميس التكليف» معركة «عالمنخار» بين السفير ودولة الرئيس؟ سؤال مشروع بعدما اعاد ترشيح السفير نواف سلام خلط كل الاوراق على خط استحقاق الخميس، بدفع من حزب «تقدم» الذي يضم النائبين مارك ضو ونجاة صليبا، واللذين استبقا الجميع الى اصدار بيان باسم حزب «تقدم» يعلن ترشيح سلام لرئاسة الحكومة، فاتحين الباب امام معركة قاسية فيما لو قررت المعارضة السير والتوحد خلف قرار ترشيح نواف سلام.
ترشيح نواف سلام واحتمال التفاف قوى المعارضة خلفه، يهدد جديا فوز المرشح الذي قيل انه الاوفر حظا لتكليف جديد، نجيب ميقاتي الذي بات عليه «استرضاء» التيار الوطني الحر لضمان اصواته الـ18 الى جانب الطاشناق الثلاثة، فيضمن فوزه على نواف سلام.
بانتظار بلورة المواقف فالصورة لا تزال ضبابية واكثر من سيناريو مطروح:
– السيناريو الاول: التفاف المعارضة خلف ترشيح سلام، علما ان المعلومات تفيد بان هذه القوى تسعى جاهدة للتوحد خلف مرشح واحد تفاديا لتكرار سيناريو مجلس النواب الاخير، والعين من قبل «الاشتراكي» و»القوات» و»الكتائب» على كتلة «التغييريين» وما اذا كانوا سيسيرون خلف حزب «تقدم» فيرشحون نواف سلام، علما ان مصادر مطلعة على جوهم ترجح الذهاب نحو هذا الخيار، ولو ان كل الاجواء توحي بان انقساما برز في صفوف «التغييريين»، فمنهم من يحبذ خيار سلام ومنهم، كالنائب حليمة القعقور، من يفضل طرح اسماء اخرى جديدة، ولو ان المعركة المحتدمة ستدفع بهؤلاء جميعا، بحسب ما تقول اوساط مطلعة، للتوحد خلف نواف سلام على قاعدة :»ما عنا غير خيار لمواجهة محور 8 اذار».
وفيما تترقب «القوات» و»الاشتراكي» ينتظرها، فكلا الطرفين يترقبان القرار الذي قد يسير به النواب «التغييريون»، وعلم هنا ان «اللقاء الديموقراطي» سيحسم الموقف باجتماع يعقده في السادسة من مساء اليوم، على ان تعلن «القوات» موقفها بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية الاربعاء.
وفيما سرت معلومات تفيد بان «القوات» قد تتجه لعدم تسمية احد، علقت مصادر مطلعة على جوها بالقول: «واضح ان الاتجاه ذاهب نحو تسمية بس خلينا نشوف اذا رح فينا نوصللا»!
كما «القوات»، ينتظر «التقدمي الاشتراكي» امكان التوصل لمرشح واحد لقوى المعارضة، علما ان اوساط تكشف بان الاتجاه لدى تيمور جنبلاط يميل للذهاب باتجاه اسم «تغييري»، وهو ينتظر ما اذا كان النواب «المستقلون» و»القوات» و»الكتائب» سيذهبون لخيار واحد للسير به، والا تقول المعلومات بان «اللقاء الديموقراطي» قد يعود لتسمية ميقاتي فيما لو تبعثرت المعارضة بترشيح اسماء عدة.
وفيما لو تدخل الرئيس بري لدى حليفه التاريخي، زعيم المختارة، ليضمن تصويته الى جانب ميقاتي مقابل الحصول على ضمانات حكومية درزية، فيصبح عندئذ جنبلاط «مزروكا» بين الحليف بري والرغبة السعودية بتوحيد المعارضة خلف اسم واحد، بغض النظر عن هوية الاسم، اذ تؤكد المعلومات بانه حتى اللحظة لا مرشح معينا للسعودية، وهمّها ان تتوحد قوى المعارضة على اسم واحد بوجه حزب الله، علما ان المعلومات تشير ايضا الى ان «كلمة الضغط السعودية» لم تأت بعد لكي تحسم معظم الاطراف خياراتها.
على خط «الكتائب»، فالاخيرة تبدي استعداداً للتوافق على مرشّح للمعارضة، والاكيد انها لن تسير بميقاتي، وهي تتنتظر ما اذا كانت قوى المعارضة ستلتف على خيار نواف سلام لتسير به، كذلك الامر بالنسبة للنواب «المستقلين» كميشال ضاهر ونعمت افرام وميشال معوض وفؤاد مخزومي، اذ تقول اوساطهم: «نحن مع الاكثرية» وتضيف: «اذا اتفق الجميع على سلام نسير به».
