البنّ “يغلي”… والبنزين إلى 65 ألف ليرة!
بقلم: باتريسيا جلاد
النشرة الدولية –
نداء الوطن –
“ميّل على فنجان قهوة”، العبارة الشهيرة التي يستخدمها اللبناني يومياً، كلّما تحدث مع صديق أو التقى جاراً… سيعتاد بدءاً من اليوم على حذفها من قاموسه، إذ باتت رشفة القهوة بالقطّارة ويُحسب لها “100 ألف” حساب، نظراً الى كلفة تحضير الفنجان التي تضاعفت بعد أن انتهى مخزون البن المدعوم. ويعود سبب قفزة سعر البن، من 50 ألف ليرة للكيلو الى 90 ألفاً، إلى “عدم إعطاء مصرف لبنان الموافقات المسبقة المعروفة تقنياً بفتح اعتماد، وتوقّف التجّار عن استيراد المدعوم وذلك منذ فترة ما قبل رمضان”، كما أوضحت مصادر معنية لـ”نداء الوطن”، فدفعت هذه “الخبرية” التي شكّلت حدث الأمس وانشغل بها اللبنانيون بامتياز، الى ظهور نوع جديد من الطوابير وهذه المرّة أمام مطاحن البن، حيث تمّ تناقل صورها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، حتى أنه ترافق ذلك مع صورة لفاتورة سعر فنجان القهوة المعتّق في المطار والذي بلغ 60 ألف ليرة.
وحول الموضوع أكّد رئيس نقابة أصحاب السوبرماركات نبيل فهد لـ”نداء الوطن” أن ارتفاع سعر البن مثله مثل سائر المواد المدعومة التي رُفع عنها الدعم فزادت أسعارها، مؤكداً أن السوبرماركات لم ترفع الأسعار عن كلّ المواد بل أبقت على البعض منها وفق تسعيرة 12500 ليرة للدولار.
أما المادة التي قرّر مصرف لبنان رفع الدعم عنها، فهي السكّر وتدخل في صناعة الرغيف، مبقياً بذلك الدعم على الخميرة والقمح، الأمر الذي أدى الى رفع سعر ربطة الخبز الكبيرة أمس الى 3000 ليرة لبنانية اي بزيادة 250 ليرة لبنانية كنتيجة مباشرة لمسألة رفع الدعم عن السكر.
وفي سياق مسلسل رفع الدعم أيضاً وأيضاً، ووسط معضلة المحروقات والتهديد بنفاد فيول البواخر التي تمّ إفراغها وتوزيعها واستمرار مشهدية طوابير السيارات المصطفة على المحطات، وما ينتج عن ذلك من “صُراخ وعَييط” ورفع السلاح وسقوط ضحايا، وتقاذف المسؤوليات و”نقّ” أصحاب المحطات والموزعين، فضلاً عن عدم إقدام الشركات على ضخّ الكميات المطلوبة الى المحطات يومياً، حسم القرار، كما أكّدت مصادر موثوق بها لـ”نداء الوطن”، بـ”تخفيض الدعم على المحروقات على أساس 3900 ليرة للدولار بدلاً من 1515 ليرة وذلك خلال فترة اسبوعين كحدّ اقصى، ما يعني أن صفيحة البنزين سترتفع بالدرجة الأولى الى 65 ألف ليرة لبنانية”.
أما بالنسبة الى الدواء، فهناك خطة وفق مصادر مطّلعة “يجري العمل عليها وتنصّ على خفض فاتورة الدواء من مليار و200 مليون دولار الى 700 او 800 مليون دولار، ما عدا طبعاً أدوية أمراض القلب والأمراض المزمنة والسرطانية”.
اذاً بعض اللبنانيين الذين كانوا يستفيدون فعلاً من المواد المدعومة، بدأوا فعلاً يشعرون بـ”لدغة” الوثبات المرتفعة التي تسجّلها الأسعار يومياً على كلّ السلع مع كل قفزة دولار، فيدخلون في سباق مع عدّادات السوبرماركات التي تسجّل زيادات في الأسعار بشكل مستمرّ… و”البطل” هو الذي يستطيع أن يسبق العداد وينتشل المادة عن الرفّ ويقتنص السعر الأرخص في السوق لهذا اليوم!