الواقع والرومنسية

النشرة الدولية –

د. خلود الصالح

أكدت المدرسة الفنية الواقعية على ضرورة تسليط الضوء على الواقع من حولنا وترجمته بريشة الفنان دون غرابة أو نفور بل ودون تدخل الذات كي يتسنى للرسام أن ينقل واقعه بكل صدق وأمانة. وقد رأى أحد روادها وهو الفنان الفرنسي” كوربيه” بأن الذات تنكمش تدريجياً أمام تحديه للواقع الذي نعيش.

وانطلق ليقول:” دعوني أنهي حياتي حراً! فلا انتماء لي لمدرسة أو كنيسة أو أكاديمية.  فانتمائي للحرية هو ما أصوره في لوحاتي” (لوحة بعد العشاء – ١٨٤٩).

نشأت تلك الحركة الفنية للرد على الفكر الرومنسي الذي بالغ في الأوهام هروباً من الواقع فابتعد كليةً عن قضايا الانسان المجتمعية.

اذا، فقد كان للمدرسة الواقعية وقفة جادة في ظل تطور العلم والتجارب والفلسفة وعلوم الطبيعة ليقودوا ريشة الفنان نحو الواقع ولإثرائه أدبياً ممثلاً في نصوص الكتّاب والروائيين القيمة.

ومما يميز “كوربيه” هو انتقاله من رسم الطبقة المخملية البورجوازية إلى تصوير الطبقة الريفية الكادحة في لوحاته تصويراً دقيقاً يتناسب وطبيعة الفنان الحقيقية.

يأتي هذا التوجه في ريشة الفنان على خلاف مدرسة” محسن عطية” الذي فصل ريشته عن الواقع فراح يبحث عن جوهر الاشياء لتتداخل وتتعانق أحاسيسه الدفينة. فحينما تقفز البقعة اللونية على حد قوله، يصبح لكل لونٍ نغمة تلامس الروح دون الحاجة الى وساطة، فالعمل الفني مستفز ويثير الفضول!

 

جامعة الكويت/ قسم اللغة الفرنسية- كلية الآداب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى