كيف ستغير المدن الذكية المستقبل؟

إيمان العبدالغني

النشرة الدولية –

، حان الوقت لإعادة تصور كيفية تنظيم العالم على هذه الأرض

نحن نتسارع نحو مستقبل تتشكل وتتطور فيه شبكات الاتصال العالمية بشكل أكبر من تشكيل وبناء البلدان .- أصبح للبشرية مبدأ جديد – الاتصال هو القدر وستفوز القوى والأشخاص الذين يبنون جسورا وبنية تحتية وتكنلوجيا سريعة تجعلهم اكثر ارتباطا

باراغ خانا .2016

بهذه المقدمة نشر الدكتور باراغ خانا كتابه في عام 2016 ، يعتبر أحد اهم قادة استراتيجيات المستقبل في العالم ، تم اختيار باراغ خانا كواحد من أكثر الاشخاص نفوذا في القرن الواحد والعشرين بحسب تصنيف اسكواير . أحد أعظم كتبه المنشورة حول سلسة مستقبل تكنلوجيا الشبكات في العالم هو كتاب : رسم خرائط مستقبل الحضارة العالمية في ثورة الاتصالات (2016). يلقي الضوء في أبحاثه على الاجابة عن بعض الاسئلة المستقبلية المهمة مثل : كيف ستغير المدن الذكية خرائط العالم ؟ وكيف سيكون مستقبل الاعمال ؟.

انها حتما ستكون في أكثر المدن تقدما وازدهارا والتي نمت فيها وسائل النقل المختلفة ، والتي استطاعت أن تربط العالم متفوقة في مجالات النقل والطاقة وتكنلوجيا الاتصالات ، في هذه المدن ستكون تنافسية الاعمال والمهن المتطورة واستقطاب أصحاب العقول المفكرة. تلك هي حضارة الشبكة العالمية الناشئة حيث تتنافس المدن الكبرى على الاتصال أكثر من الحدود الجغرافية ، تأخذنا رحلاته من أوكرانيا إلى إيران ، ومنغوليا إلى كوريا الشمالية ، ومن مدينة بنما إلى دبي ، والدائرة القطبية الشمالية إلى بحر الصين الجنوبي – كل ذلك لإظهار كيف أن صراع القرن الحادي والعشرين هو شد الحبل على خطوط الأنابيب وكابلات الإنترنت ، ووسائل النقل السريعة وتطوير التقنيات التكنلوجية والوصول إلى الأسواق العالمية الأخرى.

ثورة التواصل العالمية ، في جميع أشكالها – النقل ، الطاقة والاتصالات – أحدثت نقلة نوعية في مجال انتقال الاشخاص ، والبضائع والموارد والمعرفة إلى درجة أننا لم نعد نفكر بالجغرافيا على أنها شئ مختلف . ينظر براغا الى ان اندماج قوى النقل وثورة شبكات التواصل تحدث مايسمى بقوة الاتصال الجغرافي . ومع ذلك ، تعتبر رؤية تبعث على الأمل في المستقبل.

يجادل خانا بأن الاكتشافات والابتكارات الجديدة في مجال الطاقة قد ألغت الحاجة إلى حروب الموارد ، حيث يتم نشر الأصول المالية العالمية لبناء بنية تحتية منتجة يمكن أن تقلل من عدم المساواة ، وأن المناطق الضعيفة مثل إفريقيا والشرق الأوسط تعمل على تفكيك حدودها الاستعمارية المحفوفة بالمخاطر من خلال طموح جديد وبناء ممرات النقل وشبكات الكهرباء.

تحت فوضى العالم الذي يبدو الآن عليه ، يوجد أساس جديد للاتصال والتواصل والبناء يجمع العالم معًا.