في حال نجحت المعارضة بتوحيد صفوفها والسير بمرشح واحد، وبقي التيار الوطني الحر على موقفه تجاه عدم تسمية ميقاتي، فالارجح ان يحوز سلام على اصوات تضمن له الفوز، علما ان مصادر مطلعة تستبعد هكذا سيناريو.
– السيناريو الثاني: ان تبقى المعارضة موحدة خلف سلام، لكن ان يعدل التيار عن رأيه باتجاه تسمية ميقاتي فيمنحه اصواته، بعدما يكون قد حصّل منه ما امكن من شروط في اطار التفاوض الحكومي، فيضمن فوز ميقاتي بتكليف ثان وباصوات تتعدى الـ 60، مع ضمان اصوات الثنائي الشيعي ونواب «اللقاء النيابي الشمالي»، اضافة الى عدد من النواب «المستقلين»، وحكي هنا ان النائب نعمت افرام اسرّ لاحدهم بانه قد يعود لتسمية ميقاتي باعتبار انو «الفترة قصيرة وخللي يكفي افضل»!
– السيناريو الثالث: في حال فشلت المعارضة بالتوحد خلف اسم ومرشح واحد لتسميته لرئاسة الحكومة، وبرزت اسماء اخرى كصالح نصولي مثلا الذي عاد بحسب المعلومات مساء اول من امس الى بيروت بطلب من باسيل لاستكمال المشاورات، بعدما كان اجتمع سابقا ببيروت بعدد من النواب، ففي هذه الحالة، اي تشرذم المعارضة وبروز اسماء اخرى خارج اطار سلام وميقاتي، وفي حال بقي التيار على موقفه بعدم تسمية ميقاتي، فعندها سيصوّت «الاشتراكي» الى جانب ميقاتي كما بعض النواب «المستقلين» وغيرهم، وهذا ما قد يحقق فوزا لميقاتي باصوات تناهز 60 او اكثر.
وفيما كشفت اوساط مطلعة على جو ميقاتي بان اسم سلام غير مطروح بشكل جدي حتى اللحظة، وان البعض يحاول الاتفاق على اسماء اخرى، ختمت بالقول: «حقيقة الامور لن تتظهر قبل صباح الخميس»!
بالانتظار، تبقى العين على التيار الوطني الحر الذي سيكون بيضة القبان، فاذا ذهب نحو ترشيح نواف سلام ودخل بصدام مع حزب الله، علما ان اوساطا بارزة تعلق بالقول: «جبران بدو ويرغب بهذا الخيار ولكن هل قادر يحملا»؟ فعندها يصبح فوز سلام مريحا، وفي حال سمى التيار ميقاتي، فسيضمن فوزا جيدا لميقاتي يتخطى ال64 صوتا، وهذا الامر يحصل بحسب الاوساط، في حال نجح حزب الله باتصالاته باقناع باسيل، وفي حال تمكن باسيل من اخذ ضمانات من ميقاتي تطال، بحسب المعلومات، الحصول على «عدد حرزان» من الوزارات يترافق مع نوعية حقائب دسمة مع الابقاء على الخارجية والطاقة.
فهل يبدل التيار الموقف؟ او يحسم القرار بعدم تسمية احد لعدم احراج حزب الله بخيار نواف سلام؟ وهذا المرجح.
حتى الساعة، مصادر التيار تقول ان اي شيء لم يتدبل لتبديل الموقف من تسمية ميقاتي ولننتظر اجتماع التكتل! اما تعليقا على ما سرب من ان الاتصالات بين التيار والمعارضة بلغت شوطا متقدما للاتفاق على مرشح لرئاسة الحكومة، فعلقت اوساط بارزة مطلعة على جو 8 آذار بالقول: «اعتدنا هذه المناورات»، وميقاتي لا يزال الاوفر حظا للتكليف ولو بلا تأليف!
لعلها المعركة الوحيدة التي تجمع «الاشتراكي» و»التيار الوطني الحر» على توصيف واحد، فباسيل كما جنبلاط «مزروكان»، علما انهما بيضتا القبان، فخيار اي واحد قد يؤثر على المعادلة باكملها.
على اي حال، ففي كلا الحالتين سواء فاز نواف سلام او نجيب ميقاتي، يقول مصدر متابع اننا قد نكون امام مشكلة ميثاقية، وفوز سلام سيفتقد للميثاقية الشيعية، وفوز ميقاتي حتى لو عدل التيار ومنحه اصواته، فسيكون فاقدا للميثاقية الدرزية اذا ذهب جنبلاط باتجاه خيار نواف سلام!
وفي المحصلة: قد نكون امام تكليف بلا تأليف! يختم المصدر المتابع.