أين وصلنا.. ومن أوصلنا إلى الحافة..؟!!
بقلم: صالح الراشد
حوادث غريبة حصلت في الاردن خلال الأيام الماضية، أحداث تجعل الحليم حيران وصاحب الفكر مشتت ولهان، فوزير الأوقاف يعتبر مراكز تحفيظ القرآن غير مؤهلة، متسبباً في إطلاق حملة علمانية شعواء على مراكز تحفيظ القرآن والقائمين عليها، ليوجه المختبئون قبل حديث الوزير التهم جُزافاً دون بينة، بل بجهل مدقع يُثبت أن الحقد الدفين سبب أقوالهم كونهم يتحدثون عن أمور يجهلونها، ليكون حديث الوزير بمثابة شارة البدء لإرهاب المجتمع بحديث خادع، ولم تمر لحظات حتى خرج وزير المياة على الشعب بتصريح أقل ما يُقال عنه بأنه غير موفق في اختيار الكلمات، وهنا انتقد العديد من أفراد الشعب الوزير وقام البعض بالدعاء عليه، ليأتي الرد الصادم الفاضح عبر إحدى الإذاعات من خلال متصلة شتمت الشعب الأردني بطريقة مهينة وغير مهذبة ودافعت عن الوزير والحكومة.
وقبلها بأيام تم تضخيم ما قيل عنه قضية التحرش في إحدى الجامعات، ثم ماتت القضية سريرياً بتحويلها للقضاء، وظننا حينها أن الهدوء سيخيم على المجتمع ليكون هدوء ما قبل العاصفة التي أثارتها وسائل التواصل الاجتماعي عن موت معلمة، وفي القضيتين لم يقم الاعلام شبه الرسمي والخاص بالتعامل بايجابية وحمل لواء التجريح واصطناع القضايا لعمل بطولات وهمية، ليتم إثارة المجتمع وإدخاله في مرحلة الرعب من التحرش والموت على طريق البحث عن الرزق، لنشعر أن وراء الأكمة ما ورائها وأن هناك من يُريد إدخالنا في دوامة الشك والقهر حتى نفقد الثقة بسلامة الحياة في الوطن، ونشعر أن الأمن المُجتمعي مفقود رغم الحديث عن الأمن والأمان.
وحتى تزداد ضبابية المشهد الأردني تم استقبال المُتصهين محمد رمضان لإقامة حفل في الوطن، وظهر على المسرح بطريقة مبتذلة لا تتناسب مع الذوق الأردني والعادات والتقاليد التي تربينا عليها، ومع ظهوره الفاضح وتوجيه النقد على وصول المهرجانات الفنية لهذا المستوى الدوني، ظهر البعض كمدافعين عن رمضان معتبرين نقده ممنوع لأن وجوده “حسب البعض” وبالذات الداعمين لوزارة السياحة يعتبر ترويج للسياحة ومنظومة الأمن والأمان، وهنا فقد شعر الكثيرون من أبناء الوطن بزيادة الرعب في ظل اختلال الموازين، واعتبار البعض ان نقد الوزراء جريمة يجب ان يتم التصدي لمرتكبيها وشتمهم على الهواء مباشرة، وان نشر الابتذال وحجب دور القران أمر في مصلحة الوطن، ووصل الأمر بالبعض للترويج إلى أن الشعب يجب أن يكون مُطيع كونه قاصر عن فهم مصالحه ومصلحة الوطن.
وهنا يبرز سؤال يتردد في أذهان الجميع ويحتاج لإجابة واضحة وبكلمات مختصرة، من أوصل الشعب والوطن لهذه المرحلة من الرعب والإختلاف المؤدي للخلاف؟، ولماذا ولمصلحة مَنْ في هذا التوقيت الصعب يتم صناعة التناقضات؟، ومن المستفيد من نشر الضبابية وإطلاق ألسنة الباطل، ففي الوطن الأسعار ترتفع والرواتب ثابتة والفقر والبطالة يتزايدان، والعاملون يتقاضون رواتب تفي بأساسيات الحياة من مأكل ومشرب وايجار، وهذا ما كان يُطلق عليه في العصور الماضية بالعبودية، لذا فقد برق شك في القلوب والعقول الأردنية إلى أن هناك من يرغب في صناعة ازدواجية العبودية، بضم عبودية الفكر لعبودية الحياة لمنع أي فكر نهضوي يُعيد الوطن لزمن الرجال الأنقياء من الظهور، ليوافق الشعب على كل جديد دون نقاش وصولاً لمراحل لا يقبلها العقل، وقد يكون منها الحل النهائي للقضية الفلسطينية وحسب البروتوكول الصهيوني.!!