تنفق الدول الآن الكثير على تجهيز البني التحتية لمواجهة التحديات القادمة بحيث تجعل مدنها أكثر استدامة واكثر انصافا للانسان و تعمل لاستقطاب مزيجا من العمالة الماهرة التي تساعدها في تحقيق رؤيتها المستقبلية ، يضيف باراغ خانا بان الربط بين المدن الذكية اليوم يجعل العالم أكثر امنا وازدهارا وقدرة على مواجهات تهديدات تقلبات المناخ والعنصرية ، وقد يدعونا ذلك الى التفكير بالشرق الأوسط حيث العديد من الدول العربية أصبحت تنهار بشكل مأساوي وتركت خلفها بقايا من المدن القديمة مثل بغداد ودمشق واليمن وبيروت ! هناك مزيجا من الاختلافات الغير منصفة في هذه المنطقة حيث يعيش أكثر من 400 مليون شخص بشكل متحضر تقريبا كمجتمعات ومدن التي قد تكون غنية بالمياه او الطاقة او البترول بينما تعيش المدن الاخري تحت وقع الحروب والمزيد من الفقر .

إن الطريقة االوحيدة لتصحيح تلك الاختلافات ليس من خلال المزيد من الحروب بل المزيد من الروابط والتواصل والبناء من خطوط الانابيب وقنوات المياه

بالإضافة الي المزيد من ثورة الاتصالات والنظم التكنلوجية المتطورة الآن ، قد لا يبدو الربط هو الشئ الذي نريد تحقيق نحو المنطقة الأكثر اضرابا في العالم ، ولكننا نعلم بان الارتباط بين المدن وتشكيل المدن والبنى التحتية والتعليم

هو السبيل الوحيد من أجل تحقيق الاستقرار والرفاه على المدى الطويل

تتقدم اليوم دبي وأبوظبي والمملكة العربية السعودية في قيادة رؤيا مستقبليه ومشاريع ضخمة تدعو الى الربط والتعايش والاستقرار والبناء واستقطاب اكبر جامعات العالم لتمكين الانسان العربي خصوصا بالعلوم التكنلوجية والطاقة المتجددة ، وكمثال حي فنحن نرى تشجيع الاستثمارات والمزيد من التسهيلات لاستقطاب العقول الذكية الى تلك المدن الضخمة التي استطاعت ان تكون بمصاف الدول المتقدمة

لن يكون سهلا على الدول الصغيرة او الدول التي تخلفت عن تلك التكنلوجيا المتقدمة ان تصمد كثيرا أو آن تنافس تلك الدول التي استثمرت السنوات السابقة في تطوير بناها التحتية وبناء الانسان والاستثمار فيها، سيقود الشباب الكثير من التغيير في صناعة المستقبل فلم تعد الشعارات المستهلكة حول الهوية والوطن والآرض مهمة بالنسبة لهم ، بل سيتمحور فكر الشباب حول الأوطان التي تحقق لهم آكثر آمانا ورفاهية واستقرارا ومستقبلا زاهرا

كل يوم يتواصل مئات الملايين عبر الانترنت ويعملون بشكل يومي مع آناس وشركات خارج الحدود الجغرافية ، مع أناس لم يلتقوا فيهم مسبقا في دول مختلفة ، أكثر من مليار شخص يعبرون الحدود عبر الانترنت لنقل المعرفة والخبرات والاحداث وتناقل الاخبار عبر الوسائط المتعددة . والكثير منهم آصبح يعمل في مجالات عديدة مع شركات كبرى خارج الحدود ، لم تعد الاعمال منحصرة في وطن صغير بل اصبح هذا العالم ممتدا ومليئا بالفرص الكثيرة . ستزداد موجات التواصل والارتباط ومن المتوقع آن يزداد هذا العدد الى ثلاثة ملايير في العقد المقبل

في عام 2018 سنحت لي الفرصة في حضور الجلسة النقاشية للدكتور باراغ خانا في لندن والتي جعلتني انظر للعالم بشكل مختلف جدا ، بشكل آوسع وأعمق وكانت كتاباته أحد الأسباب الجوهرية التي دفعتني للعمل خارج حدودي الجغرافية ، واستكمال داساتي العليا بالتحديدفي مجالات تكنلوجيا المعلومات وتأثيرها على نساء الشرق الأوسط بحيث فتحت لي آفاقا من الخبرة والمعرفة والكثير من الفرص التجارية .

 

 

باحثة دكتوراه في جامعة بورتسموث/ مؤسس منصة ستارت اب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button